حملة «البرتقال الحديدي» في يومها الثاني: الجيش الإسرائيلي يقتل 11 فلسطينيا ويدمر 25 منزلا في خان يونس

الفلسطينيون ينقذون 6 من تحت أنقاض نفق انهار عليهم في رفح بعد أن ظلوا تحت الركام 12 ساعة

TT

ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين الى 11 والجرحى الى 40، مع دخول حملة «الحديد البرتقالي» التي يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي على منطقة خان يونس، جنوب قطاع غزة، يومها الثاني، في حين أعلن عن انقاذ ستة فلسطينيين انهار عليهم نفق جنوب مدينة رفح بالقرب من الشريط الحدودي الذي يفصل القطاع عن مصر، بعد ان ظلوا في الركام لمدة 12 ساعة. وتواصل المروحيات العسكرية الاسرائيلية من طراز «اباتشي» اميركية الصنع، وطائرات استطلاع بدون طيار، فضلا عن دبابات «ميركفاه 4» قصف الاطراف الغربية لمخيم اللاجئين، وكذلك الحي النمساوى غرب المدينة. وذكرت مصادر فلسطينية ان جيش الاحتلال يطلق النار على أي فلسطيني يتحرك في اطراف هذه المناطق. وقال مسعفون وشهود عيان ان جنودا اسرائيليين قتلوا بالرصاص 2 من النشطين الفلسطينيين امس. وقالت مصادر طبية ان الفلسطينيين لا يستطيعون دفن اي من القتلى الـ11 لان القوات الاسرائيلية تسيطر على الجبانة المحلية. وقتل الليلة قبل الماضية 3 اشخاص عندما قامت طائرة استطلاع بقصف المنطقة على الرغم من الهدوء النسبي الذي كان سائدا وقت الهجوم. في الوقت نفسه قامت قوات الاحتلال بتدمير 25 منزلا في المنطقة بدعوى انها تستخدم للتغطية على المقاومين الذين يقومون باطلاق القذائف على المستوطنات والمواقع العسكرية. ويؤكد الاهالي في المنطقة ان عمليات تدمير المنازل تشكل نوعا من انواع العقاب الجماعي، على اعتبار ان جيش الاحتلال يعلم ان اطلاق القذائف على المستوطنات يتم من خارج نطاق المناطق السكانية.

وفر جميع الاهالي في المنطقة من منازلهم بعد ان امرهم جنود الاحتلال بتركها، حيث تم تهديد الاهالي بتدمير المنازل فوق رؤوسهم في حال لم تتم مغادرتها. وتم تعطيل المدارس في المنطقة من اجل استيعاب السكان المشردين فيها. وتضاعفت ازمة المشردين مع تعرض المنطقة لموجة برد قارس ادت الى تدهور الاوضاع الصحية لمعظم المشردين وخصوصا بين الاطفال. وتدعي قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ان حملة «البرتقال الحديدي» تأتي من اجل منع المقاومين الفلسطينيين من اطلاق القذائف على المستوطنات التي تقع للغرب من المنطقة، سيما مستوطنة «نافيه ديكاليم» التي تعتبر اكبر المستوطنات في قطاع غزة. ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن مصدر في هيئة اركان جيش الاحتلال قوله، ان الاوامر صدرت لقيادة الجيش بعمل كل ما يلزم من اجل وقف عمليات القصف ضد المستوطنات انطلاقا من المناطق الغربية في خان يونس. وحسب المصدر، فإن حملة «البرتقال الحديدي» تهدف لاخراج المستوطنات من المواقع العسكرية الاسرائيلية من نطاق القذائف التي يطلقها عناصر المقاومة الفلسطينية. وعلى الرغم من الاضرار الكبيرة التي لحقت بالاهالي في المنطقة، فقد ادعى المصدر ان التعليمات التي اصدرتها هيئة اركان الجيش تنص على ان تأخذ العمليات العسكرية بالحسبان عدم «كسر قواعد اللعبة» بحيث تؤثر على فرص رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس، وهامش المناورة المتاح امامه من اجل اعادة ترتيب الاوضاع بشكل يسمح له بالتأثير على حركات المقاومة الفلسطينية من اجل وقف عملياتها. يذكر ان قوات الاحتلال دمرت في المنطقة مئات المنازل وقتلت العشرات من الاهالي منذ اندلاع انتفاضة الاقصى في اواخر سبتمبر (ايلول) عام 2000 . من ناحيته اعتبر الدكتور أسامة الفرا، رئيس بلدية خان يونس، عملية «الحديد البرتقالي» بانها «سياسة تطهير عرقي وتهجير متعمد للمواطنين، بهدف خلق واقع جغرافي جديد». ونوه الى ان الاجتياحات العسكرية المتكررة لمدينته والمخيمات المحيطة بها، تدلل على كذب الادعاءات الإسرائيلية بشأن الانسحاب من قطاع غزة. وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية الحملة العسكرية الاسرائيلية هم أحمد أبو رضوان، 25 عاماً، الذي أصيب بجراح، وتركه جنود الاحتلال ينزف حتى الموت لمدة تزيد عن ساعتين حيث تعمدوا منع سيارات الاسعاف من الوصول إليه. وبقية القتلى هم جهاد رمضان أبو عمر، شادي حسين الحداد، 20 عاماً، إسلام النبريص، 25 عاماً، وخالد يوسف أبو عبيدة، 22 عاماً. وفي مدينة غزة قامت مروحيات اسرائيلية من طراز «اباتشي» بقصف ورشتين للخراطة في حي «الصحابة» شمال شرقي مدينة غزة، من دون ان يبلغ عن وقوع اصابات. وذكر شهود عيان ان احدى الورش التي قصفت تم قصفها قبل اربعة ايام فقط. من ناحية ثانية نجحت قوى الانقاذ الفلسطينية في انقاذ ستة من الشبان بعد ان انهار عليهم نفق كانوا يعكفون على حفره جنوب مدينة رفح اول من امس. وذكرت مصادر طبية انه تم انقاذ الستة بعد ان ظلوا تحت الركام لمدة اثنتي عشرة ساعة. واستقبل الالاف من اهالي مدينة رفح الشبان الستة بالتهليل والتصفيق، وتم اطلاق النار في الهواء ابتهاجا بعودتهم سالمين. وحاولت قوات الاحتلال السيطرة على المنطقة من اجل اعتقال الستة الا انها فشلت في ذلك بسب المقاومة التي ابداها الاهالي. يذكر انه في البداية اعلن عن مقتل الستة تحت الانقاض، لكن اقاربهم نجحوا في اجراء اتصالات معهم بواسطة اجهزة اتصالات جوالة كانت بحوزتهم. وقال احد الشهود «انهم بخير وفي صحة جيدة.. انهم يدخنون السجائر».