الصومال: نشاط مكثف للطائرات والسفن الحربية الأميركية وسط توقعات بضربة ضد مواقع محتملة

TT

في الوقت الذي تكثف فيه السفن الحربية الأميركية تواجدها في المياه الأقليمية الصومالية، تتزايد الأنشطة التي يعتقد بأن الطائرات الحربية الأميركية تمارسها في أجواء الصومال. وقد اعتاد سكان الصومال، وخاصة العاصمة مقديشو، على سماع هدير الطائرات العملاقة في الأجواء في منتصف الليل خلال اليومين الماضيين.

وعلى الرغم من عدم تمكن السكان من رؤية هذه الطائرات بسبب الظلمة وارتفاعاتها العالية، فإنهم متفقون على أن هديرها يشبه هدير طائرات الـ ايه سي 130 التي عرفها الصوماليون أثناء قصفها لمواقع المليشيات الصومالية بقيادة الجنرال عيديد التي كانت تقاتل القوات الأميركية عام 1993.

وتواصل هذه الطائرات طلعاتها فوق أجواء العاصمة بمعدل طلعة واحدة يوميا منذ الـ48 ساعة الماضية. وتصيب هذه الطلعات السكان بالذعر الشديد خوفا من قصف محتمل لمواقع في الصومال في إطار مكافحة الإرهاب.

وكان أزيز طائرات الـ«ايه سي 130» قد اختفى من سماء العاصمة الصومالية ثم عاد عام 2001 بعد الغزو الأميركي لأفغانستان مباشرة. وقد اجتذبت مقديشو أنظار وسائل الإعلام الدولية آنذاك وتدفق اليها عشرات الصحافيين والمصورين من وكالات الأنباء وقنوات التلفزيون العالمية تحسبا لأن يكون الصومال المحطة التالية للضربات الأميركية بعد أفغانستان لتردد أنباء بوجود نشاط عسكري لـ تنظيم «القاعدة» فيه. الا أن ذلك تلاشي بعد فترة قصيرة.

والى جانب الطلعات الجوية فوق الأجواء الصومالية ليلا فإن ذلك تزامن مع دوريات بحرية مكثفة في المياه الصومالية وملأت الأفق البحري للصومال بوارج حربية يعتقد أنها تابعة للبحرية الأميركية. وروى صيادون محليون لـ «الشرق الأوسط» أنهم شاهدوا سفنا حربية أثناء صيدهم في المياه الإقليمية، وأن عددا من الطائرات المروحية كانت تقلع من هذه السفن ثم تعود اليها بعد فترة. وقال الصيادون إنهم اضطروا مرات للعودة الى الشاطئ خوفا من أن يتعرضوا للقبض عليهم من جانب القوات الموجودة على متن هذه السفن التي يرفع بعضها العلم الأميركي. وليس معروفا بعد الأسباب وراء تكثيف القوات الأجنبية تحركاتها في الأجواء والمياه الصومالية. وليس من الواضح ما إذا كان لذلك علاقة بمخاوف جديدة من حدوث اعمال عنف من قبل أشخاص أو منظمات إرهابية أو له علاقة بالمناورات التي تجريها القوات المشتركة التي تتمركز في جيبوتي.

ويتمركز حوالي 2000 جندي أميركي في قاعدة «ليمونييه» الجيبوتية في إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر الذي تقوده الولايات المتحدة. وتقوم سفن حربية أميركية وأخرى ألمانية وأسبانية بمراقبة سواحل الصومال وخليج عدن لمنع تسلل عناصر تابعة لتنظيم القاعدة الي المنطقة.