مقاهي بغداد تتساءل: كيف يمكن انتخاب ممثلين لا نعرفهم؟

TT

على الرغم من انه لم يبق سوى أربعة أسابيع على موعد العراقيين مع الديمقراطية وصناديق الاقتراع، الا ان الناخبين في بغداد يتساءلون: الانتخابات مهمة جدا، ولكن من هم المرشحون، وهل يمكن التحدث إليهم وجها لوجه، على الأقل لكي نعرف ما هي برامجهم؟

في مقهى البيروتي على شاطئ دجلة كانت الانتخابات حاضرة. فليس هناك من حديث غير التفاصيل التي ستجري اثناء وبعد الانتخابات. وعلى الرغم مما يعول بعض العراقيين على إجرائها منحهم بعض الاستقرار والأمن الا ان احتدام النقاشات في عرض الأسماء والشخصيات التي ستمثلهم في الجمعية الوطنية يجعلهم يبتعدون عن حلمهم في هذا الاستقرار. فالكثير من القوائم ما زالت سرية كما يقول طه سلمان، 55 عاما، ويرى «ان الاعلانات عن الانتخابات موجودة ولكن الاعلان عن الاشخاص ما زال خلف الستار وما زال المرشحون لا يظهرون إلينا ولا ندري ان كانت الساعات الأخيرة ما قبل الانتخابات ستحمل لنا المفاجآت». وعلى طاولة اخرى من نفس المقهى كان الشيخ عبد الستار عبد الله يخرج دخان «اركيلته» بحسرة واضحة قائلا لأصحابه الذين يجلسون الى جواره «ان العالم ينتظر الانتخابات في العراق وربما يعرف البعض منهم من الذي سيفوز بها، ولكننا لحد الان لا نعرف من هم المرشحون وما هي برامجهم التي ستنقذ العراق من هذه المرحلة التي نعيشها. وهل سيكون الأشخاص بمستوى مسؤولية هذه المرحلة الجديدة؟». سؤال الشيخ عبد الستار كانت له اجابة عند احد اصدقائه الذي نهض من مكانه قائلا بلهجة عراقية محببة (يا إخوان الانتخابات مو بعيدة، ويا خبر اليوم بفلوس، باكر يصير ببلاش(».

وفي مقهى الزهاوي بشارع الرشيد الذي اتعبته سنوات الحرب والاهمال وما عاد كرشيد الأمس، التقينا مجموعة اخرى من الشيوخ والشباب الذين تحدثوا لنا حول الانتخابات، اذ قال كريم سلمان، 60 عاما، «ان الانتخابات وما سينتج عنها هي مرحلة لعام واحد وبعدها ستجري انتخابات عامة اخرى، فاذا كانت هذه الانتخابات تنقلنا الى الشرعية وتثبيت حقوقنا كعراقيين فأهلا بها وان كانت لا فسوف لن نشارك فيها، وان ما نطلبه من الحكومة المؤقتة ان تشرح لنا ليس عن طريق الإعلانات بل عن طريق التعريف بالشخصيات المرشحة والقوائم التي ستطرحها الأحزاب والكيانات السياسية بطريقة الحوارات المفتوحة والمباشرة مع الناس مثلما يحصل في كافة بلدان العالم المتحضرة».