مستجوب المتصدق: كان على صلة بمنفذي هجمات سبتمبر لكن لا أدلة على التخطيط لها في هامبورغ

TT

أفاد محقق في شرطة الجنايات الاتحادية الألمانية بأن المغربي منير المتصدق، المتهم بالتواطؤ في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة، كان على صلة وثيقة بعناصر «خلية هامبورغ»، الذين شاركوا في تنفيذ الاعتداءات، وعلى علم مسبق بمخططاتهم. لكن يورغ. ك، الذي قاد التحقيق مع المتصدق منذ سبتمبر 2001، أضاف في جلسة المحاكمة أمس، انه لا توجد «أدلة ملموسة» بأن الاعتداءات خطط لها في هامبورغ.

وتنطبق أقوال هذا المحقق مع إفادة رئيس المخابرات الألمانية (بي. ان. دي) هانز فروم، الذي قال أمام نفس المحكمة بهامبورغ، إن هجمات سبتمبر خطط لها في أفغانستان. وكانت أقوال فروم ساهمت بشكل كبير في تبرئة المغربي الثاني عبد الغني المزودي، الذي وجه له نفس الاتهام وبرئ منه لاحقاً. واستعرض المحقق يورغ. ك أمام المحكمة بعض التناقضات التي تكشفت في مجرى التحقيق في أقوال المتصدق، فأشار إلى أن المتهم أفاد في التحقيق الأولي أنه كان يعرف أعضاء خلية هامبورغ «سطحيا» من خلال اللقاءات في المسجد ووجبات الطعام المشتركة، إلا أن الشهود أثبتوا لاحقا عمق صلته معهم، وخصوصا مع رمزي بن الشيبة ومروان الشحي. ومما ساعد في كشف علاقة المتصدق بعناصر «خلية هامبورغ»، عثور المحققين في منزله على أوراق شخصية لمحمد عطا، القائد المفترض لمنفذي هجمات سبتمبر، بينها شهادة تخرجه، وعقد إيجار وقوائم حسابات. وكان المتصدق نفسه قد اعترف بحيازته توكيل للتصرف في حساب مروان الشحي، وبأنه حول مرة 5000 مارك من هذا الحساب إلى بن الشيبة.

وفي استعراضه للتناقضات الأخرى في أقوال المتهم، ذكر الشاهد أن المتصدق برر، في التحقيق الأولي، غيابه في باكستان لفترة تزيد عن الشهرين بالسياحة، ثم تراجع عن أقواله تلك في الجولة الأولى من محاكمته واعترف بتلقيه تدريبات عسكرية في أفغانستان، مضيفا أن هذه الأقوال لم يؤكدها أو يتطرق إليها المتصدق خلال جلسات المحاكمة الحالية. وكانت مجريات أمور جلسة المحاكمة، لصالح المتصدق، إذ وردت إلى المحكمة رسالتان من المخابرات الألمانية وشرطة الجنايات الاتحادية، تنفيان أقوال شاهد إثبات قال إن المتصدق كان على علم مسبق بمخطط هجمات سبتمبر. ونفى الجهازان الأمنيان تحريرا لمحكمة هامبورغ قيام الشاهد المذكور، وهو صاحب مطعم بهامبورغ من أصحاب السوابق، بالتحذير من عمليات إرهابية خطط لها عرب اجتمعوا في مطعمه. وكان صاحب المطعم، المشتبه في أنه مدمن كحول، تحدث عن لقاء طويل لأعضاء خلية محمد عطا في مطعمه بحضور المتصدق قبل أسابيع قليلة من 11 سبتمبر، وزعم أن محمد عطا تحدث أمام الجميع عن عمليات كبيرة لـ«تحطيم رموزهم».

وأكدت المحكمة في ذات الوقت أنها راجعت السجلات وتأكدت من عدم تسجيل أي تحذير قدمه صاحب المطعم بهامبورغ.