إسرائيل ترفض تصريحات السفير الفرنسي حول ضرورة التخلص من عقدة مناهضة الفرنسيين

TT

رفضت أمس إسرائيل تصريحات دعا فيها السفير الفرنسي في تل ابيب جيرار آرو، الإسرائيليين الى التخلص من عقدة مناهضة الفرنسيين. ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس قول السفير الفرنسي إن الإسرائيليين مصابون «بعقدة ضد الفرنسيين»، بأنه غير مقبول. واعتبرته الوزارة «غير مقبول» و«لا يساهم في الجهود التي تبذلها فرنسا وإسرائيل لتحسين علاقاتهما».

أما وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد تناولت هذه التصريحات بتهكم، وقال السفير آرو لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن على «الإسرائيليين» أن يجروا ما وصفه «عملية سيكولوجية»، للتخلص من شعورهم الدائم بالاضطهاد. وأضاف أنه ليس هناك من مبرر بما وصفه بالحملة على فرنسا ورئيسها جاك شيراك في وسائل الإعلام الإسرائيلية بسبب موقفه من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات واستقباله في فرنسا للعلاج.

وتابع القول «هناك نوع من العقدة في هذه البلاد، عقدة مناهضة للفرنسيين، الأمر واضح»، وأضاف «في 1967، حصل انشقاق بين فرنسا وإسرائيل اللتين كانتا حليفتين مقربتين. كانت هناك قصة حب. بشكل من الأشكال، الإسرائيليون يشعرون بأنهم تعرضوا للخيانة. ومنذ 1967، منذ هذه الصدمة، يشكل الإسرائيليون ملفا ضد فرنسا». يذكر أن الرئيس شيراك أصبح شخصية مفضلة لدى مقدمي البرامج الكوميدية الساخرة في محطات التلفزة الإسرائيلية ويظهرونه في حالة حزن يرثى لها اثر وفاة الرئيس عرفات.

من جهة أخرى، علقت صحيفة «جيروزالم بوست» الناطقة بالإنجليزية على هذا الكلام بالقول «الآن، ممثل باريس يؤكد أننا نكره الفرنسيين». وقالت إن السفير «لا يعرف ما إذا كان يجب أن يقدم لنا ملاعق من السكر أو ملاعق من الخل»، في تعليق على مقابلة أدلى بها السفير إلى الصحيفة ورأى فيها أن إسرائيل تجهد من اجل «إظهار ضبط النفس» في مواجهة الانتفاضة.

وعنونت صحيفة «معاريف» الشعبية «فرنسا ضد ياتزبان» وهو كاتب إسرائيلي ساخر انتقده السفير الفرنسي بسبب حملاته اللاذعة على الفرنسيين وفرنسا، واتهمت الصحيفة آرو بأنه «نسي قواعد التهذيب الدبلوماسي».

واكتفت صحيفتا «هآرتس» الليبرالية و«يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار بإيراد أقوال السفير وردود الفعل السلبية عليها من دون تعليق.

بينما تناول معلق في إذاعة الجيش الإسرائيلي المسألة من دون تهجم، فقال «بدلا من أن يتحدث عن عقدة، كان الأحرى به أن يتحدث عن انفصام في الشخصية، طالما أن الإسرائيليين الذين يفترض بهم أن يكرهوا الفرنسيين يعشقون الذهاب إلى فرنسا، وهي الوجهة الثانية المفضلة لدى السياح الإسرائيليين في العالم».

وتبقى باريس، رغم التوتر الذي تشهده العلاقات الإسرائيلية الفرنسية بين الحين والآخر، بالنسبة للإسرائيليين وخصوصا الإناث منهم، «العاصمة الأكثر رومانسية» في العالم، بحسب ما افاد استطلاع للرأي نشر في يوليو (تموز) الماضي. وتأتي باريس، بحسب هذا الاستطلاع، قبل البندقية وبراغ وتسبق نيويورك بأشواط بعيدة.

واعرب السفير الإسرائيلي في باريس نسيم زفيلي عن تفهمه لـ «غضب» آرو، وقال «اعتقد انه قريب جدا من الحقيقة، واعتقد أن هناك حساسية مفرطة في إسرائيل تجاه الموقف الفرنسي، كما في فرنسا تجاه الموقف الإسرائيلي».