أبو علاء ينتقد «لقاء لندن» وحماس تعتبره «محطة جديدة لتكثيف الضغط على المقاومة»

TT

استقبل «لقاء لندن» بشأن الاصلاحات الفلسطينية الذي اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال زيارته لتل ابيب ورام الله اول من امس, انه سيرعاه في مارس (اذار) المقبل, لانتقادات فلسطينية وترحيب اوروبي. فقال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (ابو علاء) ان المطلوب هو عقد مؤتمر سلام وليس لقاء حول الاصلاحات في السلطة الفلسطينية.

وهذا اول انتقاد من السلطة الفلسطينية التي اعلن اكثر من مسؤول فيها في مقدمتهم محمود عباس (ابوم مازن) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, ترحيبه بـ«اللقاء». وانتقد اللقاء ايضا مدير مكتب رئيس الوزراء الدكتور حسن ابو لبدة في تصريحات تلفزيونية, بقوله ان اسرائيل بعدم مشاركتها في المؤتمر افرغته من مضمونه. ونقل عن ابو علاء القول انه يرفض تلميح بلير الى ان الفلسطينيين يحتاجون الى اصلاحات قبل ان يصبح من الممكن تحقيق تقدم في عملية السلام. واضاف «نحن نقول ان هذه الاقوال مرفوضة وغير مقبولة. نحن مؤهلون ونمتلك القدرات والامكانات والخبرات للسلام والتفاوض». وتابع القول «الاسرائيليون هم من يريدون التأهيل للسلام.. كنا نتمنى ان يطلب السيد بلير تأهيل الاسرائيليين.. فليؤهلهم وليس نحن.. فنحن لسنا بحاجة الى كامبردج أو اكسفورد.. نحن نمتلك الرغبة والارادة للسلام».

وأوضح «نحن نريد سلاما نستعيد به حقوقنا.. القدس عاصمة لنا.. عودة اللاجئين بناء على قرار 194.. دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة مثل أي دولة اخرى ذات حدود واضحة»، واستطرد «نحن بحاجة لمؤتمر دولي للسلام وليس اجتماعا. وقد طلبنا من السيد جاك سترو ذلك والفرنسيون كذلك طلبوا مؤتمرا للسلام لبحث الحل النهائي ونحن لا نريد التأهيل فنحن نمتلك العضلات للتفاوض للسلام». وقالت حركة حماس ان اللقاء ليس سوى خطوة «لتسخير» السلطة الفلسطينية ضد «المقاومة»، داعية الاطراف العربية الى عدم «الانزلاق» وراءه. واضافت ان «الاصلاح الذي سيتناوله مؤتمر لندن يركز في اساسه على اصلاح الاجهزة الأمنية الفلسطينية وضرورة تسخير بنيتها التنظيمية من اجل العمل ضد المقاومة وبنيتها التحتية.. بما يخدم مصالح اطراف خارجية». وطالبت حماس السلطة «بعدم الانجرار وراء هذه المؤتمرات التي تسعى الى ايجاد البيئة المناسبة لطي صفحة الانتفاضة من دون الحصول على الحقوق والتطلعات الفلسطينية». ودعت الى توخي «الحذر من الوقوع في الشرك الاسرائيلي الذي يهدف الى شق الصف الفلسطيني وانهاء مقاومته وتحاشي الاقرار بحقوق شعبنا وتطلعاته«.

من جانب اخر وصف وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه اللقاء بالـ «مبادرة جيدة«. وقال في مقابلة مع اذاعة فرنسا الدولية ان «مبادرة لندن مبادرة جيدة ونحن ندعمها... انها خطوة مفيدة ومهمة طرحت في وقت حساس جدا«، مضيفا «يجب على السلطة الفلسطينية ان تنظم نفسها وتجري اصلاحات كما ينبغي علينا مساعدة الفلسطينيين«.

ورغم هذا الدعم يرى بارنييه انه لتنظيم «مؤتمر دولي كبير ينبغي ان يجلس الجميع حول الطاولة (المفاوضات). اولا الاسرائيليون والفلسطينيون الذين لم يلتقوا منذ بعض الوقت ومن ثم اعضاء اللجنة الرباعية الدولية (الاميركيون والامم المتحدة والاوروبيون والروس». واضاف «لكننا لم نصل بعد الى هذه المرحلة. فالمرحلة الاولى هي الانتخابات الرئاسية في فلسطين وما يجري في فلسطين في غاية الاهمية: اصلاح هذه الدولة المقبلة واصلاح السلطة الفلسطينية والديمقراطية واصلاح اجهزة الأمن. وعلينا ان نرافق هذه العملية«. وتابع الوزير الفرنسي القول «ثم في مارس (اذار) المقبل سيكون هناك محطة ثانية. هذا المؤتمر (لندن) الذي سيجمع الفلسطينيين واولئك الراغبين في مساعدة السلطة الفلسطينية للنجاح في تنظيمها الجديد والاستعداد للانسحاب (الاسرائيلي) من غزة»، معتبرا انه بعد ذلك «سيحين الوقت لتنظيم مؤتمر دولي كبير» يرغب به الاميركيون. واكد بارنييه ان الانسحاب الاسرائيلي من غزة ليس سوى المرحلة الاولى من خطة خريطة الطريق التي قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون له انه يريد تطبيقها اثناء لقائه في اسرائيل في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

ورحب المنسق الاعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بلقاء لندن، واصفا اياه بأنه خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح. واكد سولانا اهمية العنصر الزمني في مبادرة بلير حيث ان المؤتمر سوف ينعقد بعد انتهاء الانتخابات الفلسطينية مما يعطي مصداقية اكبر للمستجدات التي تشهدها الساحة الفلسطينية. واشار البيان الى ان مساعدة الفلسطينيين في اقامة دولة قابلة للعيش تعتبر عنصرا حاسما لتنفيذ خطة بنود خريطة الطريق وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.