المعارضة المصرية تبدأ حملة لتغيير نظام انتخاب رئيس الجمهورية

TT

في الوقت الذي بدأ فيه الحزب الوطني الحاكم في مصر استعدادات مبكرة لحشد الرأي العام قبل حلول موعد الاستفتاء على رئاسة الجمهورية تمهيداً لتمديد حكم الرئيس حسني مبارك لولاية جديدة، والذي سوف يطرح على البرلمان منتصف العام المقبل، بدأ عدد من أحزاب المعارضة المصرية حملة مضادة من أجل اجراء تعديلات دستورية لتغيير نظام اختيار رئيس الجمهورية لتحويله من الاستفتاء إلى الانتخاب بين أكثر من مرشح.

وجاءت هذه الحملة التي بدأتها لجنة الدفاع عن الديمقراطية المكونة من عدة أحزاب وعدد من منظمات المجتمع المدني في أعقاب مفاجأتين استقبلهما الشارع المصري خلال الأيام الماضية عندما أعلن نائب سابق في البرلمان هو محمد فريد حسنين ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، ثم أعقبته الكاتبة نوال السعداوي التي تحظى آراؤها بجدل شديد باعلان ترشيح نفسها للرئاسة ليس بغرض الفوز ولكن بغرض تحريك الشارع السياسي من أجل تعديل الدستور.

وكانت لجنة الدفاع عن الديمقراطية التي تشكلت في العام الماضي عقدت حلقة نقاشية نهاية الأسبوع الماضي دعت لها نخبة من رجال القانون وفقهائه لمناقشة مشروع أعدته اللجنة وحمل عدة تعديلات دستورية للحد من سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية، ودعا المشروع إلى الغاء 9 مواد من الدستور وتعديل 23 مادة أخرى من أجل تحقيق هذا الغرض.

وقال المتحدث الرسمي باسم اللجنة والأمين العام لحزب التجمع اليساري المعارض حسين عبد الرازق ان المناقشات تركزت على ثلاثة محاور، الأول هو ان يتركز النقاش حول موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية وسلطاته وقوتها بشكل منفرد، والثاني يدعو إلى أن اضافة الجزء الخاص بتعديل النظام الرئاسي يرتبط بموضوع حالة الطوارئ، وأن الاثنين مرتبطان معاً، مشيراً إلى أن الرؤية الثالثة دعت لأن تكون المناقشة متكاملة لعدة قضايا دستورية بينهما سلطات رئيس الجمهورية وذلك من أجل تحويل مصر من دولة رئاسية إلى دولة برلمانية.

وأضاف عبد الرازق أن الاجتماع اتفق على ضرورة وجود حركة موسعة وعقد المزيد من المناقشات من أجل الترويج لهذه الأفكار لافتاً إلى أن الأمر لن يتوقف على مسألة الطرح داخل جدران مغلقة، ولكنه سوف يمتد إلى قيام بعض نواب البرلمان بتبني المشروع لطرحه على البرلمان في مرحلة مقبلة حتى لا يصبح الأمر مجرد شعارات ولكنه سوف يأخذ منحى التحرك الفعلي.

على جانب آخر تعقد اللجنة المصرية لمقاومة التطبيع بالمشاركة مع لجنة الشؤون العربية اليوم مؤتمر جماهيرياً بمقر نقابة المحامين المصريين لاعلان رفض مشاركة الأطراف العربية في اجتماعات منتدى المستقبل المنعقد حالياً بالمغرب.

وقال المشرف على اللجنة ونائب رئيس الحزب العربي الناصري المعارض حامد محمود إن مؤتمر اللجنة يدعو إلى عدم الوقوع في فخ هذا المنتدى الذي يسعى إلى تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات من خلال دعوات للديمقراطية على الطريقة الأميركية، مشيراً إلى أن ذلك لا يعطي شعوراً بالاطمئنان خاصة عقب المساعي الأميركية الداعية لمبادرة الشرق الأوسط الكبير التي تمس باستقلال الوطن العربي في ظل الوجود الاسرائيلي.