الراشد: النجاة ستكون من نصيب الأنظمة الديمقراطية - فريدمان: الدول الرابحة ستكون تلك التي تتمتع بالانفتاح

المنتدى ترك للإعلاميين أصعب مهمة ألا وهي توقع الرابح والخاسر خلال الـ15سنة المقبلة

TT

ترك المنتدى الاستراتيجي العربي، الذي اختتم أعماله بدبي أمس المهمة الأصعب لرجال الاعلام، عندما حدد موضوع المناقشة لجلسة الختام بـ«مستقبل الشركات والدول في المنطقة خلال السنوات الـ15 القادمة»، ومحاولة تحديد الرابح والخاسر، ومواصفات كل منهما، وتحديات المنافسة التي تفرضها العولمة.

وأعطت رئاسة الدكتور غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني السابق للجلسة، طعما مختلفا، اذ لم يكن منظما لفعالياتها، بل محاورا محرجا في كثير من الاحيان. وقد شارك في الجلسة كل من عبد الرحمن الراشد المدير العام لقناة العربية، وفريد زكريا رئيس تحرير مجلة نيوزويك الدولية، وتوماس فريدمان الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز.

وفي بداية الجلسة قال الدكتور سلامة «ان التنافس في مختلف مجالات الحياة أمر إيجابي في جوهره، لكن علينا ألا نكتفي بهذا المعيار، إذ لا بد من تشجيع مفاهيم أخرى تشكل قيماً اجتماعية راقية مثل التضامن. ولا بأس ان نحتفل بالرابح، ولكن علينا أيضاً ألا نهمل الخاسر حتى لا يتحول إلى خصم وعدو».

وقال عبد الرحمن الراشد في مداخلته انه «تسيطر على المنطقة نظرة تشاؤمية حول المستقبل، ناتجة عن الأوضاع الحالية السيئة، التي تنتشر في مختلف انحاء المنطقة وعلى كافة الصعد،. مؤكداً أنه لن تكون هناك أنظمة صاعدة، وإنما أنظمة هابطة، ولكن ستكون هناك أنظمة ساقطة وأنظمة ناجية».

واستشهد الراشد بكلام للفيلسوف العربي ابن خلدون حول صلاح الحكام وفسادهم «إن الحاكم إذا كان قاهراً، باطشاً، شمل الخوف الناس، ولاذوا بالحاكم ممالقة ورياء، وابتعدوا عنه أيام الشدة، وإذا كان لطيفاً تجمعوا حوله واستماتوا دونه في محاربة الأعداء».

وأشار الراشد إلى عدد من الاحتمالات التي من الممكن أن تلعب دوراً في سقوط الدول، والتي تتضمن الفقر الاقتصادي والقنبلة الديموغرافية، والقمع الداخلي والحروب الخارجية، والثورات الشعبية، مستبعداً حدوث انقلابات عسكرية، ومغلباً احتمال الاضطرابات الاجتماعية، التي قال إنها ستلعب دوراً حاسماً في تهديد الأنظمة. وروى الراشد في حديثه قصة من ايام دراسته الجامعية، حيث سأل كطالب زائر لجامعة عربية عن احتمال وقوع انقلاب عسكري، فأجابه الاستاذ بالنفي، وطلب منه مشاهدة الميدان، الذي كان مزدحما بحركة المرور، وقال لم يعد سهلا على الدبابات ان تسير لتحتل الاذاعة. وقال ان الأنظمة التي تعجز عن تنظيم النسل وتأمين حد الكفاف لمواطنيها، هي التي ستواجه مخاطر السقوط.

وأكد الراشد أن الانظمة الناجية ستكون هي الانظمة الديمقراطية حتى لو لم تتخل عن سلطاتها الرئيسية. وقال الراشد «اننا سنشهد خلال السنوات القليلة المقبلة، انتقالا طوعيا من الفردية المطلقة الى المؤسسات السياسية». من جهته، قال فريدمان «في عصر انتقلت فيه العولمة من عولمة الدول، إلى عولمة الشركات، وانتهت بعولمة الأفراد، ينبعي على الجميع أن يستفيد من العناصر الإيجابية التي أفرزتها العولمة. وفي ظل هذا العالم الذي يتسم بالانفتاح الكلي، علينا أن ننفتح على الآخرين، وأن نستفيد من تجارب وأفكار الشعوب في كل أنحاء العالم». وحدد فريدمان الشروط الأساسية التي تحدد قابلية أية دولة للتطور والنجاح، وهي سهولة البدء بالأعمال، وسهولة تطوير الأعمال، وسهولة الترتيبات القانونية والتشريعية، وسهولة الحصول على التمويل. وقال فريدمان إن الدول الرابحة هي تلك التي تتمتع بنظم سياسية منفتحة، وتهتم بتعليم وتأهيل كوادرها البشرية وتطور بنى أساسية متميزة.

أما فريد زكريا فرأى أن على دول المنطقة ان تسارع في إجراء تغييرات حاسمة، قبل أن تفوتها الفرصة، حيث ان الإصلاحات السريعة هي الحل الوحيد لتجنب حالة السقوط التي تواجه المنطقة، والانطلاق نحو آفاق واسعة للنمو. وأكد على أهمية المشاركة الشعبية في القيام بالإصلاح وإجراء عمليات التغيير، التي يجب أن تتطرق لكافة المجالات من تعليم، قوانين وتشريعات، رعاية صحية، والتي تصب جميعها في قناة الإصلاح الاقتصادي المتكامل.

ودعا زكريا دول المنطقة التي تمتاز باحتياطات نفطية كبيرة، إلى الاستفادة من عائداتها النفطية في تأسيس مشاريع البنية الأساسية، وتطوير قطاع الخدمات، تمهيداً للانطلاق في عملية شاملة للتنمية الاقتصادية.