الحرس الوطني ينتشر بكثافة في شوارع بغداد لضبط الأمن

TT

بدأت قوات الحرس الوطني بالانتشار في شوارع بغداد وضواحيها بشكل لافت للنظر، حيث ظهر افراد الحرس الوطني وهم يغطون وجوههم بلثام اسود حاملين اسلحتهم، ويتمركزون في ساعات الليل في التقاطعات المهمة ويقومون بتسيير حركة المرور تحت سيطرة السلاح.

وقال احد مسؤولي الحرس في منطقة المنصور «ان وجود الحرس بهذا الشكل هذه الايام ضروري جدا للحفاظ على حياة العراقيين من اي اختراق قد يعكر صفو هذه الحياة ونحن نحاول ان نمسك بزمام الامور قبل ان يتعرض اي عراقي للاذى».

وأشار الملازم محمد من هذه القوات الى «ان المخربين يحاولون ان يعبثوا بأمن الوطن ونحن نحاول نعيد الأمن لهذا الوطن لذلك تجدنا مستهدفين في كل وقت». وعندما سألناه عن سبب وضع اللثام على وجهه قال لاسباب أمنية ايضا، ولكن اياد من نفس القوات في منطقة اخرى لم يجبنا الا عن اسمه وكان منشغلا بتحريك السيارات بشكل سريع ومنها سيارتنا التي رفض ان تتوقف ولو للحظات موجها السلاح الينا كما وجهه الى كل السيارات الاخرى التي امتثلت سريعا لامر المنتسب في الحرس الوطني.

وفي منطقة الاعظمية قال احد عناصر الحرس «اننا على الرغم من الخطورة التي نواجهها في كل لحظة الا اننا مصرون على اداء واجبنا تجاه الوطن لاحلال الأمن بالتعاون مع اخواننا في قوات الشرطة العراقية لحين استتباب الأمن لحين حلول موعد الانتخابات التي نأمل ان تكون بداية خير للعراق ولشعبه».

وابدى بعض افراد من الحرس الوطني تخوفهم من الجماعات المسلحة التي تستهدفهم بالقول «لو تفهم هؤلاء المسلحون الدور الذي نقوم به لخدمة العراق وشعبه لما استهدفونا بهذه الطريقة، فنحن بشر نريد ان نخدم بلدنا وشعبنا وان نعيش باستقرار وسلام دائمين، كما اننا نحب الخير لعموم الشعب العراقي من دون ان نفرق بين زيد او عمر».

واستغرب بعض اهالي بغداد من الوجود المكثف لقوات الحرس الوطني في الشارع العراقي والمظاهر المسلحة التي افزعت الكثير منهم. وقال المواطن ضامر محمود «ان اشهار قوات الحرس الوطني للسلاح بشكل استفزازي يجعل المواطن العراقي يشعر وكأنه مهان، فقوات الاحتلال تشهر الاسلحة بوجه العراقيين ورجال الشرطة والحرس الوطني بدأوا يقلدون ما يفعله الاميركيون وهذا ما يجعل المواطن العراقي يمت بالكراهية لكل من يشهر السلاح بوجهه وهو اعزل». ويمضي محمود قائلا «ان العراقيين يعرف احدهم الاخر ويعرف طباعه واننا لا نلوم قوات الاحتلال اذا ما تصرفوا مثل هذا التصرف لانهم يعملون ذلك بقصد الاهانة او بغير ذلك، ولكن عتبنا على القوات العراقية التي بدأت تتأثر باخلاقيات هؤلاء المحتلين». المواطن ناجي حيدر قال «اوقف قوات الحرس الوطني السيارة التي تسير امامي وتوجهت في الحال ست بنادق سحب اثنان منهم الاقسام حيث كانت عائلتي تجلس معي في سيارتي ففزعوا جميعا وبدأ صراخ الاطفال يتعالى ولم يهتم اي واحد منهم الى ما فعلوه ولدى ترجل سائق السيارة وهو شاب في الثلاثين من عمره اخرج لهم هوية احدى دوائر الحكومة، فقالوا له انطلق بسرعة»، واضاف «على ما يبدو ان الحرس الوطني يريدون ان يفرضوا الأمن بقوة السلاح وهذا سينعكس سلبيا على كسب ود الناس اليهم». احد المواطنين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه كان له رأي مغاير لاراء المواطنين حيث قال «ان ما تتعرض له قوات الحرس الوطني يجعلهم يأخذون الحيطة والحذر.. واتمنى ان يتمكنوا من بسط السيطرة على الشارع الذي بات الانفلات فيه من ابرز صفاته، فنحن شعب لا نمتثل الا بالقوة».

وايده في الرأي صلاح وسام قائلا «ان قوات الحرس الوطني تعمل بجد ونشاط على الرغم مما يتعرضون له من مخاطر تهدد حياتهم الا ان لهم الفضل في اعاقة اي تحركات تتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار ونتمنى لهم النجاح في تحقيق الأمن في العراق».