بوتفليقة يدعو إلى «الإصلاح الثقافي» و«إشاعة التسامح» في افتتاح مؤتمر وزراء ثقافة الدول الإسلامية

TT

دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المشاركين في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد بالجزائر، إلى توجيه رسالة للعالم الإسلامي عبر المؤتمر تحثهم على «التفتح على الأفكار المعتدلة المستنيرة وبذل الكثير من الجهد لنشر إشاعة ثقافة التسامح والتفتح». وقال بوتفليقة في رسالة قرأها ممثل عنه في افتتاح مؤتمر وزراء ثقافة البلدان الإسلامية أمس بالجرائر، ان الإسلام «مثل الأديان الأخرى، وهي كلها براء من خطايا بعض معتنقيها الضالين في متاهات التعصب والعنف والإرهاب المقيت، فالإسلام روحانية تدعو للتراحم والتعارف بين كل بني الإنسان». وأشار بوتفليقة إلى أهمية الإصلاح الثقافي «وتطهيره من شوائب التطرف والغلو والتوجس من الآخر»، وإلى «ضرورة التخلص من القوالب وعقلية التخلف التي اخترقت مجتمعاتنا الإسلامية وأفرزت سلوكات دموية تكفيرية تضع حدودا وهمية من العُقد والتخلف، بين دار الإسلام، والأمان، ودار الحرب». وأضاف في نفس السياق، «إنه لمن المؤسف حقا أن وضع المسلمين لم يتغير، وكأن هناك قطيعة فكرية ومعرفية مع التراث الثقافي الإسلامي بكل ما فيه من شواهد وإنجازات».

وافتتحت المؤتمر وزيرة الثقافة الجزائرية، خليدة تومي بحضور 19 وزيرا ومندوبا يتقدمهم محمد عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)، التي أشرفت على المظاهرة. وقد صادق المؤتمرون على جدول الأعمال المتضمن 6 محاور من بينها عرض التقارير الوطنية للدول الأعضاء المتعلقة بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، ومن المنتظر أن يقدم عبد العزيز التويجري اليوم عرضا عن مدى تقدم مشروع القناة الفضائية الإسلامية. وستقدم دراسات على مدى اليومين اللذين تستغرقهما أشغال المؤتمر، تتعلق بـ(الحوار بين الحضارات والثقافات)، وتتضمن رؤية منظمة الإسيسكو حول تكييف عملها مع المتغيرات الدولية، وتخص أيضا أشكال الرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام وحضارته. وذكر التويجري مدير المنظمة للصحافيين، أن الوثائق المطروحة للمناقشة في المؤتمر «تحمل آليات دعم التنمية الثقافية في الدول الإسلامية لمواجهة الحملة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام»، وتناول في رده على أسئلة الصحافيين، الوضع في العراق، مؤكدا دعمه لمقاومة الاحتلال الأميركي، واعتبر المنظمة التي يديرها «معنية بالحفاظ على التراث العراقي وهو ما نصبو إليه من خلال عقد ثلاثة اجتماعات لدراسة وضعية الآثار العراقية والسعي لاسترجاع ما تم نهبه من ممتلكات حضارية في بلاد الرافدين».

وبطلب من رئيس الوفد السعودي، قرر الوزراء تقليص مدة المؤتمر إلى يومين بدل ثلاثة أيام، أما ممثل فلسطين فقد طلب إضافة بند في جدول الأعمال يتمثل في حماية التراث الحضاري والإنساني للقدس الشريف «ليؤكد المسلمون للمجتمع الدولي أن القدس في صلب اهتماماتهم».

ومن جهته أشار رئيس المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة، الشيخ سعود بن محمد بن علي آل ثاني، إلى «العمل المتميز الذي قامت به الإسيسكو في مجال تحديث الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي بهدف مسايرة المتغيرات».