الانتخابات البلدية الفلسطينية: فتح تؤكد فوزها بـ18 دائرة من 26 وحماس تعلن حصولها على 13

لجنة الانتخابات المركزية أجلت إعلان النتائج النهائية إلى اليوم وسط حالة من الضبابية ونسبة المشاركة 84%

TT

تسود حالة من الضبابية نتائج المرحلة الاولى من الانتخابات المحلية التي اجريت في الضفة الغربية يوم الخميس الماضي. ففي حين تقول حركة فتح انها حققت فوزا كبيرا بحصولها على 18 دائرة من مجموع 26، اكدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فوزها بثلاث عشرة دائرة انتخابية على الاقل، واتهمت السلطة الفلسطينية بتضليل الرأي العام. وشجع سيادة البلبلة في كل ما يتعلق بنتائج الانتخابات قيام اللجنة المركزية للانتخابات بتأجيل موعد الاعلان عن النتائج الى اليوم، مع العلم انه كان من المفترض ان يتم اعلانها صباح امس. واكد مسؤول في اللجنة الانتخابية المحلية فراس ياغي ان فرز الاصوات «انتهى في 21 بلدة»، وقال ان «النتائج الاولية تفيد ان فتح في المقدمة تليها حماس ثم المستقلون ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، لكنه اكد ان «حماس فازت في بعض البلدات على فتح». وقال ياغي ان نسبة المشاركة بلغت حوالي 84% من الفلسطينيين المدعوين للتصويت وعددهم 140 الفا.

ولم يذكر ياغي ارقاما، لكن في حصيلة اعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا الى الارقام الاولية التي تم جمعها في 22 بلدة تشير الى ان مرشحي فتح يسيطرون على غالبية مجالس 13 بلدة مقابل تسعة مجالس تسيطر عليها حماس، وحصلت فتح على 135 مقعدا مقابل 75 لحماس بينما ذهب الباقي الى مستقلين او تنظيمات اخرى.

وذكرت مصادر مستقلة ان النتائج الأولية تشير الى أن القوائم القريبة من حركة فتح فازت بأكثر من 65% من الأصوات ( 124 مقعدا) تليها حركة حماس التي فازت بربع الأصوات (67 مقعدا)، في حين تقاسم المستقلون والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتنظيمات أخرى باقي الأصوات.

وأكدت اللجنة العليا للانتخابات المحلية في بيان لها، أنه ورغم الصعوبات الكبيرة التي تسببت بها إجراءات الاحتلال، خاصة الحواجز المحيطة بكافة القرى والمدن الفلسطينية، الأمر الذي أعاق حرية الحركة، وكذلك اعتقال عدد من المرشحين، إلا ان عملية الاقتراع قد جرت بفعالية ومشاركة عالية، وضمن إجراءات نزيهة وحيادية، وعلى قدر من الشفافية وفق شهادة المراقبين المحليين والدوليين.

واتهمت حركة حماس السلطة الفلسطينية بتضليل الرأي العام الفلسطيني عبر ادعائها فوز حركة «فتح» في الانتخابات في 26 دائرة انتخابية. وقال سامي ابو زهري الناطق الرسمي باسم حركة حماس ان حركته فازت على الاقل في ثلاث عشرة دائرة انتخابية. وقال ان اعلان بعض المصادر في السلطة عن فوز «فتح» بـ65% في الانتخابات أمر يتنافى تماما مع النتائج الحقيقية التي أعلنت في الدوائر الانتخابية بعد عمليات الاقتراع والفرز.

واكد أن دوائر انتخابية اخرى دعمتها الحركة فازت في عدد من الدوائر. واضاف ابو زهري ان التسريبات التي تصدر عن عدد من الدوائر في السلطة تهدف بشكل اساسي الى الالتفاف على الفوز الكبير الذي حققته حماس في الانتخابات. وبخلاف التصريحات الصادرة عن حركة فتح، فقد اصدرت حركة حماس قائمة بالدوائر الانتخابية التي انتهى فرز الاصوات فيها ودلت النتائج على فوز الحركة فيها. وحسب البيان فقد فازت حماس بالدوائر الانتخابية في كل من بلدات: الشيوخ والظاهرية وبيتا وبيت فوريك وسلواد وبديا وعرابة وطوباس وبلعا والعبيدية، والدوحة وعزون. وشدد المتحدث باسم حماس على أن نتائج الانتخابات وضعت حدا لمسلسل استطلاعات الرأي المشبوهة التي أغرقت بها الساحة الفلسطينية خلال الأسبوعين الماضيين. وقال إن الاستطلاعات حاولت متعمدة إظهار تراجع شعبية حماس. واكد ان النتائج تمثل «ردا على القائلين إن مقاطعة حماس لانتخابات الرئاسة جاءت من منطلق الخوف من اختبار القوة»، مشددا على أن حماس عندما تقاطع أو تشارك «فذلك من مصدر قوة ورؤية ثاقبة والمصلحة العليا للشعب الفلسطيني»، على حد تعبيره.

وتحدّث الشيخ حسن يوسف، القياديّ في حركة حماس عن «تجاوزات ميدانية»، بحقّ مرشّحي الحركة والكتل الإسلامية عموماً، مؤكّداً أنّ اختيار 26 موقعاً في المرحلة الأولى للانتخابات البلدية، «كان بشكلٍ انتقائيّ ليخدم مصالح كتل دون أخرى».

وأضاف في تصريحاتٍ صحافية أنّ الانتخابات بذلك تكون «فُصّلت بمقاسات ومعايير محدّدة، لتخدم واقعاً ما، سيظهر بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في التاسع من الشهر المقبل». وأشار يوسف، إلى أنّ أحد مرشّحي الحركة، في شمال الضفة الغربية، تعرّض للضرب، على يد مجموعةٍ من الملثمين، يوم الأربعاء، و أنّ آخرين جرى تهديدهم، في حال لم يسحبوا ترشيحهم، في حين قام أنصار قوائم أخرى، بالتحايل على شريحة معينة من الجمهور، معظمها من الأميين، بتقديم قوائم لهم على أنها قوائم لـ«حماس»، وللتيار الإسلامي.

وأكّد يوسف أنه رغم كلّ ذلك، إلا أنّ «حماس»، وبسبب الضغوط الشعبية عليها، بضرورة المشاركة في الانتخابات، كي يكون لها دور فاعل خاصة في القضايا التي تخص المواطنين، قرّرت المشاركة في الانتخابات، التي ترى فيها أهمية كبيرة.