دمشق تستقبل قريبا مرشح الرئاسة الأميركي كيري وتوضح خلفية استيراد التفاح من الجولان المحتل

TT

علمت «الشرق الأوسط» أمس، أن المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الأميركية السيناتور جون كيري، قد يقوم في وقت لاحق بزيارة لسورية يلتقي خلالها مسؤولين سوريين.

ورأت دوائر خاصة متابعة للعلاقات السورية ـ الأميركية، أن الزيارة المحتملة لكيري يمكن أن تشكل فرصة لطرح أفكارٍ من شأنها فتح حوار جديد مع دمشق، يزيل الغيوم من سماء العلاقات السورية ـ الأميركية، كما أن مثل هذه الزيارة يمكن أن تكون مناسبة تؤكد فيها سورية مجدداً مواقفها من القضايا المطروحة.

كما رأت هذه الدوائر أن الحديث عن زيارة كيري لسورية في وقت تتوالى فيه التصريحات الأميركية التي تتهم سورية بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي، وهو أمر تنفيه سورية باستمرار وتقدم البراهين على عكسه، ربما يكون مقدمة لإبداء أوساط أميركية من خارج الإدارة الأميركية رغبتها في محاولة فهمٍ أكثر لوجهات النظر السورية ـ الأميركية المتباينة، بما يمكن أن يخدم مستقبل العلاقات بين البلدين والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.

ولفتت الدوائر إلى أن المعروف أن للحزب الديمقراطي الأميركي آراء خاصة به تختلف عن آراء إدارة الرئيس جورج بوش في التعاطي مع القضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، وإلى أن كيري إذا كان خلال حملته الانتخابية قد اقترب كثيراً من موقف بوش، فإن هذا لا ينفي وجود تباين في مواقف الحزبين، خاصة وأن الآراء خلال الحملات الانتخابية الأميركية كثيراً ما تُطرح في إطار المزايدة من أجل كسب الأصوات.

ويتزامن الكشف عن زيارة كيري مع إعلان متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس، عن أن وزير الدفاع، شاوول موفاز، سمع ببيع سورية 15 ألف طن من البطاطا المنتجة في هضبة الجولان، في إطار أول صفقة تجارية بين البلدين.

غير أن مديرة إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية، السيدة بشرى كنفاني، عقبت على تصريح المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، موضحة أن الإنتاج الزراعي المقصود هو التفاح لا البطاطا، وقالت: «إن أهلنا في الجولان السوري المحتل، يعانون من فائض إنتاجهم الكبير من التفاح ومن كساد هذا الفائض بسبب عدم قدرتهم على تصريفه هناك، مما ينعكس سلباً على أوضاعهم المعاشية، ونتيجة لذلك طالب أهلنا هناك وأكثر من مرة بمذكرات وعرائض، بأن تشتري سورية إنتاجهم من التفاح».

وأضافت كنفاني: «ان سورية وافقت عبر مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة بدمشق (UNDP)، على هذا الطلب مشترطة أن يصل تفاح الجولان إلى سورية عبر نقط الحدود السورية ـ الأردنية، غير أن إسرائيل رفضت هذا الشرط السوري، وفي وقت من الأوقات اقترحت سورية على الأردن الذي يستورد عادةً التفاح من سورية، أن يشتري تفاح المزارعين السوريين في الجولان ويحسم الكمية التي يشتريها منهم من مشترياته من سورية، إلا أن الاقتراح السوري لسبب أو آخر، لم يلق تجاوباً».

وقالت كنفاني: «إن تصريح المتحدث الإسرائيلي بهذا الشأن لم يطرح الحقيقة كما هي، وهي أن سورية في موافقتها على طلب المزارعين السوريين، إنما تؤكد حرصها على مساعدة أبنائها في الجولان المحتل بشرائها لما ينتجوه من تفاح معرض للكساد والفساد»، موضحة أن الجواب بالموافقة الإسرائيلية، ينبغي أن يأتي عبر الجهة المسؤولة في القوات الدولية في الجولان (الأندوف) وليس في تصريحات إعلامية لا توضح الحقائق».

وأكدت كنفاني أن المسألة في المطلق ليست مسألة علاقات تجارية بين بلدين، وليس عن طريق الجولان مباشرة بل عبر الأردن، وهذا ما تصر عليه سورية التي تحرص كل الحرص على مصالح أبنائها في الجولان المحتل.