شالوم يدعو سورية لإثبات «جديتها» حيال السلام ودمشق تشكك في «جدية» طروحاته لمعاودة التفاوض

طالب بـ«بادرة إنسانية» تتمثل بإعادة رفات الجاسوس إيلي كوهين

TT

في أعقاب الأنباء التي سربتها لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس، مصادر مطلعة عن مبادرة أميركية لمعاودة المفاوضات على المسار السوري ـ الإسرائيلي، دعا أمس وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم الى عقد قمة دولية جديدة على غرار قمة العقبة التي عقدت في يونيو (حزيران) 2003، لإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا ان رياح التغيير تهب على المنطقة.

وتوجه شالوم الى سورية بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد الى اثبات «جدية» نواياه السلمية من خلال إعادة رفات (الجاسوس الاسرائيلي الذي اعدمته دمشق) إيلي كوهين الى اسرائيل. وقال شالوم، مخاطبا الأسد في كلمة ألقاها في تجمع أكاديمي في مدينة هيرتزيليا الساحلية: «اثبت لنا بالعمل وليس بالكلام فقط انك تنوي حقا التوصل الى سلام مع إسرائيل. ابدأ اليوم ببناء الثقة المطلوبة من خلال القيام بخطوة إنسانية بسيطة تتمثل في إعادة عظام إيلي كوهين». ولكن شالوم عاد الى الطرح الإسرائيلي السابق في قوله: «في اللحظة التي ستتوقف فيها سورية عن دعم الارهاب يتحتم علينا التوجه الى طاولة المفاوضات».

أما دمشق فقد شككت، بدورها، في جدية الطروحات الإسرائيلية الأخيرة من أجل معاودة المفاوضات على المسار السوري ـ الإسرائيلي، مشيرة الى تناقض تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي مع مواقف حكومته المعروفة من مسألة السلام. واجمعت مصادر سورية مطلعة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن هذه الطروحات تعكس شيئاً مختلفاً عما تطرحه إسرائيل عادة.

ورأت المصادر ضرورة أن يقترن الكلام الإسرائيلي الجديد «بفعل ملموس يثبت جدية إسرائيل في التوجه نحو السلام»، مشددة على أن من الضروري ومن حيث المبدأ، أن تكون إسرائيل جادة في البحث عن السلام وأن تكف عن رفض الفرص التي تتاح من أجل تحقيقه.

كما رأت المصادر السورية ضرورة أن ترى دمشق أدلة ملموسة على الجدية الإسرائيلية في ما يتصل بالعمل من أجل إحلال السلام في المنطقة، خاصة وأن حكومة أرييل شارون الحالية تصرفت على الدوام بما يخالف الطروحات الإسرائيلية الجديدة والتي جاءت هذه المرة مختلفة نوعياً عن مواقف الحكومة الإسرائيلية.

وشددت المصادر السورية على ضرورة أن تثبت إسرائيل بالفعل الملموس مدى جدية ما يطرحه بعض مسؤوليها حول ما يخص السلام والتعاطي مع استحقاقاته، مُذكِّرةً بمدى تناقض مواقف حكومة شارون مع هذا الكلام الإسرائيلي الجديد، واختلاف هذا الكلام مع ما تعود العرب على سماعه من مواقف إسرائيلية معروفة.

تجدر الإشارة الى انه سبق لرئيس الحكومة الاسرائيلية، ارييل شارون، أن دعا الرئيس السوري بشار الأسد الى الاستفادة مما وصفه بـ«رياح السلام التي تهب على الشرق الاوسط»، فيما سبق لوزير الخارجية شالوم أن قال ان اسرائيل لن تفكر في إجراء محادثات مع دمشق الا بعد ان توقف دعمها للجماعات المسلحة مثل حركة المقاومة الاسلامية «حماس» وحزب الله اللبناني.

وكان الرئيس السوري قد اعرب من جهته عن رغبته في استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل والمتوقفة بسبب الخلاف على حدود الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان السورية المحتلة.