طوكيو تدخل إصلاحات كبيرة على سياستها الدفاعية لمواجهة تهديدات جديدة

TT

أعلن مصدر حكومي ياباني ان اليابان اتخذت قرارا مهما بتخفيف الحظر الذي تفرضه على صادرات الاسلحة حتى تتمكن من المشاركة في برنامج تطوير مشترك لمنظومة صواريخ مع الولايات المتحدة، وذلك من اجل مواجهة التهديدات الجديدة. واشارت اليابان للمرة الاولى الى الصين وكوريا الشمالية باعتبارهما تهديدا عسكريا محتملا.

ووافقت حكومة رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي امس على رفع الحظر عن بيع الاسلحة للولايات المتحدة فقط، في اطار التعاون في تطوير نظام صاروخي. وتندرج هذه المبادرات التي كانت متوقعة، في اطار «كتاب ابيض» جديد حول قطاع الدفاع هو الاول منذ 1995، وخطة خمسية للبرمجة العسكرية سيؤديان الى اصلاح التوجهات الاستراتيجية لليابان بشكل جذري.

ووافقت الحكومة اليابانية امس على الكتاب الابيض وقانون البرمجة العسكرية بعد مناقشات مطولة. وتعتبر هذه الاصلاحات ذات اهمية كبيرة نظرا للتقاليد السلمية لليابان المدرجة بشكل واضح في الدستور الذي اقر في 1974. لكن القادة اليابانيين بدأوا تعديل السياسة الدفاعية للارخبيل الموروثة عن الحرب الباردة، لتؤخذ في الاعتبار «التهديدات الجديدة» المنبثقة عن اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 (الارهاب) والازمة النووية الكورية الشمالية، والمخاوف من انتشار اسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية. ويتطلب مشروع التطوير المشترك لنظام صارورخي مع واشنطن رفع الحظر الذي تفرضه اليابان على صادرات الاسلحة منذ 1976 لتتمكن من ارسال القطع التي يتم انتاجها في اليابان الى الولايات المتحدة، الا ان اليابان تتعهد بالبقاء «امة سلمية» مع وعد قطعته الحكومة بان تصدر التكنولوجيا ومكونات الصواريخ الى الولايات المتحدة «تحت مراقبة صارمة». وتجري اليابان ابحاثا مع الاميركيين حول تطوير نظام دفاعي مضاد للصواريخ منذ 1999، اي بعد عام من اطلاق كوريا الشمالية صاروخا عبر اجواء الارخبيل.

وفي كتابها الابيض حول الدفاع، اشارت اليابان الى التهديدات العسكرية الكورية الشمالية، وتحدثت للمرة الاولى عن التهديدات الصينية. واكد الكتاب الابيض ضرورة مراقبة تحركات الصين وكوريا الشمالية بدقة. واضاف ان الصين «تهدف الى توسيع منطقة نشاطاتها العسكرية البحرية وتقوم بتحديث قدراتها النووية والبالستية، وكذلك قواتها الجوية والبحرية». وقد احتجت الحكومة اليابانية بقوة لدى الصين بعد توغل غواصة نووية صينية في المياه الاقليمية اليابانية.

وحتى الان لم تشر اي وثيقة يابانية رسمية الى تهديد عسكري صيني. لكن من المؤكد ان اليابان، الحليف القريب من الولايات المتحدة، تنظر بعين القلق الى صعود جارتها القوي، وخصوصا في مجالي الدفاع والفضاء.