حزب الأمة ـ الاصلاح يقيل ثلاثة من أعضائه يشغلون مناصب وزارية في الائتلاف الحكومي

TT

أقصى حزب الامة الاصلاح والتجديد بزعامة مبارك الفاضل المهدي بقرار مكتوب، ثلاثة من منسوبيه يشغلون مناصب وزارية من عضوية الحزب الذي يشكل جزءا من الائتلاف في حكومة الرئيس عمر البشير، في مفاصلة جديدة في حزب مبارك المهدي الذي اقصاه البشير في اغسطس (اب) الماضي من منصبه مساعدا له. وقالت مصادر بالاصلاح والتجديد جناح المهدي لـ «الشرق الاوسط» ان الحزب الان في طريقه لتوحيد الصف مع حزب الامة المعارض بزعامة الصادق المهدي، قبل ان يصفه بالتيار الرئيسي، بينما علق قيادي في حزب الصادق المهدي على اتجاه عودة الاصلاح للتيار الرئيسي قائلا «لا علاقة لنا بهم».

ويأتي هذا التصعيد بين المتصارعين في الاصلاح والتجديد بعد ثلاثة ايام فقط من توقيع تيار في الحزب على اتفاق مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم أمن على الشراكة بين الطرفين واعتبر اقصاء البشير لمبارك الفاضل المهدي مسألة بين الرئيس والمرؤوس في الاداء الحكومي لا يؤثر في الشراكة بين الحزبين، وبعد اربعة ايام من قيام ثلاثة من هذه القيادات بتولي مناصب رئاسة الحزب في عدد من الولايات.

وحدد حزب الامة الاصلاح والتجديد في بيان وزعه على نطاق واسع منتصف الشهر الجاري موعداً نهائياً لتحديد مصير وجوده في الحكومة، وقال إن المجلس الفدرالي للحزب تواضع على قبول توصية الفصل الصادر عن لجنة المحاسبة والمساءلة المشكلة للنظر في المخالفات المنسوبة لكل من وزير الصحة نائب الوالي بولاية الخرطوم الدكتور الصادق الهادي المهدي، ووزير الدولة بوزارة الزراعة الدكتور الفاتح محمد سعيد، ونائب والي كسلا بابكر احمد دقنة.

وذكر الإصلاح والتجديد ان الثلاثة المفصولين نشطوا في اجتماعات تهدف لاقامة مؤتمرات خارج الاطر الحزبية مما يجعل نشاطهم هداماً وبالتالي قرر المكتب الفدرالي فصلهم من عضوية الحزب. وقالت مصادر في مجموعة الاصلاح ان المكتب الفدرالي للاصلاح والتجديد سيجتمع منتصف الشهر الجاري برئاسة رئيسه مبارك الفاضل المهدي المتوقع عودته من القاهرة الموجود فيها الان للفصل في مصير شراكته مع المؤتمر الوطني، ولكن مع ذلك قالت المصادر ان اجتماعاً تم اول من امس بين رئيس الحزب بالانابة ووزير الاعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك، ووزير الزراعة الامين السياسي للمؤتمر الحاكم الدكتور مجذوب الخليفة ناقش تنفيذ برنامج العمل الذي تم الاتفاق عليه في وقت سابق. وفى السياق ذاته، كشفت مصادر اخرى لصيقة بحزب مبارك ان اجتماعات متصلة تمت خلال اليومين الماضيين لترتيب عودة مجموعة الاصلاح والتجديد بقيادة مبارك الفاضل الى حزب الامة بزعامة الصادق المهدي، ووصف حزب المهدي بانه التيار الرئيسي، وقالت المصادر ان الترتيب وجد مساندة من قيادات اخرى داخل الحزب، وقالت المصادر لـ «الشرق الاوسط» ان العمل يمضي في سرية الان للم شمل حزب الامة بكل تياراته «داخل الحكومة وخارج الحكومة»، ولم تستبعد المصادر حدوث لقاء بين الصادق المهدي ومبارك الفاضل في هذا الخصوص، ولكنه كان حذرا لجهة الخوض في التفاصيل.

وعلى صعيد حزب الامة المعارض، نفى مسؤول كبير في الحزب رفض ذكر اسمه علمه باية «اتصالات تمت او تتم» في هذا الخصوص. وقال لـ «الشرق الاوسط»: «هؤلاء الناس نحن لا علاقة لنا بهم وحزب الامة يمضي في سبيله»، ورفض الخوض في اية تفصيلات اخرى. وكان الصادق المهدي اشترط عودة مجموعة مبارك الى الحزب بان يعترفوا كتابة بانهم كانوا على خطأ، وانهم خرجوا عن المؤسسة. ويردد الصادق المهدي بعد المفاصلة بينه وبين ابن عمه بان «حزب الامة تداوى من مبارك المهدي ومجموعته». ويعتبر الخلاف الاخير في حزب مبارك المهدي هو الثاني من نوعه منذ خروجه عن حزب الصادق المهدي في عام 2002 وانضمامه الى الحكومة بعدد من الحقائب الوزارية المركزية، حيث انشق وزير التربية والتعليم بابكر نهار منتصف العام الماضي عن مبارك المهدي وكون حزب الامة الفدرالي وسجله لدى مسجل الاحزاب السودانية.