المغرب: أزيد من 450 مشاركا من أفريقيا والعالم العربي يلتئمون في الرباط لتدارس محاربة استغلال الأطفال

TT

قبل ثمانى سنوات، اجتمع بالسويد، عدد كبير من دول العالم لاول مرة لتدارس موضوع من اكثر المواضيع حساسية، يتعلق بـ«الاساءة للاطفال جنسيا»، حيث وعدوا بالقضاء على كل مظاهر استغلال الاطفال وسوء معاملتهم والاعتداء الجنسي عليهم .

وتكرر هذا الوعد على المستوى العربي والافريقي في الملتقى الاول الذي احتضنته الرباط عام 2001، وفي المؤتمر الدولي الثاني، بيوكوهاما في اليابان .

واليوم، وبعد ثلاث سنوات من الملتقى الاول، يجتمع للمرة الثانية بالرباط، ازيد من 60 دولة عربية وافريقية لمناقشة وتدارس هذا الموضوع بأبعاده الجديدة، وتتبع ما تحقق من تلك الملتقيات والمؤتمرات من التزامات، سواء من قبل الحكومات او من طرف المنظمات الدولية .

فبدعوة من كتابة الدولة (وزارة الدولة) المغربية الملكفة الاسرة والطفولة والاشخاص المعاقين. وتحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس وبدعم ومساهمة العديد من الهيئات الدولية في مقدمهم منظمة اليونيسيف لحماية الطفولة، التأم جمع عربي ـ افريقي يضم ازيد من 450 مشاركا يمثلون ثلاث جهات كبرى وهي جهة الشرق وجنوب افريقيا، جهة غرب ووسط افريقيا وجهة شمال افريقيا والشرق الاوسط، من أجل اقرار مقارنة شمولية وتشاركية لمحاربة هذه الظاهرة والبحث عن امكانية اعداد ادوات التكوين وتحسين اساليب التدخل، وتنفيذ سياسات الوقاية والتكفل بالاطفال الاكثر هشاشة ووضع الاليات الضرورية للتتبع والتنسيق والتنفيذ.

وحدد هذا الملتقى الذي ستمتد اشغاله الى يوم غد، خمسة محاور اساسية تتفرع عن محور افقي لكل المواضيع عنوانه الكبير «ضمان الحق لاي طفل في الحماية من الاستغلال والعنف والاعتداء الجنسي». ان كسر جدار الصمت حول ظاهرة الاستغلال والاعتداء الجنسي على الاطفال لم يكن من السهل تحقيقه، تقول ياسمينة بادو كاتبة الدولة (وزيرة الدولة) المغربية المكلفة الاسرة والطفولة والاشخاص المعاقين، في الكلمة التي ألقتها مساء اول من امس عند افتتاح اشغال هذا الملتقى، لكن الوعي بضرورة محاربة الظاهرة التي مست جميع المجتمعات واستفحلت بشكل خطير في بعض الدول، تطلب من المنتظم الدولي بذل جهود لابراز خطورتها عبر عقد مجموعة من القمم العالمية والجهوية منذ المؤتمر العالمي الاول المنعقد باستوكهولم بالسويد سنة 1996، مرورا بالمحطات والملتقيات الجهوية التحضيرية للمؤتمر الثاني بيوكوهاما في اليابان عام 2001 .

ويبرز احتضان المغرب لهذه التظاهرة كذلك، مدى انخراطه الفعلي ومساهمته في تتبع وتفعيل المقررات الاممية في مجال حماية الطفولة، حيث بذلت جهود من اجل ملاءمة التشريعات الوطنية مع مجمل الاتفاقيات الدولية ظهرت بالاخص على مستوى مدونة الاسرة ومودنة الشغل .

ويعتبر هذا المؤتمر فرصة امام هذه البلدان لمعرفة ما تم انجازه ، بعد ان صادقت نصف الدول في المنطقة العربية ـ الافريقية على الاتفاقيات الدولية، ووجهت جهودها لملاءمة تشريعاتها الوطنية مع المعايير الدولية لهذه الاتفاقيات، في انتظار التحاق باقي الدول الاخرى بهذا الركب بالمصادقة على هذه الاتفاقيات، ومن اهمها البروتوكولان المتعلقان باتفاقية حقوق الطفل حول تجارة ودعارة الاطفال واشراك الاطفال في النزاعات المسلحة، واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182 حول الحد من اسوأ اشكال معاملة الاطفال، والبروتوكول الخاص بتجارة الافراد وخاصة النساء والاطفال والمتعلقة باتفاقية الامم المتحدة حول الجريمة المنظمة.

وبالنظر للاهمية التي تلعبها وسائل الاعلام في التوعية والوقاية من كل مظاهر استغلال الاطفال وسوء معاملتهم والاعتداء عليهم جنسيا، برمج الملتقى ضمن اجندة العمل ورشة موضوعاتية خاصة، تحت عنوان: «التكوين من اجل تواصل افضل»، تهدف الى وضع خطة عمل تواصلية، ترفع من مستوى التواصل والتوعية بظاهرة الاستغلال والاعتداء الجنسي على الاطفال .

وفي مبادرة هي الاولى من نوعها، استدعي الى هذا المؤتمر وفد يمثل الاشخاص المصابين بالصم والبكم يرافقهم استاذ متخصص في التواصل غير اللفظي، والذي كان ينقل لهذه الفئة مختلف مجريات اشغال هذا اللقاء عبر لغة الاشارة .