جنبلاط يلاحظ تجاوز سورية عقدة «لواء الاسكندرون» ويتساءل متى ستخرج من «الجزئيات اللبنانية»

TT

واصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس اللقاء الديمقراطي البرلماني النائب وليد جنبلاط انتقاده لتدخل اجهزة الأمن السورية في شؤون لبنان الداخلية مستعيناً هذه المرة بالاتفاقية السورية ـ التركية لاقامة سد مشترك على نهر العاصي قرب لواء اسكندرون، والتي جرى التفاهم حولها خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان الى دمشق أول من امس، متسائلاً «متى تصل اوروبا الى حدود لبنان؟»، و«متى تخرج سورية من الجزئيات اللبنانية».

وكان جنبلاط قد ترأس امس اجتماعاً للقاء الديمقراطي عقد في دارته في المختارة تغيب عنه النائب مروان حمادة نتيجة وضعه الصحي بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها، كما حضر الاجتماع امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض، وفريق عمل التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، ومحافظ الجنوب السابق فيصل الصايغ الذي تردد بأنه سيكون مرشح التقدمي في دائرة بعبدا ـ عاليه، منافساً وزير المهجرين طلال ارسلان.

وبعد اللقاء ادلى جنبلاط بتصريح قال فيه: «اجتماع اليوم سياسي تقني انتخابي تحضيراً للمرحلة المقبلة. نودع السنة بنجاح كبير، وبصمود اكبر، ونقبل على عام جديد. واذا كان لي من تعليق، حبذا لو كنا في الاسكندرون. الاسكندرون اليوم اصبحت جزءاً من اوروبا او على الاقل بعد سنوات ستصبح من اوروبا، وجزءاً من المجتمع الحر، الديمقراطي، المتعدد، المتنوع. ويبدو وهذا شيء جيد ان سورية خرجت من عقدة سنجق الاسكندرون ووافقت على ان تصبح اوروبا على حدودها». وتساءل جنبلاط: «متى تصل اوروبا الى حدود لبنان؟ ومتى تستطيع مع قيادة عنجر (مقر رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان) ان تحدد الأمن الاستراتيجي وان تقوم عنجر بإعادة التموضع وتخرج من الأمن الجزئي الذي يعطل علينا الكثير الكثير. ويعطل على سورية المصالح الاستراتيجية ويدخلها في الجزئيات والتفاصيل».

وفيما ذكرت مصادر «اللقاء» لـ «الشرق الأوسط» ان الاجتماع تحضيري للمعركة الانتخابية المقبلة، وهو يشكل الانطلاقة الاولى لسلسلة لقاءات واجتماعات لاحقة ستبحث بالشأن الانتخابي ايضاً. قال النائب اكرم شهيب ان «خطاب المعارضة واحد، والشعار واحد، ونأمل ان نصل الى مكان يكون الترشيح مشترك في كل المناطق مع المعارضة». ورداً على سؤال عن امكانية الغاء الانتخابات، اجاب: «حكومة من هذا النوع تفعل كل شيء، وقد تقدم على اي شيء».

من جهته، رأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب صلاح حنين ان اجتماع اللقاء في المختارة «يكتسب دلالات مهمة، لأن المصالحة الوطنية تكرست في المختارة اثر زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في اغسطس (آب) 2001 وكانت فيها صرخة الحرية والسيادة منذ اسابيع حيث اجتمع آلاف وآلاف من الاحرار ليطلقوا صرخة السيادة».

واشاد حنين بـ «الدور المحوري للنائب جنبلاط في مسيرة المعارضة، التي دحضت الرهانات على شرذمتها». واشار الى «مساع جدية ونيات صافية في موضوع التنسيق الجدي والمركز بين مختلف تيارات المعارضة للتوجه الى الانتخابات بشكل متماسك وللاستمرار بعد الانتخابات اكثر تماسكاً حول الوثيقة والمشروع الذي سينبثق عنها. وجدد حنين مطالبته بتشكيل «حكومة العقل الديمقراطي والقدرة على الحياد لتشرف على الانتخابات النيابية»، وطالب بتشكيل «هيئة تنبثق عن المعارضة وغيرها يكون لها نظامها الداخلي لتواكب التحضيرات للانتخابات النيابية وتشرف عليها، كما هو حاصل في البلاد التي تمارس الديمقراطية بشكل صحيح».

هذا وازاء التساؤلات عن سبب عقد اجتماع اللقاء الديمقراطي في المختارة بدلاً من كليمنصو (حيث دارة جنبلاط في بيروت) كما جرت العادة اكدت مصادر اللقاء «ان المختارة هي المكان الاكبر والاوسع والأعمق، وهي بالنسبة لنا الموقع الوطني الكبير. والمهم هو اللقاء في البيت الاساسي. ولا يرتبط الأمر بتاتاً بهواجس أمنية لرئيس اللقاء النائب جنبلاط». يشار الى ان ملفات انتخابية وزعت على جميع اعضاء اللقاء الديمقراطي.