الجزائر: قائد سابق لـ «الجماعة المسلحة» يريد المساعدة من سجنه في مشروع المصالحة

TT

ابدى قائد سابق لـ «الجماعة الاسلامية المسلحة» الجزائرية، يقضي عقوبة سجن، استعداده لمساعدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مشروع المصالحة الوطنية. وقال عبد الحق لعيايدة المحكوم عليه بالإعدام والمسجون منذ عام 1993، في بيان موقع باسم ابنه عدلان، انه يريد الاستفسار عن مشروع العفو الشامل «حتى يتسني له الإدلاء بما يراه مناسبا للبلاد والعباد، فهو ربما يستطيع المساهمة في حل المشاكل التي بقيت عالقة الى يومنا، اذا مدت له يد العون». وجاء في البيان الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ان مشروع العفو عند لعيايدة غامض، وهو «ينوي كتابة رسالة الى فخامة رئيس الجمهورية في القريب العاجل يتناول فيها موضوع العفو الشامل». وكان الرئيس بوتفليقة قد اعلن اعتزامه إصدار «عفو شامل»، إلا انه اشار الى احتمال إجراء استفتاء شعبي قبل إقرار تلك الخطوة.

وتتداول اطراف سياسية ان العفو سيشمل، اضافة الى المسلحين، الضالعين في تبييض الأموال واختلاس الأموال العمومية والمتورطين في جرائم اقتصادية، والمتهربين من دفع الضرائب. وذكر لعيايدة في بيانه، الذي يرجح ان احد اقاربه نقله عنه في زيارته في سجنه بالعاصمة، ان تدخله «جنب كارثة في أحداث سجن سركاجي الاولى والثانية»، في اشارة الى تمرد وقع في السجن المذكور عام 1995 وخلف 94 قتيلا والى حريق شب في ذات السجن في سياق احتجاجات نظمها مساجين عام 2001. ولم يوضح لعيايدة دوره المفترض في تلك الأحداث.

واوضح لعيايدة، الذي كان قد سُجن في المغرب قبل تسليمه الى الجزائر، انه «تعرض الى مساومات وإغراءات من قبل السلطات المغربية مقابل مساعدتهم على الضغط على الجزائر لتغيير موقفها تجاه عدة قضايا، ومنها الصحراء الغربية». واوضح السجين انه «رفض المساومات المغربية وقابلها بالرفض».

وكان قائد «الجماعة الاسلامية المسلحة» محتجزا لدى السلطات المغربية في بداية التسعينات، وتم تسليمه الى السلطات الجزائرية بعد ان تنقل وزير الدفاع آنذاك خالد نزار الى المغرب، وأقنع المسؤولين المغاربة بضرورة تسليمه. وحكم القضاء الجزائري على لعيايدة بالإعدام غيابيا لتورطه في حوادث اغتيال. وتحولت عقوبته الى سجن مدى الحياة بعد تجميد تنفيذ الأحكام بالإعدام منذ 1993. وعرف عن لعيايدة انه كان يشتغل صانعا للصفائح الحديدية الخاصة بالسيارات داخل مستودع يقع بمنطقة براقي بالضاحية الجنوبية للعاصمة. واستفاد قبل عامين من افراج دام ساعات قليلة بأمر من بوتفليقة، اتاح له فرصة حضور مراسم تشييع جنازة والده.