الحرس الوطني يقتحم مبنى شركة أوراسكوم في بغداد ويداهم بيوت مديريها

TT

اقتحمت قوات الحرس الوطني العراقي تساندها القوات الأميركية، مبنى شركة أوراسكوم ومقرها الرئيسي في بغداد والمباني المجاورة لها، ومن بينها السكن الذي يقيم به المديرون العامون في الشركة بحجة حيازتهم وامتلاكهم أسلحة ومواد متفجرة. وقال احد كبار موظفي الشركة لـ«الشرق الأوسط»، ان الأمر يبدو، حسب وجهة نظرنا، وشاية من قبل جهات معينة تريد النيل من الشركة، بعد النجاح الذي حققته في عملها في تقديم خدمات الاتصال من العاصمة وبعض الأجزاء والمناطق الأخرى خارج حدودها.

وأضاف: «قام أفراد الحرس الوطني باقتحام المبنى وسرقة الحاسبات الشخصية وعددها (15) حاسبة شخصية ومبالغ مالية تقدر بآلاف الدولارات ومعدات وأجهزة تستخدم في الاتصالات وعاثوا في المبنى تخريبا وتهشيم حاجياته». ويستطرد قائلا، أما المبنى الذي يسكن فيه المديرون العامون للشركة فقد قامت القوات العراقية بطرح المديرين أرضاً وبدأوا بتفتيش المباني بحثاً عن أسلحة، وقد شكا العاملون في الشركة من سوء المعاملة، اذ قامت القوات العراقية بتقييد أياديهم وطرحهم أرضاً وتوجيه سؤال لهم، لمعرفة ما اذا كانوا متعاونين مع الجماعات المسلحة، وقالوا لهم «أخرجوا لنا المواد المتفجرة». واستبعد المسؤول في الشركة مغادرة موظفي الشركة العراق في حالة تعرضهم الى مداهمات اخرى، وقال «سوف تساهم الشركة في إعادة بناء العراق، لأننا هنا لخدمة الشعب العراقي وليست لدينا أية دوافع سياسية»، مطالباً بالتعجيل في فتح تحقيق لمعرفة الأسباب التي أدت الى مثل هذا الاقتحام وعدم تكراره في المستقبل وانه سيقوم بمخاطبة الحكومة بشكل رسمي.

وقال مراسل «الشرق الأوسط»، دخلت الى مبنى أوراسكوم وشاهدت الزجاج المحطم والمكاتب المهشمة والأوراق المبعثرة والأبواب التي تم خلعها من أماكنها.

ويقول السائق الذي يتولى مهمة ايصال العاملين في أوراسكوم ليلا: ان أفراد الحرس الوطني قاموا بتفتيش المبنى وألقوا القبض علينا وأخذوا ما لدينا من أجهزة موبايل ونقود وجمعونا في مكان واحد وطرحونا أرضاً من دون معرفة الأسباب.

أما الحارس المناوب الوحيد في الشركة فقد روى لنا ما حصل خلال الليل بالقول: «في الساعة الواحدة ليلا قدم الينا أفراد الحرس الوطني والقوات الأميركية بحثاً عن ثلاثة أشخاص، حيث ألقي القبض على اثنين منهم بعدها اتجهوا الى المبنى الآخر وقاموا بالاعتداء على أحد الموظفين وكانوا يوجهون ويصوبون السلاح الى وجوهنا ويطالبوننا بإخراج أسلحة ومواد متفجرة».