جنبلاط: الحكومة ستقوم بأي شيء لتزوير الانتخابات وندعو إلى الاستفادة من التجربة الأوكرانية

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني يدعو إلى حوار حول مقولة «لبنان جزء من سورية الكبرى»

TT

دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جبنلاط إلى حوار حول مقولة إن «لبنان جزء من سورية الكبرى»، وقال إن الانتخابات المقبلة ستكون قاسية، لوجود جهاز أمني متسلط، له مصالح اقتصادية ضخمة، لكنه أكد أنها ستكون محطة رئيسية للتغيير، «فإما أن يبقى النظام نظاماً بوليسياً وإما أن يصبح نظاماً حراً ديمقراطياً».

ودعا جنبلاط إلى «الاستفادة من التجربة الأوكرانية الحضارية». وطالب في حديث مع تلفزيون «المستقبل»، الذي يملكه رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بـ«إعطاء المعارضة فرصة، بعيداً عن الضغوط المخابراتية والفاكسات». وقال: «إننا سنستغل كل ثغرة من أجل دحض الإدعاءات القائلة بحيادية الحكومة». واعتبر جنبلاط «أن لقاء البريستول (الذي أعلنت المعارضة خلاله ورقة عملها) خلق ضجيجاً كبيراً، وكان هناك تصريح جميل للرئيس (سليم) الحص، لكن قرأنا تصريحاً آخر فيه بعض التراجع كما يبدو، انما في النهاية نتوقع استمرار الحملة علينا. وبدل أن يقوموا بحوار عقلاني حول كيفية الدخول والبحث في الملفات الشائكة، يستمرون في حملتهم، وفي النهاية مواقفهم بحسب الفاكس الذي يأتيهم، فاكس الصباح يكون الشخص فيه وطنياً، وفاكس بعد الظهر يصبح خائناً، كله بحسب الفاكسات من بعض الوزراء أو غير الوزراء، ونحن بدورنا مستمرون بنشاطنا ونحضّر أنفسنا لقانون الانتخابات، وفي المبدأ فإن هذه الحكومة ستقوم بأي شيء من أجل تزوير الانتخابات، لأنها حكومة غير محايدة، وخاصة من خلال شخصي وزيري الداخلية والعدل، (سليمان فرنجية وعدنان عضوم).

واعتبر جنبلاط «أن الانتخابات ستقرر مصير النظام اللبناني، فإما أن يبقى نظاماً بوليسياً، وإما ان يصبح نظاماً حراً وديمقراطياً، فيتفكك النظام البوليسي المدعوم»، وقال: «الانتخابات محطة أساسية، وسنخوضها على صعيد كل لبنان، وإن كان في بعض المناطق توجد سيطرة معينة للمخابرات المشتركة والمتنوعة بشكل قوي، وفي بعض المناطق السيطرة نسبياً أخف». وأضاف «قالوا (الحكومة) إن الانتخابات هي حرب الإلغاء للمعارضة وإلغاء لوليد جنبلاط وإلغاء لرفيق الحريري، جوابنا لا، والمهم كيف سنثبت وجودنا ونوسع رقعة هذا الوجود من الشمال إلى الجنوب، وها هو النائب أحمد فتفت تعرض لجملة من الانتقادات وقد دافعنا عنه». ورداً على سؤال عما سيفعله إذا لم تتغير الحكومة قبل الانتخابات، قال: «سنحاول الاستفادة من كل ثغرة من أجل أن ندحض الإدعاءات بأن الحكومة محايدة، الحكومة ليست محايدة، ثم عليهم التنبه إلى أن قرار التمديد (لرئيس الجمهورية اميل لحود) أوصلنا إلى التدويل، والتدويل لسنا نحن من قام به، بل هم لأسباب كثيرة، وهناك الأمم المتحدة وعليهم التنبه للأمر، هناك تقرير (الأمين العام) الأمم المتحدة (حول تنفيذ القرار 1559)، من الأفضل لهم أن يغيروا الحكومة كي نتفادى المزيد من التدويل، هذا أفضل لهم».

واستغرب ما يقال عن «أن قانون الانتخابات سيكون عادلاً ومتوازناً في ظل حكومة غير محايدة»، وقال: «توجد فرضية خاطئة»، وسأل «كيف ذلك مع حكومة غير محايدة لا بل معادية، وستستخدم كل وسائل الضغط من رئيس القلم (الانتخابي) وربما إلى تغيير البطاقات الانتخابية، وإلى سجلات القيد إلى تبديل غالبية أمراء سراء الدرك، وكل المخابرات من أجل تعطيل الانتخابات، أو الإتيان بانتخابات على لون سياسي واحد كيف؟». ولفت إلى أن قوانين الانتخابات الماضية لم «تميزه كوليد جنبلاط، ولم توضع حسب رغبته، بل من أجل إيصال بعض المرشحين في شمال لبنان إلى النيابة». وحول ما يحكى عن إمكانية تقديم موعد الانتخابات النيابية إلى ما قبل الربيع المقبل، قال جنبلاط: «يمكن أن يفعلوا أي شيء بدليل ما يصيبهم أحياناً من هلع، ومن ثم لهجتهم المستفزة، ونحن نجاوب بالحوار السياسي، نتحدث إليهم بالحوار السياسي فيجاوبوننا بالأمن، قلنا لا للتمديد، ما هي هذه الجريمة؟ كان الجواب الأمني سيارة مفخخة ومحاولة اغتيال الأستاذ (النائب) مروان حمادة، التي لن يظهر أي شيء عنها، وعندما قلنا من المسؤول عن الأمن من دون أن استجير، أو «أترجى» أحداً، كان الرد عملية سخيفة حول البيت (إزالة الأعمدة الحديدية)، نتحدث في السياسة فيردوا بالأمن ويقولون «بدك تحاور الأمن؟»، لا لن نحاور الأمن، سنبقى نتحدث سياسة». وأكد جنبلاط عدم «وجود أية هواجس لديه، إنما يتحدث كمواطن لبناني».

وحول مستقبل تحالفه مع الرئيس رفيق الحريري، قال جنبلاط: «أتصور أن تحالفي مع الرئيس الحريري لم يكن موسمياً، ولنعد إلى انتخابات العام 2000 عندما حاولت السلطة عن غباء وبأدواتها السخيفة، وأقامت الحملة الشعواء علي وعلى الرئيس الحريري لمنع نجاحنا، وانتصرنا، أما اليوم ففرقعة الانتصار أوسع بكثير». ووصف علاقته بالبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير بـ«الممتازة»، وقال: «لا توجد أية مشكلة، والتواصل مستمر، والأهداف أعتقد هي ذاتها. ربما يوجد بعض التباين مع بعض أركان المعارضة حول الطائف، هذا صحيح ومشروع، فهناك من يقول بخروج القوات السورية نهائياً، ونحن نقول بتمركز للقوات السورية وفق الطائف في البقاع ومناطق أخرى لأسباب دفاعية، لكن لا لتدخل المخابرات اللبنانية والسورية المشتركة وهذا مشروعنا».

ودعا جنبلاط إلى «حوار مع المثقفين السوريين حول موضوع لبنان وسورية، البعض يقول إن لبنان هو جزء من سورية الكبرى، هذه نظرية، ونحن نقول إن لبنان جزء من هذه المساحة العربية الكبرى (...). نعم ننضم بوحدة حضارية على أسس ديمقراطية وحريات كما في الغرب اليوم من مشارف جبل طارق إلى مشارف موسكو مساحة سياسية واحدة ولكن على قاعدة أنظمة الديمقراطية والحريات».

وعما إذا كان ينتابه أي خوف قال جنبلاط «لست خائفاً، لكن معركة الانتخابات ستكون معركة قاسية لأنك تواجه جهازاً امنياً متسلطاً وله مصالح اقتصادية ضخمة، ومع الأسف هذه المصالح الاقتصادية تطاول فئة صغيرة من اللبنانيين وفئة صغيرة من السوريين ولا تطاول الشعب السوري ولا الشعب اللبناني، وهذا مكمن الخلل. وعندما تقول لهم إننا سنأخذ منكم الكازينو مثلاً أو صفقات الفيول، أو إذا فُتح ملف بنك المدينة، نكون بذلك نطاول أشخاصاً متمسكين «ويخرمشون»، لذلك لا بد من علاقات اقتصادية طبيعية بين لبنان وسورية، وحتى الآن هناك مصالح لطبقة معينة، وعلينا أن نفككها وهذا ليس سهلاً».