الرئيس اليمني يطرح في قمة «تجمع الفقراء» بالخرطوم مبادرة للإصلاح بين السودان وإثيوبيا وإريتريا

تفتتح بالخرطوم غدا وتناقش قضايا الإرهاب وإقامة مراكز معلومات أمنية وإنشاء سوق مشتركة وإلغاء القيود التجارية

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس اليمنى على عبد الله صالح، سيطرح فى قمة «دول تعاون صنعاء للسلام والتنمية»، بين اليمن والسودان واثيوبيا، بالاضافة الى الصومال وجيبوتي كمراقبين، والتي ستعقد بعد غد فى الخرطوم، مبادرة موسعة لانهاء النزاعات البينية بين دول القرن الأفريقى وخاصة بين السودان واريتريا من ناحية، واريتريا واثيوبيا من الناحية الأخرى، فى وقت بدأت امس اجتماعات الخبراء تمهيدا لاجتماعات وزراء الخارجية اليوم.

وتركز القمة، التي تطلق عليها وسائل الاعلام «تجمع الفقراء»، باعتبار ان دولها هي الأفقر في العالم، فى أجندتها، على التنسيق لمكافحة الارهاب، واقامة مراكز معلومات امنية مشتركة، وانشاء سوق مشتركة بين دول المنطقة، وكيفية الغاء القيود على عملية تداول السلع وحركة رجال الاعمال بينها، وإجازة ميثاق جديد للتحالف يتضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

ويعقد اليوم وزراء خارجية هذه الدول اجتماعا تحضيريا للقمة التي تنعقد غدا بمشاركة الرئيس اليمنى على عبد الله صالح والرئيس الصومالي عبد الله يوسف، وميليس زيناوي رئيس الوزراء الاثيوبي، بالإضافة إلي الرئيس السوداني عمر البشير.

وقالت مصادر مطلعة في الخرطوم لـ«الشرق الأوسط»، إن المبادرة اليمنية ستجد القبول من دول المنطقة المشاركة في القمة ولكنها لا تناقش قى القمة بشكل علني لأنها اصلا «لا تستند الى آليات تنفيذ محددة، ولكنها بمثابة استثمار لمناخ السلام الذي بدأ يهب على المنطقة».

وذكرت المصادر أن المبادرة تراهن على أن النزاع الحدودي الاثيوبي ـ الاريتري، بدأ يشق طريقه إلى الأمام عن طريق الامم المتحدة، وعلى اشارات ايجابية بدأت تلوح فى أفق العاصمتين اخيرا. وكشفت المصادر في الخصوص عن اجتماع عقده مسؤولون في اديس ابابا مطلع الشهر الجاري والمعارضة الاريترية، أبلغوا فيه الاخيرة عدم الانطلاق بالمعارضة المسلحة ضد اسمرة من الاراضي الاثيوبية مما يشير الى نوايا اثيوبية في تطبيع العلاقات مع اريتريا في مقبل الأيام. وهذا ما يجعل من المبادرة متسقة مع مسار الاوضاع بين البلدين.

وقالت المصادر ان المبادرة جاءت مستفيدة من تقدم عملية السلام في السودان وعلاقة ذلك بشكل او باخر بالاوضاع في اريتريا، التي تحتفظ بحلفاء سودانيين مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، التي تفاوض الحكومة في محور نيفاشا الكينية والتجمع المعارض بزعامة محمد عثمان الميرغني، الذي يفاوض الحكومة في القاهرة، والحركات المسلحة في دارفور التي تفاوض الحكومة في ابوجا النيجيرية.

وتوقعت المصادر ان تفتح المبادرة في المستقبل ابواب حسن النية بين الدول المعنية، وكشف في هذا الشأن ان الرئيس الاريتري في زيارته الاخيرة إلى صنعاء أعطى نظيره اليمنى على عبد الله صالح الضوء الاخضر لتحديد الكيفية التي يمكن بها ايجاد سبل التعاون المشترك بين دول المنطقة وكيفية انضمام اريتريا إلى التحالف.

وكان اقورقي اطلق في زيارته الى صنعاء في الفترة من 7 ـ 8 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، تصريحات ايجابية تجاه التحالف، وقال انه ينظر اليه كنواة الى التعاون المشترك بين دول المنطقة، على عكس تصريحاته السابقة التي كان يصف فيها التحالف بأنه ضد بلاده ويسعى الى زعزعة الاستقرار فيه. ونشأ تحالف صنعاء فى أكتوبر (تشرين الأول) عام 2002 في العاصمة صنعاء، تحت مسمى «محور صنعاء»، ولكن في القمة الثانية في أديس ابابا العام الماضي، تحول الاسم الى «تجمع صنعاء»، فى حين اطلق عليه الان « تعاون صنعاء للسلام و التنمية».

من جهة ثانية نفت جيبوتي أمس رسميا مشاركتها على أي مستوى سياسي أو دبلوماسي في قمة تجمع صنعاء. وأبلغ موسى محمد أحمد مندوب جيبوتي الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة «الشرق الأوسط»، أن التقارير الإعلامية والصحافية التي تحدثت عن مشاركة جيبوتي في أعمال هذه القمة غير صحيحة، مشيرا إلى أن بلاده غير معنية بحضور هذه القمة على الرغم من العلاقات المتميزة التي تربطها بين الدول والحكومات الأعضاء في تجمع صنعاء.

وحول ما نشرته بعض وسائل الإعلام السودانية حول قبول جيبوتي منحها وضع المراقب في هذه القمة التي تعقد كل عامين، قال المندوب الجيبوتي إن هذه المعلومات مغلوطة وبعيدة تماما عن الصحة.

من جهته، يتوجه اليوم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى الخرطوم في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين السودانيين تتركز حول آخر تطورات الأوضاع على الساحة السودانية. وقال المستشار هشام يوسف رئيس مكتب موسى، إن المباحثات التي سيجريها موسى مع الرئيس السوداني عمر البشير ووزير خارجيته الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، ستتناول المفاوضات الجارية في كينيا للتمهيد والإعداد لعقد اتفاق سلام نهائي بين الحكومة والحركة الشعبية في ما يخص جنوب السودان، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الوضع في دارفور.