المنتدى الاستراتيجي العربي يختتم أعماله في دبي بخيارين لصانعي القرار: امضوا سريعا في تنفيذ الإصلاح الشامل..أو واجهوا رياح تغيير جارفة

جلسات اليوم الأخير حافظت على حرارة النقاش وكثافة الحضور حتى النهاية

TT

نجح المنتدى الاستراتيجي العربي الذي اختتم اعماله في دبي بعد ظهر امس بالمحافظة على زخم قوة الدفع التي بدأ بها، وبدا من كثافة الحضور في جلسات اليوم الاخير ومن حرارة المناقشات التي جرت فيها كما لو كان المنتدى يبدأ اعماله للتو.

وفيما احتلت قضايا التعليم والتدريب وتنمية الموارد البشرية الجانب الاكبر من مناقشات أمس جاءت الجلسة الاخيرة بمثابة اطلالة شاملة على جملة ما طرح من مناقشات خلال ايام المنتدى.

كما غطت مناقشات اليوم الأخير المجتمع المعرفي وثورة التكنولوجيا والمعلومات، واتفق المتحدثون على اهمية تطوير نظم التعليم. ورغم ان المنتدى لا تصدر عنه توصيات او قرارات الا انه وجه رسالة واضحة لصانعي القرار في العالم العربي، للمضي سريعاً في تنفيذ برامج شاملة للاصلاح أو مواجهة رياح تغيير جارفة من الصعب معرفة مداها أو اتجاهاتها. وقد شكل اجماع المتحدثين في المنتدى على حتمية خيار الإصلاح والتغيير في العالم العربي، كوسيلة لا بديل عنها لتطور وازدهار المنطقة ككل، بمثابة موقف جماعي بالرغم من ان المنتدى وفر مساحة واسعة للاختلاف.

وقد ابدى المنظمون للمنتدى ارتياحا واضحا لما حققته دورة هذا العام، وقال محمد القرقاوي رئيس اللجنة العليا للمنتدى ان المنتدى نجح في تحقيق أهدافه الرئيسية المتمثلة في تقديم رؤى واضحة للخيارات المتاحة أمام المنطقة للتعامل مع التحديات التي تواجهها، مشيرا الى الحضور المكثف رفيع المستوى لمسؤولي القطاعين الحكومي والخاص في أعمال المنتدى، والاهتمام الكبير الذي باتت تحظى به قضية الإصلاح والتغيير ضمن العالم العربي. وأعرب عن سروره لنجاح المنتدى في وضع تصورات وأطر عامة لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية والسياسية والأمنية والاجتماعية التي تعترض المنطقة العربية.

وقال القرقاوي «أظهر المنتدى وجود إجماع غير مسبوق بشأن ضخامة المخاطر التي تهدد العالم العربي، وأهمية عامل الوقت في التعامل معها، واستذكر في هذا الصدد ما ورد على لسان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي في كلمته الافتتاحية أمام المنتدى من ان على المنطقة استعادة زمام المبادرة واعتماد نهج الاصلاح والتغيير، أو مواجهة مخاطر وتبعات لا حد لها».

واشار القرقاوي الى الطبيعة غير التقليدية التي اتسمت بها كلمة الشيخ محمد بن راشد قائلا: «إن الكلمة الافتتاحية لولي العهد حظيت باهتمام واسع النطاق في مختلف أنحاء المنطقة لكونها تمتعت بقدر كبير من الصراحة والوضوح وقدمت تحليلا مثاليا للواقع القائم ضمن العالم العربي والتحديات المستقبلية التي تعترضه، كما مهدت المجال لمناقشات اتسمت بالحيوية والشفافية التامة لمختلف القضايا المصيرية للمنطقة».

وقدر القرقاوي اعداد الذين شاركوا في المنتدى على مدى أيامه الثلاثة بنحو 5000 مشارك من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وقال ان أهمية مثل هذا الرقم الكبير «تتمثل في المستوى الرفيع للحضور والذين شكل صانعو القرار في القطاعين الحكومي والخاص في المنطقة نسبة هامة منهم». وكما هي العادة في مؤتمرات ومشروعات دبي فان التخطيط للدورة المقبلة بدأ بالفعل، والمقرر إقامتها في عام 2006 .