خرازي يتهم «البعض» في العراق بالتآمر لإشعال حرب أهلية تمهيدا لتجزئته

TT

أكدت دمشق وطهران على ضرورة التنسيق بينهما حول القضايا الإقليمية والدولية والتشاور بشأنها، وأعربتا عن الارتياح للتطور المطرد للعلاقات القائمة بينهما في مختلف المجالات.

وذكر بيان سوري أن الرئيس السوري بشار الأسد بحث مع وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أمس تطورات الاوضاع في كل من العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين الصديقين بشأن القضايا الإقليمية الهامة والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وعقب اجتماعه مع الرئيس السوري لمدة ساعتين تقريباً بحضور وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وعدد من المسؤولين السوريين والإيرانيين، عقدت في مبنى وزارة الخارجية السورية جلسة مباحثات بين الشرع وخرازي تناولت آخر المستجدات في المنطقة وخصوصا في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة والعلاقات السورية ـ الإيرانية، أكد الجانبان خلالها مجددا ضرورة الحفاظ على وحدة أرض العراق وشعبه وتمكين هذا الشعب من إدارة شؤونه بنفسه عبر انتخابات شاملة تؤدى إلى إنهاء الاحتلال.

وفيما يتصل بالتطورات على الساحة الفلسطينية شدد الشرع وخرازي على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الضمانة لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وخاصة إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأعربا عن ارتياحهما للتطور المطرد للعلاقات بين البلدين الصديقين، وحرصهما على تمتينها وتعزيزها في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة.

وعقب اللقاء الذي استغرق نحو ستين دقيقة، قال خرازي ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما يمكن أن يؤول إليه الوضع في العراق بعد إجراء الانتخابات عند نهاية الشهر المقبل، «على كل حال وحتى الآن لو نقيس الوضع الأمني الراهن بالنسبة لما كان عليه قبل ستة أشهر سابقة حيث لم تجر الانتخابات سنجد أن هذا الوضع لم يتحسن عما كان من قبل، وعلى كل حال فان إجراء الانتخابات ومجيء ممثلين عن الشعب إلى الحكم والمجلس الوطني من شأنه أن يؤدي إلى التسريع بخروج القوات الأجنبية من العراق». واتهم خرازي هذه القوات بأنها عامل عدم الاستتباب الأمني في العراق، وأشار إلى «أن البعض يقوم بمؤامرات في العراق بهدف إشعال حرب داخلية فيه تمهيداً لتجزئته»، وقال «علينا ألا نسمح بان يصبح العراق متدهورا أمنيا أو أن يتجزأ»، معرباً عن أمله في أن تشارك كل الشرائح والطوائف العراقية من الشيعة والسنة والمسيحيين والأكراد والتركمان في هذه الانتخابات، وأن تحصل كل فئة منهم على مكانتها وقد حان الوقت لأن يثبت الشعب العراقي قدرته على إدارة بلده بشكل مستقل ويعبر عن رشده وبلوغه». ورداً على ما أعلنه ملك الأردن من أن إيران تسعى لتشكيل هلال شيعي في المنطقة، قال خرازي: «يجب عدم أخذ مثل هذا الكلام على محمل الجد لأنه لا أساس له»، مشيراً إلى أن العراقيين اعتبروه إهانة لهم. وعما إذا كان قد بحث موضوع «حزب الله» مع المسؤولين السوريين، نفى خرازي أن يكون قد بحث هذا الموضوع لكنه أكد أن هذا الحزب هو موضع فخر واعتزاز لدى جميع شعوب المنطقة لاسيما الشعب اللبناني، وأن هذا الحزب هو حزب سياسي لبناني لعب دوراً هاماً في استقلال لبنان وسيادته.

وعن هدف جولته في المنطقة والتي ستشمل لبنان وتركيا، قال خرازي إنها من أجل السعي لإيجاد حلول مناسبة للمشاكل الإقليمية، مؤكداً أهمية استمرار التشاور مع القيادة السورية فيما يتصل بالتطورات الهامة في المنطقة، ورأى أنه في ضوء ذلك يمكن اتخاذ مواقف متطابقة لمواجهة الأحداث والأزمات المدمرة التي يشهدها الشرق الأوسط والتي تهدد الأمن الوطني لجميع دول المنطقة.

وعما إذا كان هناك تنسيق بين سورية وإيران لمواجهة الاتهامات ضد البلدين بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق قال: «على الآخرين الذين يطلقون مثل هذه الاتهامات تقع مسؤولية إعطاء البرهان على صحة اتهاماتهم»، وأضاف أنهم يطلقون هذه الاتهامات للهروب من الواقع بدلاً من بحث جذور الأزمة وإيجاد حلول لها مما يجعل هذه الاتهام غير ذات تأثير».

من جهته، أشار مصدر سوري مطلع إلى أن محادثات خرازي في دمشق عكست اهتمام سورية وإيران بمسألة الانتخابات المزمع إجراؤها في العراق نهاية الشهر المقبل. وقال المصدر «إن سورية التي تدرك أن الأوضاع الأمنية في العراق سيئة جداً عبرت عن حرصها على أن تكون الانتخابات شاملة»، مشيراً إلى أن سورية وانطلاقاً من هذا الحرص وافقت على أن تقوم المنظمة الدولية المعنية بمراقبة الانتخابات بالإشراف على الانتخابات العراقية.

كما أكد المصدر السوري أن موافقة سورية على إشراف هذه المنظمة على الانتخابات العراقية تؤكد وقوف دمشق مع العملية السلمية في العراق رغم المخاوف السورية من الوضع العراقي الراهن، سواء ما تعلق بالوضع الأمني أو من ألا تكون الانتخابات شاملة أو أن تكون نسبة المقترعين قليلة أو أن لا تشمل سوى ربع الشعب العراقي، وأكد المصدر أيضاً أن المخاوف السورية ناجمة عن حرص سورية على ألا تتطور الأوضاع في العراق نحو الأسوأ.