كييف: المعارضة تخلي ساحات العاصمة وواشنطن توفد مراقبيها إلى أوكرانيا

TT

أقفرت ساحات وشوارع العاصمة الأوكرانية كييف من المتظاهرين المؤيدين لزعيم المعارضة فيكتور يوشينكو، وذلك للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة الاوكرانية عشية اعلان نتائج انتخابات الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة. وكانت فصائل المعارضة قد رفعت حصارها الذي فرضته حول مقار الحكومة والمؤسسات الرسمية منذ 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وإن أبقت على بعض مواقع الحراسة في ارجاء مختلفة من العاصمة. وفي وقت أعلن فيه أنصار يوشينكو عزمهم تنظيم مسيرات عبر اراضي الجمهورية استعدادا للجولة الثالثة، أعلنت الخارجية الاميركية ايفاد مراقبين اميركيين عن مجلسي الكونغرس وتخصيص ثلاثة ملايين دولار.

وأشارت مارسي كابتور عضو مجلس النواب إلى أن وفد الكونغرس سيزور اوكرانيا خلال الفترة من 16 إلى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، فيما لم تستبعد بقاء عدد من اعضاء الوفد حتى اجراء الانتخابات رغم عطلة اعياد الميلاد. ومن المرتقب انضمام المراقبين الأميركيين إلى وفد منظمتي الأمن والتعاون الأوروبي والاتحاد الأوروبي والذي يبلغ عدد اعضائه حوالي ألف شخص. ومن جانبها لم تستبعد يوليا تيموشينكو، وهي من أكثر زعماء المعارضة تشددا، احتمال تكرار عمليات تزوي الانتخابات مجدداً، فيما اشارت إلى ضرورة مراعاة المصالح الروسية في اوكرانيا، مؤكدة ان العلاقات بين البلدين ستكون أكثر دفئا في حال فوز يوشينكو بالرئاسة. وأعربت عن املها في اغلاق ملف مطالبة النيابة العامة في روسيا باعتقالها عبر الإنتربول. وكانت النيابة العامة اتهمت تيموشينكو بتقديم الرشوة ومحاولة استمالة عدد من قيادات وزارة الدفاع الروسية لتسهيل حصولها على مكاسب تجارية غير مشروعة. واعلنت رفضها واعضاء حزبها للتغييرات التي اقرها البرلمان الاوكراني في اتجاه تقليص صلاحيات الرئيس.

وكان 17 من نواب مجلس «الرادا» من الموالين لتيموشينكو قد رفضوا هذه القرارات في الوقت الذي ايدها فيه يوشينكو واعضاء حزبه «اوكرانيا وطننا» مع بقية اعضاء البرلمان، وبلغ عدد المؤيدين 402 من اصل 450 هم كل اعضاء المجلس. وعزا انصار تيموشينكو رفضهم هذه القرارات إلى انها تحد من سلطات الرئيس المقبل متسائلين: لماذا اذن كانت الثورة البرتقالية ما دام يوشينكو سيكون رئيسا محدود الصلاحيات؟ لكن المفاجأة قد تتمثل في انضمام ستيبان تشيرنوفيل، عضو مجلس «الرادا» عن غرب اوكرانيا وابن احد اقدم القوميين الاوكرانيين فياتشيسلاف تشيرنوفيل الذي كان من اشد المتعصبين والمؤيدين لاستقلال اوكرانيا، إلى انصار فيكتور يانوكوفيتش، بل اختياره رئيسا لفريقه الانتخابي بعد استقالة الرئيس السابق سيرجي تيجيبكو حاكم البنك المركزي. وكان يانوكوفيتش قد استأنف جولاته في عدد من كبريات مدن جنوب شرق اوكرانيا في اطار حملته الانتخابية، مؤكدا يقينه من ان الفوز سيكون حليفه، ومتهما المعارضة بتجاوز ابسط قواعد الديمقراطية ولا سيما بعد اعلان يوشينكو انه وانصاره سيستولون على السلطة بالقوة في حال اعلان هزيمته مرة أخرى.