«منتدى المستقبل» يبدأ أعماله اليوم في الرباط بحضور جميع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي وسورية ولبنان.. وطهران لا تشارك

يفتتحه باول وبن عيسى وسولانا.. ويعتزم إحداث صندوق للتنمية في المنطقة يعتمد على القطاع الخاص

TT

تبدأ اليوم في الرباط أشغال «منتدى المستقبل» الأول بمشاركة حوالي 40 وزيرا للخارجية والمالية من دول مجموعة الثماني والدول العربية والإسلامية، اضافة الى جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي. ويفتتح إعمال المنتدى كولن باول، وزير خارجية اميركا المستقيل، باسم مجموعة دول الثماني، ومحمد بن عيسى، وزير خارجية المغرب، باسم الدول العربية والإسلامية، وخافيير سولانا، باسم الاتحاد الأوروبي.

ومنتدى الرباط هو اول لقاء ينظم في اطار المبادرة الاميركية الخاصة بـ «الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا». وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، إن منتدى المستقبل في الرباط قد يكون آخر مهمة خارجية يقوم بها باول على رأس الدبلوماسية الاميركية قبل بدء الولاية الثانية لإدارة الرئيس جورج بوش يوم 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، ما لم يحدث طارئ يضطره الى القيام بمهام خارجية.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان إيران اعتذرت للمغرب عن حضورها أعمال المنتدى. وقال مصدر دبلوماسي مغربي لـ «الشرق الأوسط» إن وزارة الخارجية المغربية وجهت الدعوة الى ايران، مشيرا الى «ان طهران اعتذرت عن عدم الحضور»، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل حول اسباب ذلك.

وأضاف المصدر ذاته ان الدعوة وجهت كذلك الى ليبيا وسورية ولبنان، وان وزراء خارجية هذه الدول سيحضرون اعمال المنتدى.

يذكر ان وزيري خارجية سورية وليبيا لم يحضرا اجتماع نيويورك الذي عقد في سبتمبر (ايلول) الماضي. وقال المصدر ذاته، ان وزارء خارجية دول اتحاد المغرب العربي سيحضرون جميعهم اعمال المنتدى، مشيرا الى أن نبيل شعث، وزير خارجية السلطة الفلسطينية، سيرأس وفد بلاده. وفي سياق ذلك، لم توجه الدعوة الى اسرائيل والسودان لحضور منتدى الرباط الذي سيبحث مجموعة من مبادرات الإصلاح، بينها مبادرة «حوار مساندة الديمقراطية»، التي ترعاها كل من اليمن وايطاليا وتركيا، ومبادرة «محو الأمية» التي ترعاها الجزائر وأفغانستان، اضافة الى مبادرة خاصة بالمستثمرين ورجال الأعمال التي يرعاها المغرب والبحرين.

وعقد خبراء الدول المشاركة (المجموعة العربية والاسلامية والدول الصناعية)، امس، اجتماعا مغلقا لمناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية والمتعددة الاطراف بين الدول المشاركة. وقالت مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط» ان جلسة الخبراء تميزت بروح تفاؤلية ازاء مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وناقشت أوراقا مختلفة تبحث عن الكيفية المثلى لتطبيق البرامج التنموية.

وأكدت المصادر ذاتها ان «منتدى المستقبل» يعتزم إحداث صندوق للتنمية في المنطقة يتكون رأسماله من اكتتاب تساهم فيه الدول المشاركة، ويعتمد على القطاع الخاص في تنفيذ مشاريعه تحت إشراف الدول المانحة.

ويهدف الصندوق، حسب ذات المصادر، الى تنفيذ المشاريع والمخططات التجارية والاقتصادية قصد المساهمة في الحد من الفوارق بين دول الشمال ودول الجنوب.

ويرتكز تمويل الصندوق على المشاريع الصغرى والمتوسطة، وفك العزلة عن الأرياف، ودعم مشاركة المرأة في العمل الاقتصادي، وتعزيز الرصيد البشري وقدرات الحكومات المؤسساتية على التنمية والإصلاح.

ويربط »منتدى المستقبل« بين تمويل الاصلاحات واقرار الديمقراطية وترسيخها وحماية حقوق الانسان كما هي متعارف عليها عالميا.

وكان مؤتمر موازيا عقدته منظمات غير حكومية، قد دعا الى اصلاح المؤسسات السياسية وترسيخ النمط الديمقراطي كآلية من آليات التدبير الشفاف.

الى ذلك، اعلنت وزارة الاتصال (الاعلام) المغربية ان اشغال المؤتمر سيغطيها حوالي 400 صحافي مغربي واجنبي.