القوات العراقية تبدأ باستخدام الطائرات في مراقبة الحدود وخطوط نقل النفط

الأمين العام لوزارة الدفاع العراقية لـ «الشرق الاوسط» : نبني جيشا جديدا متوازنا قوميا وطائفيا

TT

افاد بروسكا نوري شاويس الامين العام لوزارة الدفاع العراقية، بان وزارته بدأت تستخدم طائرات استطلاع لمراقبة مناطق الحدود وخطوط نقل النفط للحيلولة دون العبور غير الشرعي للحدود ووقف الهجمات على خطوط النفط، كما انها تتهيأ لاستخدام طائرات الهليكوبتر في هذا المجال.

واشار شاويس في لقاء مع «الشرق الاوسط» إلى ان وزارته تعمل على انشاء جيش عراقي جديد متوازن «يمثل كل مكونات الشعب العراقي» فلا يكون 90% منن ضباطه من السنة و90% من جنوده من الشيعة كما كان عليه الجيش في عهد نظام صدام حسين، حسبما افاد.

وقال شاويس «حصلنا على مساعدة الاخوة في الامارات الذين تكرموا علينا بتدريب طيارينا على طائرات الاستطلاع التي تلتقط الصور من الجو الى المركز عن طريق الطائرات الاستطلاعية العراقية التي باشرت عملها منذ اسبوعين لمراقبة الحدود وتمكنوا من تصوير لقطات ناجحة للمناطق التي حدثت فيها بعض التحركات على الحدود العراقية».

واضاف «اننا بصدد تطوير عملنا من خلال قيام بعض طائرات الهليكوبتر التي تم التدريب عليها من قبل الجيش العراقي لمراقبة اي تحرك قد يحدث على المناطق الحدودية»، مشيرا الى ان «هناك مساحات بين كل دولة واخرى لا تستطيع قوات هاتين الدولتين تخطيها بناء على الاتفاقيات الدولية المعروفة لدى الجميع، ولكن بواسطة الطائرات الاستطلاعية يمكن تصوير الحدود عن بعد، وهذا ما يتم الان حيث تراقب هذه الطائرات خطوط انابيب النفط العراقية والتحركات التي تجري على الحدود». وحول امكانية الاستعانة بمنتسبي الجيش العراقي المنحل في الجيش الجديد قال شاويس «قمنا باستيعاب الكثير من الضباط الخيرين منتسبي الجيش السابق ممن لم تتلوث ايديهم بجرائم ضد الشعب». واضاف «لكي لا نعيد ما حدث في الجيش السابق يجب ان تكون هناك موازنة بين مكونات الشعب العراقي في الجيش الجديد»، واشار الى ان الجيش السابق «كان الضباط فيه من السنة يشكلون 90% في حين كانت نسبة الشيعة تمثل 90% من جنوده، وهذا يظهر انه لم تكن هناك اي موازنة بين مكونات الشعب المختلفة، اذ يجب ان يكون هناك شيعي وسني وكردي واشوري وكلداني وارمني وتركماني حتى يشعر كل مواطن في العراق بانه غير معزول عن هذا الجيش، وان هذا الجيش يمثله، اخذين بعين الاعتبار الا تكون المحاصصة على اساس ان يكون الآمر شيعيا ومساعده سنيا او كرديا، فكل العراقيين يجب ان يشكلوا وحدة غير مجزأة، وعلينا ان نراعي ان الذي يأتي الينا ويبدي رغبته في الانخراط في هذا الجيش يجب ان يأخذ فرصته».

واضاف الامين العام لوزارة الدفاع العراقية «اما عن حقوق افراد الجيش المنحل فاننا نقوم بمنحهم دفعة الطوارئ التي قدمنا مقترحا لمجلس الوزراء بابقائها، علاوة على ان الكوادر الطبية العسكرية التي كانت تعمل في الجيش السابق استوعبتهم وزارة الصحة، كما ان الكادر الهندسي استوعبتهم وزارتا الصناعة والاشغال». واشار الى «ان هناك نحو 7000 ـ 7500 فقط من عناصر الجيش السابق مشمولون بقرار اجتثاث البعث»، مؤكدا انه «لم تغلق ابواب التعيين امامهم الا اننا نشعر بان ابناء الشعب العراقي الذين قتل ذووهم في الانتفاضة وفي عمليات الانفال او دفنوا في المقابر الجماعية لن يرضوا عنا اذا وضعنا المشاركين في تلك الاعمال قادة في صفوف الجيش العراقي الجديد».

ودافع شاويس عن الدور الذي يقوم به الحرس الوطني العراقي في الجانب الأمني. واوضح ان عدد الضحايا التي قدمها الحرس منذ تشكيله لحد الان هو «في مستوى المسؤوليات التي وضعت على عاتقه». وقال ان عناصر الحرس الوطني «مستهدفون لانهم يدافعون عن ابناء الشعب العراقي وتطلعاتهم، وهذا يمنحنا الشرف في مواجهة اولئك الذين لا يريدون الخير للعراق».

وحول ما يشاع عن وجود مشاكل بين الحرس الوطني وقوات الشرطة العراقية، قال شاويس «ان هذا الادعاء يطلقه الاعداء في محاولة للتقليل من شأن القوى الأمنية العراقية وهذا غير صحيح وغير موجود لان هناك تنسيقا بين وزارتي الدفاع والداخلية، كما ان هناك منافسة فيما بيننا للتفاني والتضحية»، لكنه اشار الى وجود «بعض التصرفات الشخصية التي شكلت لجان مشتركة للحد منها لاننا نحرص على الا تحصل مثل هذه المشاكل في العراق الجديد»، وقال ان الحرس الوطني وقوات التدخل السريع واللواء الالي.. كلها تنضوي تحت لواء الجيش العراقي «ونحن اخترنا الحرس الوطني لمساعدة قوات الشرطة، فعلى الرغم من ان تدريباته عسكرية الا انه ينخرط مع قوات الشرطة العراقية للحفاظ على الأمن الداخلي».

وعن رأيه في انخراط المرأة في صفوف الجيش العراقي قال شاويس «مع اختلاف الامكانيات البدنية فان المجتمع هو الذي وضع قيودا معينة امام المرأة لكي لا تمارس دورها الحقيقي سواء في الجيش او المعمل. يجب علينا ان نفسح المجال امام المرأة لان العمل في الجيش يعد من القطاعات المهمة في الحياة وباستطاعتنا القول من خلال هذه التجربة في انخراط المرأة الى سلك الجيش بانها من الممكن ان تقوم بعمل بطولي كما يقوم اخوها الرجل».

وعن رؤيته لمستقبل العراق وخصوصا بعد الانتخابات المزمع اجراؤها في 30 الشهر المقبل قال شاويس «سيكون العراق في وضع افضل مما هو عليه الان، بدليل ان اركان الدولة تأسست ومؤسساتها بدأت تعمل في المسار المخطط له، وقد لمس ذلك الشعب العراقي واخذ يشعر ان بامكانه ان يغير السلطة عن طريق صناديق الاقتراع من دون اي ضغوط على اي كائن من البشر، الا اننا نواجه الان حالة ارهابية وعلينا تقع مسؤولية تكوين جيش قادر وقوات أمنية فعالة لينعم اهلنا في العراق بالأمن والاستقرار».

يشار الى ان بروسكا شاويس هو ابن نوري شاويس الذي كان من مؤسسي الحزب الديمقراطي الكردستاني واصبح لاحقا عضوا في المكتب السياسي للحزب وأحد مساعدي الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني، واصبح وزيرا للاشغال والاسكان في الحكومة العراقية بعد عقد اتفاقية 11 مارس (اذار) 1970 .