دمشق متفاجئة باتهام الياور لها بإيواء «متمردين» عراقيين وطهران تنفي تدخلها في شؤون بغداد

TT

وصف مصدر سوري اتهامات الرئيس العراقي غازي الياور لدمشق بـ«ايواء متمردين» يثيرون الاضطرابات في العراق، بأنها «مفاجأة غير سارة»، فيما اعتبرت طهران تصريحات للياور تتهم إيران بالتدخل في الشؤون العراقية، بأنها «مؤسفة». وقال المصدر السوري ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تصريحات الياور، إن دمشق تقوم بجهد كبير من أجل منع تسلل الأفراد إلى العراق، وإن هذا الأمر معروف حيث تنسق سورية مع الجانب العراقي في هذا المجال.

ورأى المصدر السوري أن تصريحات الرئيس الياور «جاءت مفاجأةً غير سارة خاصة بعد كل الجهود والتنسيق التي بذلتها سورية، وبعد كل ما نفذته من إجراءات وما أبدته من استعدادٍ للمزيد من التنسيق مع الجانب العراقي».

ولاحظ المصدر أن تصريحات الرئيس الياور تزامنت مع تصريحات أميركية في الاتجاه نفسه «الأمر الذي يبعث على التساؤل عما إذا كانت جهات أميركية تحاول تغطية ارتباك وخلل سير الأمور داخل العراق بإطلاق اتهامات شتى ضد دول الجوار ومنها سورية». ورأى المصدر أن هذا الأمر «ليس جديداً وقد تكرر مرات عديدة».

وكان الرئيس العراقي قد اتهم في حديث لشبكة التلفزيون الاميركية «سي إن إن» أول من أمس سورية بإيواء المتمردين الذين يسببون الاضطرابات في العراق. وقال الياور «أعتقد أن هناك متمردين يأتون من سورية». وأوضح أن المسؤولين العراقيين يشتبهون في أن سورية تقوم «بإيوائهم وحمايتهم، وبأنهم ينشطون انطلاقا منها».

وأشار إلى أن هؤلاء المتمردين لديهم الكثير من الأموال، سرقوها من المصرف المركزي العراقي قبل سقوط النظام السابق».

وأضاف الياور «أشعر بأن بعض الكيانات في الحكومة السورية تفعل ذلك. لست واثقا من أن الرئيس (بشار) الأسد يغض النظر عن ذلك. اعتقد أنه شاب ملتزم. لكنني أعتقد أن هناك كيانات داخل الحكومة السورية، خصوصا بين الحرس القديم، يرضيها ذلك».

وردا على سؤال عن تأثير إيران في الانتخابات العراقية، قال الياور إنه يشعر بالقلق لذلك. وأكد أن «هناك تدخلا إيرانيا كبيرا في الشؤون العراقية». لكنه أضاف «نحن في العراق نريد أن نعيش بسلام مع جميع جيراننا، لا نريد أن نصدر لهم أي شيء، ولا نريد أن يصدروا لنا عقائد، وخصوصا عقائد خاطئة لم تثبت صحتها طوال السنوات الـ25 الماضية».

وردا على سؤال حول ما إذا كان يريد أن يبقى رئيسا بعد الانتخابات، أكد الياور أنه «أمر يعود إلى الشعب العراقي. لقد كنت رجل أعمال في الماضي وشغلت هذا المنصب لدوافع وطنية، واني مستعد لأن أفعل أي شيء يريده الشعب العراقي مني». وأضاف «لدي مهمة لم تنجز، واعتقد أنه علينا العمل جميعا معا، في المجلس الوطني أو الرئاسة، لخدمة هذا الوطن».

من ناحيته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي، أن تصريحات الياور لصحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس، التي اتهم فيها إيران بالتدخل في العراق، «مؤسفة».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن آصفي قوله إن «المسؤولين العراقيين يعلمون جيدا أن الجمهورية الإسلامية في إيران شددت دائما على حق العراقيين في تحديد مستقبلهم بأنفسهم، معتبرة هذا الأمر بمثابة خطوة مهمة من أجل إشاعة الاستقرار والهدوء في العراق وفي المنطقة».

وأضاف «للأسف هناك تيارات أو مجموعات في العراق تسعى إلى ضرب العملية الانتخابية في هذا البلد. نحن ننتظر من غازي الياور أن يأخذ بالاعتبار الطابع الحساس للوضع الراهن، وأن يتحاشى تكرار هذا النوع من التصريحات المؤسفة»، في إشارة إلى الانتخابات العامة في العراق المقررة في نهاية الشهر المقبل.

وكان الياور والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اتهما في حديثين منفصلين مع صحيفة «واشنطن بوست» نشرتهما أول من أمس، إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية للتأثير في نتيجة الانتخابات.

قال ملك الأردن إن «إيران تجد مصلحتها في إقامة جمهورية إسلامية في العراق (...)، وبالتالي يهدف تورط الإيرانيين إلى وصول حكومة تكون مقربة جدا من منهم». وأشار إلى أن السلطات الإيرانية تمول نشاطات خيرية عدة في العراق من أجل تحسين صورة بلادها، وقد شجعت أكثر من مليون شخص على عبور الحدود العراقية من أجل التصويت في الانتخابات العامة وفقا لرغبتها.

وقال آصفي بصدد هذه الاتهامات «هذه التصريحات هي إهانة للشعب العراقي وتظهر جهله بالوضع في العراق». وأضاف «للشعب العراقي ماض مجيد في الكفاح ضد الاحتلال، وأظهر جنه لا يقبل هيمنة الأجانب، إن الجمهورية الإسلامية في إيران شددت ومنذ البداية على هذه النقطة وخصوصا على كون أن مصلحة العراقيين تمر باستقلال هذا البلد وعدم تدخل الآخرين في شؤونه».