الشريف علي لـ«الشرق الاوسط» : 69 % من العراقيين يريدون عودة الملكية

راعي الحركة الملكية الدستورية يتهم الحكومة العراقية بالفشل «في كل شيء»

TT

أمام «الحركة الملكية الدستورية» التي يرعاها الشريف علي بن الحسين، وتدعو الى اعادة النظام الملكي الى العراق، مهمتان في الانتخابات التي ستجري في نهاية الشهر المقبل، هما اقناع الشعب العراقي بامكانية عودة الملكية، والحصول على اكبر عدد من مقاعد الجمعية الوطنية التي ستكلف اعداد دستور دائم للبلاد.

هذه الحركة التي انطلقت من لندن في اوائل التسعينات، عرف عنها وعن راعيها واعضائها العمل بعيدا عن ضجيج الشعارات السياسية، وقد ظلت بعيدة عن مجلس الحكم المنحل والحكومة المؤقتة التي يصفها الشربف علي في حديثه لـ«الشرق الاوسط» الذي جرى في مكتبه المطل على نهر دجلة في بغداد بـ«الفاشلة» لأنها حسب رأيه «لم تقدم أي شي للعراقيين».

* ما الذي راهنتم عليه للفوز من خلال خوضكم الانتخابات في قائمة منفردة من غير الائتلاف مع حركات او احزاب اخرى؟

ـ قائمتنا الانتخابية خاصة بنا وتتضمن شخصيات بارزة في المجتمع العراقي ومؤسسات المجتمع المدني واخرى فكرية وسياسية واجتماعية من جميع انحاء المحافظات. ائتلافنا هو مع الشعب العراقي، لهذا قررنا عدم الائتلاف مع الاحزاب او الحركات السياسية الاخرى لاننا لا نعتبر انفسنا حزبا سياسيا ولا نريد الدخول في منافسة بين احزاب سياسية. نحن نريد بناء دولة حرة ديمقراطية موحدة وحل الازمة العراقية القائمة حاليا. العراق بحاجة الان الى حكومة محايدة ومجلس وطني غير مسيس يعمل من اجل العراق. نحن على ثقة بان الشعب العراقي يرى ان هذا هو الحل البديل لفشل حكومتين مؤقتين وادارة الاحتلال، وانه آن الاوان للتغيير واعطاء الفرصة للممثلين الحقيقيين للشعب.

* أشرت الى فشل الحكومتين المؤقتتين، هل تعتبر اداء الحكومة الحالية فاشلا؟

ـ ليس فقط نحن من يعتبر اداءها فاشلا وانما هناك ما يقرب من 90% من العراقيين يعتبرونها فاشلة، فهذه الحكومة والتي سبقتها لم تقدما ابسط الامور للشعب العراقي، لم تحفظا الأمن، ولم يزدهر الاقتصاد، ولم تقدما الخدمات الحيوية. الشعب العراقي لا يختلف عن الشعوب الاخرى في الموقف من الحكومة التي فشلت في تطوير حياته، بل ان هذه الحكومة ساهمت بتدني مستواه الحياتي، لهذا فانه يطالب بتغييرها.

* انتم لم تشاركوا في مجلس الحكم ولا في الحكومتين فكيف تتواصلون سياسيا مع العراقيين؟

ـ نحن متواصلون مع الشعب العراقي اكثر من الاحزاب التي اختبأت خلف الجدران الكونكريتية، نحن نعرف ما يريده شعبنا وما يعانيه ونلتقيه ونستمع اليه يوميا، لهذا عملنا على تعميق الثقة بيننا وبين شعبنا وعلى توسيع تنظيمنا، وعملنا على تقديم الحلول على العكس من الاحزاب الحكومية التي حجزت نفسها ولم تقم بأي شيء. لهذا تعتبر هذه الحكومة فاشلة كونها فقدت السيطرة على كل شيء ولم تقدم أي شيء. نحن عملنا مع بقية الاطراف الوطنية على افشال المؤامرة التي ارادت تهميش الشعب العراقي وابعاده عن الانتخابات وكتابة الدستور.

* من يدعم حركتكم؟

ـ الشعب العراقي هو من يدعمنا وليست لنا اية علاقات مادية مع اية حكومة او دولة او أي جهاز مخابرات. اعضاء الحركة يقدمون التبرعات لحركتهم ولم نتلق أي اموال من اية جهة.

* هل اجريتم استفتاء او استطلاعا حول مدى رغبة العراقيين بعودة الحكم الملكي للعراق؟

ـ دائرة العلاقات العامة في الحركة اجرت استطلاعا في عموم العراق ولمسنا من خلاله تأييدا كبيرا للحركة الملكية الدستورية وان 69% من العراقيين يرغبون بعودة الحكم الملكي الدستوري.

* هناك حركات اخرى غيركم تطالب بعودة الحكم الملكي، فلمن شرعية هذه العودة اذا حدثت؟

ـ نحن نعيش، عربيا، في دولة ديمقراطية ومن المتوقع ان تظهر حركات منافسة لنا او منافسة لتنظيمات اخرى، والشعب هو من سيقرر من خلال صناديق الاقتراع التي ستمنح الشرعية لمن يعتقدونه مناسبا لهذا المنصب او ذاك. انا لم ابحث عن منصب بل اريد ان اخدم شعبي وبلدي الذي عانى كثيرا من الويلات، والحركة الملكية الدستورية هي التي اختارتني لان اكون رئيسها وانا لم اسمع ان هناك شخصا آخر مرشحا لعرش العراق اذا ما اختار العراقيون عودة الحكم الملكي.

* ما هي اهم اهداف حركتكم؟

ـ نريد بناء دولة قانون غير مسيسة، دولة تحترم الشعب وان تتاح الفرص للكفاءات وليس للعلاقات في تبوؤ المناصب وضمان عدم عودة الدكتاتورية وعدم انفراد أي حزب بالحكم. نريد حماية حقوق المواطنين. لقد جرب العراق الحكم الجمهوري ورأينا كيف استبد الرؤساء في الحكم بينما كان العهد الملكي دستوريا واحترم المؤسسات الدستورية. لا نرغب ان يكون هناك فرد واحد يستبد بكل شيء، الشعب العراقي بحاجة الى مؤسسات تحترم ارادته.

* لم نر في الشوارع حماسا في الترويج للمرشحين بل ضعفا في الدعاية الانتخابية؟

ـ المفوظية العليا للانتخابات لم تعط المجال الكافي للقيام بحملة انتخابية لشرح اهداف الحركة والتعريف ببرامجها السياسية. ونحن نعتبر ان حملتنا الانتخابية بدأت فور سقوط النظام السابق.

* هل انت مع الاسراع بقيام الانتخابات؟

ـ بالتأكيد لانه كلما تأجلت الانتخابات يسوء الوضع الأمني. الاحزاب الحكومية عندما كانت في مجلس الحكم لم ترغب في اجراء الانتخابات حتى يبقوا في مناصبهم ولكن الانتخابات فرضت عليهم ثم انتقل غالبية الاعضاء الذين لم يشاركوا في الحكومة بصورة اوتوماتيكية الى المجلس الوطني حتى يبقوا في مناصبهم، وبدلا من ان يطمئنوا الشعب العراقي بالعمل راحوا يطلقون التصريحات فقط.

* كنت بعيدا عن مجلس الحكم وعن الحكومة لكنك وافقت ان تكون عضوا في المجلس الوطني، لماذا؟

ـ اردنا اعطاء الفرصة للاحزاب الحكومية بمشاركتهم العمل من خلال المجلس واشعارهم باننا لسنا في عزلة او ان ارفض كل محاولات التقرب، واردت ان اعطي صورة ايجابية وانني على استعداد للعمل. كما تمنيت ان تمنح ذات الفرص لشرائح اخرى من الشعب ولكن للاسف الاحزاب الحكومية فوتت هذه الفرصة واستمرت في احتلالها للمواقع والمناصب وافرغت المجلس الوطني من ان يكون له أي دور فعال فحولوه الى شبيه المجلس الوطني في النظام السابق والمطلوب منهم هو التصفيق لقرارات الحكومة لهذا انا شخصيا لم احضر أي جلسة من جلسات المجلس الوطني ولم أؤدي اليمين الدستورية. انا اعتبر هذا المجلس خطأ يضاف الى اخطاء الحكومة ومجلس الحكم الذي كان يصدر قرارات انفرادية ثم يقوم الشارع العراقي باسقاط هذه القرارات مثل محاولة تغيير قانون الاحوال الشخصية او اعتماد علم جديد. هذه الاخطاء صححها الشعب العراقي الذي لم تتم استشارته. عندما دخلت المجلس وجدت ان مهامه هي مباركة قرارات السلطة.

* هل تعتبرون انفسكم او حركتكم معارضة للحكومة الحالية؟

ـ معارضة؟ لا. نعارض من؟ نحن نعمل لتحقيق اهدافنا ونعتبر انفسنا الحل البديل.