أزمة البوسنة: بريطانيا تدعم آشداون والصرب متمسكون باستقالة وزرائهم

كراجيتش يعود إلى واجهة الأحداث السياسية برسالة إلى الصرب

TT

عاد زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراجيتش الى واجهة الاحداث والازمة السياسية التي تعيشها البوسنة عبر رسالة نشرتها وسائل الاعلام، فيما تواصلت ردود الفعل على الاجراءات التي اتخذها المبعوث الدولي بادي آشداون متباينة بين المعسكر الاوروبي والأميركي من جهة والمعسكر الصربي والروسي من جهة أخرى, واعلنت بريطانيا أمس دعمها آشداون. في غضون ذلك, تمسك الصرب باستقالة وزرائهم من الحكومة المركزية.

ونشرت وسائل الاعلام الصربية أمس رسالة رادوفان كراجيتش التي دعا فيها كل الصرب الى رفع أصواتهم في وجه ما أسماه «الاجراءات الجبانة بحق الحزب الديمقراطي الصربي». وقال في رسالته «يجب أن نكون أو لا نكون، لا ينبغي أن نضحي بالجمهورية الصربية».

وأعرب كراجيتش عن عدم اقتناعه بمحكمة جرائم الحرب في لاهاي، منوهاً بـ«الحزب الديمقراطي الصربي» الذي أسسه ووصفه بأنه «قائد الشعب في هذه المرحلة الحساسة». وترى مصادر صربية إن «الاعناق مشرئبة الآن نحو كراجيتش». ويعتقد كثيرون بأن زوجته زيلينا كراجيتش هي التي سلمت رسالته الى وسائل الاعلام, فيما أعرب دراغن تشافيتش رئيس صرب البوسنة عن عدم ارتياحه الى الرسالة التي ظهرت في وقت يؤكد الصرب على عدم وجود كراجيتش بينهم أو في مناطقهم، الامر الذي سيزيد من اتهامات المجتمع الدولي لهم بالتعاون والتستر وتأمين الحماية للمتهمين بارتكاب جرائم حرب وعلى رأسهم كراجيتش. وكان وزير داخلية صرب البوسنة أكد قبل ظهور رسالة كراجيتش بيوم على أن الفارين من العدالة غير موجودين في مناطق صرب البوسنة. من جهة أخرى ردت الناطقة باسم مكتب المبعوث الدولي ارينا غازيلوفا على التصريحات الروسية عن قرارات المبعوث والتي وصفتها بأنها «تهدد الاستقرار في البوسنة», وقالت ان «السفارة الروسية (في سراييفو) كانت على علم بالاجراءات، كما تعلم بأن التعاون مع محكمة لاهاي مطلب المجتمع الدولي». واوضحت ان «الوزراء الصرب الذين قدموا استقالاتهم يخرقون القانون، وعليهم البقاء في مناصبهم حتى اختيار وزراء جدد لانه لا يمكن لدولة ان تبقى من دون حكومة». كما أرسلت بروكسل بإشارات جديدة تؤكد فيها دعمها الاجراءات التي اتخذها آشداون. الى ذلك, أعلنت بريطانيا أمس دعمها آشداون والقرارات التي اتخذها في شأن الاصلاحات المطلوب تنفيذها في البوسنة، وإقالة 9 من المسؤولين الأمنيين والسياسيين من صرب البوسنة. وقال نائب وزير الخارجية البريطاني دنيس ماكشاني إن الحكومة البريطانية تؤيد اجراءات آشداون «لانها تقرب البوسنة من الاندماج في أوروبا وليس فيها مخالفة لاتفاقية دايتونِ». واضاف إن «على صرب البوسنة إذا كانوا يحترمون فعلا اتفاقية دايتون أن يلتزموا هذه الاتفاقية التي تطالبهم باعتقال وتسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب», مشيراً الى ان «الاجراءات لا تستهدف إنهاء الحكم الذاتي الصربي، ولا تغيير الدستور، وإنما نريد أن تكون البوسنة بكيانيها تحقق تقدما في مسألة الاندماج في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي». وأكد على ضرورة التزام التعهدات الدولية التي نصت عليها اتفاقية دايتون ومنها تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب وقال «لا يمكن تحقيق تقدم نحو الشراكة الاورو ـ أطلسية إذا لم يغلق ملف جرائم الحرب في البوسنة، وتحقق الاصلاحات على مستوى الشرطة و الجيش في البوسنة». وفي مقابل ذلك, أعلنت القيادة الصربية في بلغراد, خصوصاً الرئيس بوريس طاديتش ورئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا ورئيس البرلمان بريدراغ ماركوفيتش,عن رفضها إجراءات آشداون ودعت إلى «احترام اتفاقية دايتون ودستور البوسنة». وأعربت عن استنكارها لما وصفته بـ«التهديدات الموجهة الى صرب البوسنة من قبل بادي آشداون بالذهاب بعيداً نحو إلغاء الحكم الذاتي الصربي في البوسنة». أما رئيس الوزراء البوسني عدنان ترزيتش فأكد على أن البوسنة يجب أن تلتزم كل المطالب الدولية حتى تتمكن من الانضمام للمؤسسات الاورو ـ أطلسية, مشيراً الى ان «القول بأن هناك تعديا على المصالح الصربية هو خارج نطاق المنطق وإذا كان هناك من يهدد ويعتدي على المصالح الصربية فهم السياسيون الصرب». وعن تفسيره لرد الفعل الصربي قال «لانهم يرفضون الاصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واليابان».