خبراء جيولوجيون: زلزال بقوة 8.9 درجة «حدث نادر جدا» ويعود لتراكم هائل للطاقة تحت سطح الأرض

TT

قال انزو بوش مدير المعهد الوطني الايطالي للجيوفيزياء، ان قوة الزلزال الذي ضرب جنوب شرقي آسيا امس «حدث نادر جدا» ويعود الى تراكم هائل للطاقة تحت قشرة الارض. وأوضح «ان زلزالا بقوة 8.9 درجة حدث نادر جدا. لم تسجل هزة من هذا القبيل منذ اربعين سنة». وذكر ان «احد اعنف الزلازل ضرب تشيلي في 1960 تجاوزت قوته تسع درجات على مقياس ريختر». وتابع «ان هذه الزلازل تنتج عن تغييرات في قشرة الارض بسبب تجمع طاقة هائلة. وعندما تبلغ الطاقة المتجمعة والتغير مستوى خطيرا يحدث انكسار وتكون شدة الزلزال بقدر ما يكون الانكسار قويا». واضاف «في الحالة التي وقعت في جنوب شرقي آسيا تفاقم الوضع لان الانكسار حدث في عرض البحر مما تسبب في ارتفاع عنيف في موج البحر ينتقل بسرعة هائلة».

من ناحيتها، قالت الهيئة الاميركية للمسح الجيولوجي ان زلزال امس واحد من أشد الزلازل منذ القرن العشرين. وقالت جولي مارتينيز خبيرة الطبيعة الارضية ببرنامج مخاطر الزلازل التابع للهيئة الاميركية للمسح الجيولوجي بولاية كولورادو «رفعناه لتونا الى شدة تبلغ 8.9 درجة. هذا يجعله خامس أشد زلزال منذ عام 1900». وأضافت أنه أقوى زلزال في العالم منذ عام 1964 عندما ضرب زلزال منطقة برينس وليام ساوند في ألاسكا. ووقع زلزال الساعة 7.59صباحا ( 0059 بتوقيت غرينتش) قبالة ساحل اقليم اتشيه بجزيرة سومطرة في شمال اندونيسيا وانتقل فيما يبدو شمالا الى جزر أندامان بالمحيط الهندي. وتسبب في وقوع موجات مد أسفرت عن مقتل الآلاف في سري لانكا وتايلند واندونيسيا والهند.

واوضحت ان صدعا وقع في مساحة شاسعة من أراضي جزر اندامان، وان «هذا لا يحدث في العادة. وجود صدع لمسافة طويلة غير معتاد». وتابعت مارتينيز أنه مع تحرك الارض وتصادم صفائحها بعضها بعضا فان الارض تتصدع في منطقة ويتكون الضغط في منطقة أخرى. وقالت انه «عندما يتكون هذا الضغط يقع زلزال اخر. ان الزلازل التي تأتي لاحقا أو التوابع هي تعديلات صغيرة بامتداد الصدع بعد وقوع الهزة أو الزلزال الرئيسي»، موضحة «في العادة تكون التوابع في نفس المنطقة بدرجة أو بأخرى. نتيجة شدة هذا الزلزال فستقع زلازل أكثر في منطقة أكبر لان الصدع مساحته أكبر».

تجدر الاشارة الى ان اندونيسيا التي تتكون من اكثر من سبعة عشر الف جزيرة، معرضة للزلازل بسبب موقعها على حافات الصفائح الارضية المكونة لما يسمى بحلقة النار المحيطة بحوض المحيط الهادئ. وقد تضررت الهند وسري لانكا واندونيسيا وتايلند بسبب موجات المد العاتية بينما يتخوف الخبراء من عدم مقاومة المالديف، وهي ارخبيل يضم 1192 جزيرة صغيرة موزعة على امتداد 800 كيلومتر، للمد البحري بسبب موقعها المنخفض.