إسرائيل تحشد قوات ضخمة حول قطاع غزة

رغم تعهدات حكومة شارون بالمساعدة على تمرير الانتخابات بهدوء

TT

رغم التعهدات التي قطعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، على نفسه بأن يعمل كل ما في وسعه لتمرير الانتخابات الفلسطينية بأقصى ما يمكن من الهدوء والامتناع عن عمليات اجتياح جديدة للمدن الفلسطينية، شوهدت أمس وأول من أمس حشودات عسكرية ضخمة تنطلق باتجاه قطاع غزة، ما يوحي بأنها تنوي تنفيذ عمليات اجتياح في المنطقة أو تهديد الفلسطينيين بذلك.

ورأى المراقبون أن الحكومة والجيش وقادتهما ينجرون وراء استفزازات التنظيمات المسلحة الفلسطينية، فما أن أطلقت القذائف باتجاه المستوطنات قتلت من القصف أول من أمس، امرأة تايلاندية تعمل في إحدى الدفيئيات الزراعية وجرح عاملان تايلانديان آخران، حتى راحوا يهددون بعملية عسكرية كبيرة من شأنها أن تنسف الانتخابات في قطاع غزة تماما. وكان هؤلاء القادة يتخبطون في ما سيفعلونه ردا على العملية الفلسطينية في رفح، التي قتل فيها 5 جنود إسرائيليين وجرح 13 آخر. فمن جهة، كانت تلك ضربة عسكرية قوية للغاية تدل على قفزة نوعية في قدرات الفلسطينيين وهم بحاجة إلى رد حازم عليها، ومن جهة أخرى هم معنيون بأن لا تتهم إسرائيل بالتخريب على الانتخابات الفلسطينية. ولذلك قرروا «الاكتفاء بعمليات محدودة النطاق».

ولكن القذائف الصاروخية التي سقطت على مستوطنات القطاع أطارت الصواب، فجاءت هذه الحشودات الكبرى، وهي تعني على الأقل أن إسرائيل تنوي الرد بقسوة، وان عمليات هدم البيوت والتجريف وتدمير الأشجار في رفح ما هي إلا وجبة أولى.

ودعا رئيس المعارضة الإسرائيلية، شيمعون بيريس، شارون إلى ضبط النفس ونصحه بألا يجعل من نفسه رهينة بأيدي حماس «تثور عندما يثيرونك وتهدأ عندما يتركونك». وقال إن على إسرائيل أن تعمل أقصى ما بإمكانها، بما في ذلك عدم الإنجرار وراء المتطرفين الفلسطينيين، حتى تنجح الانتخابات الفلسطينية في انتخاب قيادة شرعية جديدة. ورفض أن تعطي إسرائيل الذريعة لأحد في اتهامها بإفشال الانتخابات. وقال إن خطة الفصل سوف تخلق وضعا جديدا في المنطقة، لذلك لا بد من إنجاحها.

ووعد بيريس بأن يكون سندا لشارون في تطبيق هذه الخطة وحافزا له في التقدم بخطوات أخرى. وقال «نحن سندخل الحكومة على أساس دعم هذه الخطة، ولكننا نعتقد أنها لا تكفي. ويجب أن تعقبها خطوات أخرى في الضفة الغربية، إضافة إلى الانسحاب من الشمال وذلك بإزالة المزيد من المستوطنات في الوسط ( منطقة نابلس) وفي الجنوب «منطقة الخليل».

يذكر أن وزير المالية الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد صرح بأن خطة الفصل ستكون خطوة أخيرة في هذه المرحلة وان على الفلسطينيين أن يستوعبوا أن إسرائيل لن تزيل المزيد من المستوطنات «فنحن لسنا حكومة بيريس ولا حكومة أوسلو. إننا حكومة ليكود. ولن نعود إلى حدود 1967 . ولن نسمح بإعادة تقسيم القدس. وحتى المناطق التي سننسحب منها ستكون خاضعة للمراقبة، فإذا تحولت إلى أوكار ودفيئيات للإرهاب فإننا سنعود إليها. فإذا نسوا فإننا نذكرهم ـ هذا ليس عهد (ايهود) باراك و (بيل) كلينتون، إنما عهد الرئيس جورج بوش الذي يضع مسألة محاربة الإرهاب في رأس سلم الأولويات العالمية.