تقارير : تفاؤل في قضية كشمير لكن فرص الحل لا تزال ضعيفة

TT

نيودلهي ـ أ.ف.ب: توقفت لغة السلاح منذ سنة في كشمير على طول الحدود القائمة بحكم الامر الواقع بين الهند وباكستان، وبات الخصمان يتقدمان خطوة خطوة نحو سلام قد يكون دائما، بحسب ما يرى الخبراء.

وبدأت الهند وباكستان، اللتان جرت بينهما ثلاث حروب منذ التقسيم عام 1947، اثنتان منهما وقعتا في اقليم كشمير، في يناير (كانون الثاني)، «حوارا شاملا حول السلام»، يتناول مجمل النزاعات بينهما بما فيها مسألة كشمير.

ويقول كاتب الافتتاحية في صحيفة «دون» الباكستانية اياز امير «تحاول الدولتان سلوك طريق مختلف. فقد انتقلتا من عقدة الاضطهاد والعداء الى طريقة اكثر عقلانية في المواجهة». الا ان الخبراء يرون ان ذلك لا يعني توقع التوصل الى حل سريع لخلافاتهما.

يقول ماهيش رانغاراجان الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة كورنيل الاميركية: «يجب ان لا نستغرب اذا ما استغرق الامر سنوات للتوصل الى حل. في النهاية، عمر هذا النزاع ستون سنة».

ومنذ 1949، تنقسم كشمير الى شطرين، احدهما يخضع للسيطرة الهندية، والثاني للسيطرة الباكستانية. ومنذ 1989، يشهد الجزء الهندي من الاقليم حركة تمرد انفصالية تدعمها باكستان، بحسب ما تقول نيودلهي فيما تنفي اسلام اباد ذلك.

وتتهم الهند باستمرار باكستان بمساعدة الناشطين الذين يعبرون الخط الفاصل في كشمير الذي تحول الى حدود الامر الواقع. وتم التوصل الى اتفاق على وقف اطلاق النار بين الجانبين بدأ العمل به في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003.

واعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ استعداده للبحث في الافكار التي تقدمت بها باكستان من اجل ايجاد حل لمجمل الخلافات، شرط ان تحترم اسلام اباد تعهدها بمنع «الارهاب عبر الحدود». واعلنت الهند الشهر الماضى للمرة الاولى، تخفيض عديد قواتها المنتشرة في كشمير.

وتسعى نيودلهي من اجل احراز تقدم في المفاوضات، الى تطبيع العلاقات الاقتصادية والثقافية مع اسلام اباد اولا. وقد اقترحت 72 «اجراء ثقة»، الا ان الهند تأمل في ما يبدو في حل النزاع على قاعدة «الحقائق على الارض»، على حد قول المحلل السياسي مانوج جوشي، «اي عن طريق تحويل الخط الفاصل الى حدود معترف بها».

ويعارض الرئيس الباكستاني برويز مشرف بشدة هذا الخيار. وقد دعا الهند الى المرونة، ملمحا الى امكان تخليه عن مطالبته القديمة بتنظيم استفتاء حول الحكم الذاتي في كشمير.

وقال مشرف انه متفائل جدا بمستقبل العلاقات مع جارته، فيما اكد وزير الخارجية الهندي ناتوار سينغ ان الاجواء تحسنت كثيرا. ويقول امير «حاليا، هناك امور ممكنة التحقيق، مثل الغاء القيود على عبور الخط الفاصل وتخفيض الوجود العسكري في جانبي كشمير، الا ان اعادة رسم خريطة كشمير لا تقع ضمن النطاق الممكن نفسه».

وينتظر سكان كشمير نهاية ملموسة لمفاوضات جارية حول خطوط حافلات تربط بين شطري كشمير، الامر الذي سيشكل، في حال اتمامه، ابرز نتيجة ملموسة منذ بداية عملية السلام.

وقد التقى مسؤولون خلال الشهر الحالى من اجل محاولة تجاوز النقطة الرئيسية العالقة في هذه المسألة والمتعلقة بماهية الوثائق المطلوبة لعبور الخط الفاصل، على ان تستأنف المفاوضات لاحقا. ويأمل ارشاد احمد الذي يقيم قرب الحدود في كشمير الهندية قبل كل شيء في استمرار الهدنة. ويقول «الآن، الجميع راض، لنستفد من الحياة». الا ان الجميع يتذكر الامل الذي اثارته الرحلة التاريخية لرئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي في 1999 الى كشمير، حيث عمل على تدشين خط مواصلات للحافلات.

وتم التداول حينها بما سمي «دبلوماسية الباص» على انها منعطف مهم. ورغم ذلك، قامت حرب جديدة بين البلدين بعد اشهر من تدشين الخط.