مرشد مسلحي الفلوجة يهدد باستئناف القتال ضد القوات الأميركية والعراقية

قائد المارينز يؤكد توجيه ضربة قوية للمسلحين لكنها «غير قاصمة للظهر»

TT

تعهد مرشد الجماعة الاصولية المسلحة التي سيطرت على مدينة الفلوجة على مدى الشهور السابقة قبل ان تسيطر عليها القوات الاميركية والعراقية الشهر الماضي، مواصلة العمل المسلح ضد القوات الاميركية حتى خروجها من العراق، فيما افاد ضابط بارز بالاستخبارات الأميركية في المدينة، بان الهجوم على المسلحين أضر بهم لكنه لم يقض عليهم، متوقعا استمرار العنف حتى لو أجرى العراق انتخابات ناجحة.

وفي بيان وزع امس قال عبد الله الجنابي رئيس «مجلس شورى المجاهدين» في الفلوجة، «ان مسلحي المجلس وبقية اخوانهم من فصائل المجاهدين يعاهدون الله عز وجل ويعاهدونكم على مواصلة الجهاد ضد المحتل وعملائه حتى يخرجوا من العراق».

واكد الجنابي في البيان المؤرخ في 5 الشهر الحالي، الذي لم يمكن التأكد من صحته، ان النشاطات المسلحة لهذه الجماعات ستتواصل مهما كلف الامر ومهما بلغت التضحيات.

وتحدى الجنابي الرئيس الاميركي جورج بوش «ان يفصح عن خسائره في معركة الفلوجة».

وحمل البيان عبارات تضمنت كلمات نابية على الرئيس بوش ورئيس الوزراء العراقي اياد علاوي، وقال «ان الجيش الاميركي تكبد خسائر كبيرة وفادحة بالارواح والدبابات والمدرعات مع قتل الالاف من افراده وجرح اضعافهم».

واتهم رئيس مجلس شورى مجاهدي الفلوجة القوات الاميركية «باعمال اجرامية يندى لها الجبين» ومنها «القصف العشوائي لجميع الاحياء السكنية (...) واعتقال المرضى والجرحى وقتل بعضهم والتمثيل بهم».

واعتبر ان اعلان القوات الاميركية عن اعتقال فقط 27 مقاتلا عربيا في الفلوجة يشكل دحضا «لادعائهم بان دخول الفلوجة هو لاستئصال المقاتلين العرب الذين جعلوا من الفلوجة رهينة بأيديهم». وكان «مجلس شورى المجاهدين» الذي سيطر على الفلوجة ثمانية اشهر منذ ابريل (نيسان) الماضي، قد اعلن في بيان على موقع على شبكة الإنترنت، اعادة تنظيم صفوفه واستئناف عملياته ضد القوات الاميركية والعراقية بعد الهجوم الاخير.

وامس نقلت وكالة رويترز عن الميجر جيم وست من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في مقابلة بالبريد الإلكتروني من قاعدة أميركية خارج الفلوجة «لا نستطيع أن نقول اننا كسرنا ظهورهم. سددنا لهم ضربة قوية جدا وعطلنا عملياتهم». واضاف «لن تكون الانتخابات انتصارا مفاجئا على التمرد... نعتقد أن المتمردين سيحاولون تقويض كل خطوة في العملية الانتخابية».

وتابع وست قائلا: ان القوات الأميركية والعراقية تحاول اعطاء دفعة قوية بعد هجوم الفلوجة بجعل المسلحين وقادتهم في حالة هرب مستمر وحرمانهم من أي قاعدة جديدة.

وكان هجوم الفلوجة الذي شاركت فيه قوات أميركية قوامها عشرة الاف جندي مدعومة بوحدات عراقية قد بدأ في الثامن من الشهر الماضي. وأشارت تقديرات أميركية الى انه ادى الى مقتل نحو 1600 مقاتل، بينهم اصوليون أجانب وعراقيون من السنة، بينما حرم الناجون من معقلهم الرئيسي.

وقال وست «تراجعت عملياتهم من العمليات التقليدية الى الهجمات الصغيرة. لهذا لا نتوقع أن تحدث عمليات على نطاق كبير، مثل عملية تحرير الفلوجة ما دام المسلحون لا يستطيعون اقامة مركز كبير للامدادات والعمليات. وبالتالي فان عمليات المطاردة الحالية شديدة الاهمية».

وشن المسلحون عددا من العمليات الكبيرة في الاسابيع القليلة الماضية وما زال انتحاريون يستهدفون القوات الأميركية قبيل انتخابات المجلس الوطني الجديد المقرر اجراؤها في 30 من الشهر المقبل.

ولم يعد معظم سكان الفلوجة البالغ عددهم 300 الف نسمة الى ديارهم بعد، في المدينة التي أصيبت بأضرار جسيمة من جراء القصف المدفعي والجوي وقصف الدبابات.

غير أن وست صرح بان مقاتلين قد يرجعون مع سكان المدينة حين يعودون، وأضاف «حين يبدأ سكان الفلوجة في العودة الى ديارهم نتوقع أن نرى المقاتلين يستغلون الفرصة ويحاولون أن يندسوا وسط السكان العائدين».

وقال الجيش الأميركي انه عثر على أدلة في الفلوجة على محاولات لانتاج أسلحة كيميائية، غير أنه لم يعثر على أدلة على نجاح المحاولة.

وأردف وست قائلا «كانوا يسعون بنشاط الى امتلاك قدرة تفجير كيميائية وهناك بعض المؤشرات على أنهم كانوا يحاولون صناعة عبوة ناسفة تستطيع نشر مواد كيميائية».

وما زال الرجل الذي يقول الجيش الأميركي والحكومة العراقية المؤقتة، انه يلهم المقاتلين في شتى أنحاء العراق، حليف تنظيم «القاعدة» ابو مصعب الزرقاوي، هاربا ومراوغا اكثر من أي وقت مضى. ويعتقد على نطاق واسع أنه يستخدم الفلوجة قاعدة له هذا اذا لم يكن يعيش فيها.

ويقول سكان الفلوجة انهم لا يعرفون الزرقاوي وانه غير موجود في مدينتهم.

وقال وست عنه: القوات العراقية والقوات متعددة الجنسيات تجعله دائم التحرك. ونعتقد أنه لم يستطع انشاء قاعدة نقل وامداد وقاعدة للعمليات كتلك التي كانت لديه في الفلوجة.. استمرار هذا الضغط عليه سيؤدي به الى ارتكاب ما يكفي من الاخطاء حتى يلقى القبض عليه في نهاية المطاف. تمكنا من الضرب على مقربة شديدة منه من خلال القاء القبض على مسؤولين كبار في شبكته. وفيما نواصل تقليص قادة صفه الاول سيضطر الى استبدالهم بأنصار أقل قدرة أو أقل اخلاصا له».

وقال وست «مفهوم الزرقاوي يستخدم كطعم... من قبل عدد من الجماعات الاصغر حجما لتجنيد أعضاء وكسب التأييد».