كتاب جديد في لندن الشهر المقبل: كليوباترا لم تكن غاوية رجال بل هاوية أدب وعلم

TT

يكشف كتاب جديد يصدر في لندن الشهر المقبل، عن كليوباترا المتحدرة من السلالة البطلمية، التي تولت حكم مصر، عندما كانت في الثامنة عشرة عام 51 قبل الميلاد، انها كانت سيدة تهوى الأدب والعلم والكيمياء وتقرض الشعر، بل ان لها رسالة في مكونات السموم، على خلاف ما شيع عنها انها كانت سيدة لعوبا، تخصصت في غواية قادة وحكام العصر الروماني.

ويستنبط مؤلف الكتاب المكون من 300 صفحة الدكتور عكاشة الدالي، الاستاذ في قسم المصريات بجامعة لندن، كثيرا من الاسانيد والادلة من الكتب التاريخية مثل مروج الذهب للمسعودي، وفتح مصر لابن عبد الحكم في القرن التاسع، وفيها يؤكد ان كليوباترا آخر ملوك البطالمة كانت تهوي مجالسة العلماء في قصرها بالاسكندرية.

وأكد أن المؤرخين القدامى كشفوا عن مواهب جديدة للملكة المصرية كليوباترا في الرياضيات وعلم الكيمياء، مشيرا الى وجود بحث علمي باسمها حمل اسم «رسالة كليوباترا في السموم».

ويكشف مؤلف كتاب «مصر القديمة من خلال الكتابات العربية بالعصور الوسطى»، الذي يصدر عن مطبوعات جامعة لندن الشهر المقبل، ان المؤرخين الرومان عمدوا الى تشويه سمعة كليوباترا بالصاق تهم الغواية بها، لأنها كانت ملكة قوية تسيطر على الحكم في بلدها.

كليوباترا هي آخر الملوك الذين حكموا مصر القديمة، قبل أن تسقط تحت سيطرة الرومان، منذ حوالي ألفي سنة، أي ثلاثين سنة قبل بدء التاريخ الميلادي. ورغم أنها ماتت قبل بلوغها الأربعين من عمرها، فإنها أصبحت أكثر ملكات العالم القديم شهرة لقدرتها على السيطرة على قلوب الرجال وعقولهم. وهي اشتهرت في الأساطير الدرامية بسبب حبها ليوليوس قيصر ثم زواجها من خليفته مارك أنتوني. وكتب عنها شكسبير مسرحيته الشهيرة «أنتوني وكليوباترا».

وكان الدكتور الدكتور الدالي، الذي يعمل محاضرا في جامعة لندن ببريطانيا، كشف بداية العام الحالي عن أن العلماء العرب في القرون الوسطى، الذين كتبوا عن مصر القديمة «فكوا طلاسم الحضارة المصرية القديمة، قبل العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، الذي ينسب اليه فك رموز الكتابة الهيروغليفية بألف سنة على الاقل»، عبر حله شيفرات حجر رشيد. وقال الدالي في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان كليوباترا السابعة، كانت اول ملكة بطلمية تتحدث اللغة المصرية القديمة، اضافة الى اجادتها اللغة العربية. واضاف ان الرومان عمدوا الى تشويه سمعتها بعد رحيلها، لأنها كانت امرأة ذات شخصية قوية. وينقل الدالي عن المسعودي المتوفى عام 956 ميلادية في كتابه «مروج الذهب» بأن كليوباترا كانت عالمة في الكيمياء، وطبيبة تهوى مجالس الادب والعلم. أما المؤرخ المصري ابن عبد الحكم فينسب بناء منارة الاسكندرية الى كليوباترا السابعة. ونقل الدالي عن ابن فاتق وابن اصيبعة اهتمام آخر ملوك العصر البطلمي، وابحاثها في مجال صبغات الشعر وتساقطه ونمو الجنين في رحم الام. يذكر ان كليوباترا آخر ملوك دولة الملوك البطالمة، التي خلفت الاسكندر المقدوني في حكم مصر. هي أشهر ملكات العالم القديم على الإطلاق، إذ جمعت بين الدهاء والفتنة، وأوقعت اثنين من أهم القادة الرومان في حبها، واستطاعت أن تجلس على عرش الإسكندرية، وتمد حدودها إلى قبرص وسورية وفلسطين. بل إنها كادت تهزم إمبراطورية الرومان وهي بعد في عنفوانها.