باول يقول إنه بحث مع خرازي البطالة في إيران ويلمح لاحتمال عمله معلقا سياسيا بعد مغادرته منصبه

TT

علق وزير الخارجية الاميركي كولن باول في لاهاي لاول مرة على فحوى اللقاء الذي جمعه بنظيره الايراني كمال خرازي في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالقاهرة، معتبرا انه كان عبارة عن «مناقشة جيدة». وأكد باول الذي اكتفى حتى الآن بالقول ان لقاءه مع خرازي في شرم الشيخ على هامش المؤتمر الدولي حول العراق كان «نقاشا لائقا»، انهما تطرقا بالخصوص الى مشكلة البطالة التي يعاني منها الشبان الايرانيون. يأتي ذلك فيما لمح الوزير الاميركي الى انه قد يعمل معلقا سياسيا بعد مغادرته منصبه الشهر المقبل.

وتحدث باول عن اجتماعه مع خرازي، اثناء لقاء اجراه مع طلاب هولنديين في لاهاي قبل اجتماعه مع قادة الاتحاد الاوروبي امس. وقال «درست مليا البطالة في اوساط الشبان الايرانيين والتقيت قبل بضعة اسابيع وزير الخارجية الايراني واجرينا نقاشا جيدا». واضاف «تحدثنا عن ان في ايران نسبة كبيرة من الشبان، وانها تحتاج سنويا الى المزيد من فرص العمل». واكد باول «اعتقد ان شباب ايران سيمارسون الضغط على الحكومة، على المدى الطويل، كي تمنحهم المزيد من الحرية في بلادهم والمزيد من الحرية في علاقاتهم مع بلدان اخرى». وخلص الى القول: «اعتقد بالتالي ان الأمور ستتحرك في ايران على الرغم من رغبة خط المحافظين المتشدد في عدم فقدان السيطرة على الامور». لكن باول لم يعط اي مؤشر يدعو الى الاعتقاد انه قال ذلك لمحدثه.

وحين سأل طالب هولندي باول عن الفرص التي يعتقد انها متاحة من اجل تغيير سلمي في ايران، رد الوزير الأميركي قائلا «درست ذلك كثيرا والتقيت مع وزير الخارجية الايراني قبل اسابيع في مصر ودار بيننا حديث جيد. ما تحدثنا عنه كان حقيقة ان لديهم قطاعا من الشباب وفي كل عام يحتاج المزيد والمزيد من الناس لوظائف في ايران». وقلل كل من البلدين اللذين تجري بينهما اتصالات متقطعة من اهمية المحادثة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية كان وصف الحوار بأنه «حديث اتسم باللياقة على العشاء» انه لا يعتبر قضايا مهمة مثل الشكوك الأميركية حول سعي ايران لامتلاك اسلحة نووية وحرب العراق «حديثا يتسم بالكياسة». وقطعت واشنطن العلاقات مع طهران عام 1980 بعدما جاءت الثورة الايرانية للسلطة بحكومة مناهضة للأميركيين. واتخذ قرار قطع العلاقات اثناء ازمة الرهائن 1979ـ1981 حين احتجز طلاب ايرانيون 52 أميركياً لمدة 444 يوما.

ولمح باول الى احتمال تحوله الى معلق على شؤون السياسة الداخلية والخارجية بعد ترك منصبه في ادارة الرئيس جورج بوش الشهر المقبل. وقال باول الذي لم يتحدث قبلا عن مشاريع ما بعد استقالته كوزير للخارجية الشهر الماضي انه يريد «إعطاء رأيه بشأن قضايا الساعة» عندما يترك الحكومة. وأوضح امام طلاب هولنديين التقاهم قبل اجتماع بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في اطار ما يبدو انه الجولة الاخيرة لباول كوزير خارجية «اترك هذه الوظيفة لكنني لا أتقاعد»، واضاف «سأسعى الى العمل في القطاع الخاص وستكون لي حياة عامة حيث اعبر عن رأيي حول قضايا الساعة، كما ستتاح الفرصة لإعطاء وجهة نظري من وقت لآخر». ولم يعط باول مزيدا من التفاصيل إلا ان هذا التصريح يشير الى احتمال عمله كمعلق لإحدى وسائل الإعلام. وقد ابدى مستشاروه تعجبهم، مؤكدين انهم يعلمون شيئا عن مثل هذا المشروع. وقد نفى باول الخميس تكهنات حول احتمال ترشحه لمنصب حاكم ولاية نيويورك، مسقط رأسه، مؤكدا في الوقت نفسه نيته الاستمرار في الحياة العامة.