الحملة الانتخابية العراقية تنطلق اليوم

أنان يجتمع مع باول ورايس لبحث دور الأمم المتحدة في الانتخابات

TT

تنطلق الحملة الانتخابية العراقية اليوم، ولمدة ستة اسابيع، بمشاركة 83 حزبا وكيانا سياسيا سعيا لكسب 275 مقعدا في المجلس الوطني العراقي (البرلمان) الذي سيكون من اولى واجباته انتخاب حكومة تستمر، كما يؤمل، لدورة انتخابية كاملة، وإعداد صياغة نهائية للدستور.

وبدأت الأحزاب العراقية التي انتهت من تقديم قوائم مرشحيها بإعداد فرق الدعاية والمتطوعين لنشر برامجها الانتخابية في ظاهرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق المعاصر. وذلك بينما أعلن في نيويورك أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان سيعقد اجتماعا اليوم مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول وسلفه كوندوليزا رايس لبحث دور الامم المتحدة والتسهيلات التي يمكن تقديمها لاجراء الانتخابات.

وقال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عبد الحسين الهنداوي في مؤتمر صحافي امس «نعتقد ان امام الكيانات السياسية فترة جيدة ومناسبة للتنافس على البرامج والأفكار. فالتجربة جديدة، وعلى الجميع الا ينسى اننا في مرحلة انتقالية».

وأوضح الهنداوي ان «الإقبال على تسجيل الناخبين مذهل في معظم أنحاء العراق اما المناطق التي لم تشهد مثل هذا الاقبال لأسباب أمنية فان المفوضية تتخذ الإجراءات من أجل توفير الحق لكل ناخب عراقي في كل منطقة من اجل ان يصوت في هذه العملية ويضمن له هذا الحق».

وشدد على ان «كل شيء يتعلق بالوضع الأمني، ليس من صلاحيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بل الحكومة العراقية هي المعنية مباشرة في الجانب الأمني».

وقال ان «كل ما في وسع المفوضية فعله هو ضمان عدم وجود اي رادع مسلح او قوة سلاح او اي مصدر تهديد أمام الناخب لكي يدلي بصوته بشكل حر». واوضح ان «لجنة وزارية مشكلة تناقش هذه الإجراءات».

وأكد الهنداوي ان «التنافس الانتخابي مسألة حساسة، وبالتالي الالتزام بالمعايير شيء مهم جدا». واوضح ان من بين هذه المعايير ان «هناك فترة صمت في الإعلام حول الانتخابات تتراوح من منطقة الى أخرى.المفوضية قررت ان تكون هذه الفترة 48 ساعة تبدأ قبل افتتاح اول مركز انتخابي وتنتهي مع إغلاق آخر مركز انتخابي في اي منطقة من العراق يمنع فيها اي نشاط حزبي ترويجي».وتابع «كما انه سيمنع التقاط صور الناس او الحديث معهم عندما لا يريدون ذلك وأي عمل من هذا النوع يجب ان يقترن بموافقتهم».

وقال الهنداوي ان «الأمم ليست طرفا في الإشراف على الانتخابات بل في تقديم الخبرات والدعم اللوجستي». وأوضح ان «جمع أصوات العراقيين في الخارج سيتم في ابوظبي وليس في الأردن كما أشيع في الآونة الأخيرة».

وفي نيويورك، قال فريد ايكهارد المتحدث باسم الأمم المتحدة ان كوفي أنان الذي يتعرض لضغوط أميركية ليقدم مزيدا من المساعدة في الانتخابات العراقية التي ستجرى الشهر المقبل، سيجتمع مع مسؤولين كبار بالادارة الأميركية في واشنطن اليوم، لبحث ما يمكن للأمم المتحدة ان تقوم به في الإعداد لهذه الانتخابات.

واضاف ايكهارد ان انان سيجتمع مع باول ورايس، وقال «الإدارة (الأميركية) عبرت عن رغبتها في مناقشة المسألة العراقية معه (أنان)، وهو يريد أن يناقش معهم عددا من القضايا تعمل فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشكل وثيق.. أفغانستان والسودان وهايتي». وتحث الولايات المتحدة انان على إرسال المزيد من خبراء الانتخابات للاعداد للانتخابات العراقية التي من المقرر ان تجري في الثلاثين من يناير (كانون الثاني) رغم ضغوط موظفي الأمم المتحدة القلقين من الأوضاع الأمنية منذ تفجير مكاتب المنظمة الدولية في بغداد في أغسطس (اب) 2003.

وزادت الأمم المتحدة من عدد العاملين الدوليين في العراق الى 59 موظفا، ومن المنتظر أن يصل 25 موظفا انتخابيا الى العراق على ان تتولى الولايات المتحدة حمايتهم في وقت تتصاعد فيه هجمات المسلحين.

وقال دانفورث لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين الماضي «مع توفيرنا للأمن فإننا نحث الأمم المتحدة أن تضع مزيدا من الأفراد على الأرض (في العراق).. الدعم الإضافي من الأمم المتحدة ضروري لمستقبل العراق خاصة لنجاح انتخابات الشهر المقبل».

وينتخب العراقيون في 30 يناير 2005 جمعية وطنية مؤقتة تضم 275 عضوا إضافة إلى مجالس المحافظات الثماني العشرة. وفي شمال العراق تنتخب منطقة كردستان في اليوم نفسه برلمانها المكون من 111 عضوا والذي كان قد أنشئ عام 1992 مع خروج هذه المنطقة عن سيطرة النظام البعثي السابق.