اظهرت وسائل الاعلام الهولندية على مدى اليومين الماضيين اهتماما ملحوظا بافتتاج معرض «المغرب: خمسة آلاف سنة من الثقافة» ، الذي فتح ابوابه امام الجمهور اول من امس في مؤسسة نيوكيرك بامستردام. ولكن اللافت ان متابعة اخبار المعرض جاءت من خلال التركيز على تصريحات وزير الثقافة المغربي محمد الأشعري، الذي شارك في حفل الافتتاح والذي تلقى اسئلة من الصحافيين تركزت حول الارهاب ومقتل المخرج الهولندي ثيو فان غوخ على يد شاب هولندي من اصل مغربي مطلع الشهر الماضي.
كما اهتمت الصحف بحادثة كادت تعكر صفو الاحتفال بافتتاح المعرض، الذي حضره الامير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي والامير وليم ألكساندر نجل ملكة هولندا، تمثلت في وضع خريطة المغرب على لوحات الاعلان عن المعرض وتظهر فيها اقاليم الصحراء الجنوبية منفصلة عن التراب المغربي.
وقالت صحيفة «هاندلز بلاد» الهولندية، ان الامر تم تداركه في اخر لحظه بناء على ضغوط من المسؤولين المغاربة حيث تم إلصاق خريطة اخرى للمغرب مكان الخريطة الاولى من دون ان تتضمن خطا فاصلا بين الصحراء الجنوبية وباقي المدن المغربية. وقد اهتمت الصحف الهولندية بتصريحات الوزير الأشعري خلال رده على اسئلة الصحافيين في حفل الافتتاح، والتي نقلتها صحيفة «فولكس كرانت»، وجاء فيها ان حادث مقتل فان غوخ مسألة هولندية ليس للمغرب اية علاقة بها.
وأضاف «ان منفذ الحادث شخص يحمل الجنسية الهولندية وولد ونشأ وتربى على التراب الهولندي واذا كان هذا الشخص يحمل ايضا الجنسية المغربية فان هذا لا يعني اننا قلنا له ارتكب مثل هذا الحادث».
واستنكر الوزير أي ربط بين المغرب وبين ما يصدر من قلة متطرفة بين اوساط الجالية المغربية المقيمة في هولندا، واشار الى ان بلاده تقف الى جانب هولندا لمواجهة الارهاب والتطرف.
وقال الوزير المغربي «لقد عانينا من الارهاب وكانت بلادنا هدفا لجريمة ارهابية في الدار البيضاء في مايو(ايار) من العام الماضي». واستطرد يقول «من المهم ان نتابع اخبار المغاربة المقيمين في هولندا ولكن حدوث مشاكل داخل المجتمع الهولندي فهذه مسؤولية الحكومة الهولندية».
واكد الأشعري على ان اي توتر في العلاقة بين الهولنديين والمغاربة المقيمين في هولندا يمكن التغلب عليه من خلال الحوار.