بوتين ينتقد النظام الانتخابي الأميركي ويعرض احتمالات التعاون مع المعارضة الأوكرانية

استبعد مجدداً سعيه إلى ولاية ثالثة

TT

انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصريحات الرئيس البولندي الكسندر كفاسنيفسكي عن علاقات روسيا مع اوكرانيا، والتي اشار فيها إلى ان روسيا من دون اوكرانيا افضل من روسيا مع اوكرانيا. واستبعد مجدداً سعيه الى ولاية ثالثة.

وقال في مؤتمره الصحافي السنوي الذي عقده أمس في الكرملين، انه لم يكن ينتظر صدور مثل هذه التصريحات من رئيس لا يزال على قمة السلطة ، إزاء سياسة دولة أخرى، خصوصاً انه ذو خبرة ويعرفه الناس في روسيا منذ سني العمل المشترك في منظمة الكومسمول (الشبيبة الشيوعية). ووصف بوتين هذه التصريحات بأنها «صادرة عن انسان يبحث عن عمل بعد انتهاء فترة رئاسته».

وعن العلاقة مع الولايات المتحدة ، انتقد بوتين سياسات المعايير المزدوجة، مشيرا إلى عدم ارتياحه من أمور عدة تحصل داخل الولايات المتحدة نفسها، خصوصاً نظامها الانتخابي وعدم السماح للمراقبين من المنظمات الدولية بممارسة مهماتهم، في وقت تزداد اتهامات واشنطن لروسيا بغياب الديمقراطية. واذ اشار إلى بعض ملاحظاته إزاء صمت الولايات المتحدة تجاه الكثير من المخالفات الانتخابية في افغانستان وما سبقها في يوغوسلافيا وكوسوفو وما سيحدث لاحقا في العراق التي ستجرى فيها الانتخابات في ظل استمرار الاحتلال الاجنبي، امتدح الرئيس الروسي نظيره الاميركي جورج بوش الذي قال انه انسان منطقي على خلق يحترم كلمته ويمكن التعامل معه. وقال انه يتفق معه في امورعدة، خصوصاً ما يتعلق بمكافحة الارهاب الدولي وحظر انتشار اسلحة الدمار الشامل. ووصف علاقات بلاده مع الولايات المتحدة في هذه المجالات بانها علاقات تحالف، مشيرا في الوقت ذاته الى ان روسيا تعتبر الولايات المتحدة شريكا استراتيجيا. وكان الرئيس بوتين اشار ايضا إلى ان موسكو لا تستطيع ان تغفل عبثية ما يتعلق بالانتخابات المرتقبة في العراق، خصوصاً ان مراقبي منظمة الأمن والتعاون الاوروبي سيراقبون هذه الانتخابات من الاراضي الاردنية. واشار إلى ان الفترة من يونيو (حزيران) وحتى اكتوبر (تشرين الاول) الماضي شهدت سقوط ما يقرب من 3500 قتيل بين المدنيين في بغداد وحدها، ناهيك مما شهدته الفلوجة من احداث.

واذ اشار، بلهجة تنم عن سخرية وتهكم، من امكان اجراء الانتخابات في العراق في مثل هذه الظروف، في وقت رفضت منظمة الأمن والتعاون الاوروبي المشاركة في الرقابة على الانتخابات في الشيشان رغم انتهاء الحرب هناك. واشار إلى ان بلاده ألغت الديون العراقية ، مشيرا إلى تزايد احتمالات عودة الشركات الروسية للمشاركة في اعادة اعمار العراق. وكان بوتين اعرب عن امله في الابتعاد بقضية الشرق الاوسط عن نقطة الجمود والتحرك الايجابي صوب تحقيق التسوية السلمية، مؤكدا ان بلاده ستواصل جهودها من اجل المساهمة في تنفيذ «خريطة الطريق»، منتقداً محاولات ربط الكثير من جوانب التسوية السلمية المرتقبة بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ومحاولات تصوير تعثر محاولات الحل بوجود الرئيس عرفات وقال: «انني انتقد مثل هذا التصور. هل كان عرفات عقبة على طريق الحل؟». وتوقف الرئيس الروسي عند علاقات بلاده مع اليابان ، مؤكدا وجود آفاق التعاون من دون ارتباط ذلك بمشكلة جزر كوريل التي قال بعدم صحة ودقة ما تناقلته وسائل اعلام عن وزير خارجيته سيرغي لافروف من تصريحات تقول باستعداد روسيا للتنازل عن اثنتين من هذه الجزر.

وتعليقا على ما تردد عن زعيم المعارضة الاوكرانية فيكتور يوشينكو من تصريحات تقول ان روسيا ستكون اولى محطات زياراته الخارجية بعد فوزه في انتخابات الاحد المقبل، قال بوتين انه لا يود استباق الاحداث. لكنه اشار إلى انه على علم بنتائج استطلاعات الرأي هناك من دون الاشارة إلى تفاصيلها، وكرر استعداده للقاء يوشينكو الذي سبق وتعامل معه عندما كان رئيساً للحكومة الاوكرانية. غير انه اعرب عن امله في ان يتخلص يوشينكو من عدد من المحيطين به ، من دون الاشارة صراحة إلى يوليا تيموشينكو، اكثر انصار المعارضة تشددا وتطرفا وعداء لروسيا. وكان بوتين اكد عزمه على عدم الترشح لفترة رئاسة ثالثة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام 2008 ، وهو ما يحظره الدستور الحالي، فيما اكد انه لم يفكر بعد في احتمالات ترشحه في الانتخابات الرئاسية للعام 2012 او رئاسة أي حزب سياسي.