أزمة البوسنة: فرنسا تنضم إلى مؤيدي إجراءات المبعوث الدولي للإصلاح

TT

دخلت الأزمة بين المجتمع الدولي وصرب البوسنة مرحلة جديدة بدخول فرنسا الى عداد الدول المؤيدة للاجراءات التي يتخذها المبعوث الدولي في البوسنة بادي آشداون، وإعلانها الصلاحيات التي منحتها له اتفاق دايتون قبل 9 سنوات، والقرارات التي يتخذها في البوسنة استناداً الى الاتفاق. وفي غضون ذلك، نفى رئيس الوزراء البوسني السابق حارث كامل سيلاجيتش إشاعات تلقيه دعوة للمثول أمام محكمة لاهاي.

وشددت وزارة الخارجية الفرنسية على «ضرورة تعاون صرب البوسنة مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي كماما نص اتفاق دايتون، وهو الامر الذي من شأنه أن يقرب البوسنة من الاتحاد الاوروبي». لكن موقف المجتمع الدولي، بحسب مراقبين في المنطقة، لم يدفع صرب البوسنة الى التبرؤ من زعماء الحرب الصرب وعلى رأسهم رادوفان كراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش. إذ فوجئ المارة أمس في بنيالوكا وعدد من البلدات التي يمثل فيها الصرب الغالبية مثل بالي وبريدور وزفورنيك بصور كراجيتش وملاديتش تتصدر روزنامات العام 2005، كما رسمت صورهم على الكؤوس وفناجين القهوة والقمصان المعروضة للبيع. وهو ما يكشف الحضور القوي لزعيم الحرب السابق، وتأثيره على القرار السياسي الصربي إلى درجة يفضل فيها السياسيون الصرب الاستقالة على اعتقاله وتسليمه الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي. ويرى المراقبون أن الممارسات الصربية الاخيرة والتي أعقبت قرار آشداون الذي يشمل إقالة 9 من المسؤولين الأمنيين والسياسيين ثم استقالة رئيس وزراء صرب البوسنة دراغن ميكيريفيتش وبقية الوزراء الصرب في الحكومة البوسنية المركزية، تنم عن مشاكسة تخفي أجندة خفية، استراتيجيتها المحافظة على الحكم الذاتي وهدفها النهائي الانفصال عن البوسنة عندما تحين الفرصة. وبين هذا وذاك إثارة المشاكل في وجه الاصلاحات وخلق التوتر باستمرار بين الاثنيات. وفي هذا الاطار، يضع المراقبون الدوليون الكتابات التي عثر عليها أمس على طريق سراييفو بالي والتي تدعو لذبح الصرب «أقتلوا الصرب كعقوبة لما فعلوه سنة 1993» و«اذبحوا الصرب»، وهي ممارسات تنسجم ولهجة التصعيد العرقي الصربية والتي تعتمد الادلة الكاذبة والمفبركة لاثبات وجود تهديدات تستهدف الصرب أو رغبة عدم التعايش تشمل جميع الاثنيات في البوسنة. إذ لم توجد نظائر لتلك الكتابات داخل المدن التي يمثل فيها البوشناق المسلمون الغالبية المطلقة. إضافة الى مواصلة صرب البوسنة التهرب من معالجة المشاكل الحقيقية للبوسنة وفي مقدمها التعاون مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي وتوحيد الجيش والشرطة. من جهة أخرى، نفى رئيس الوزراء البوسني السابق حارث كامل سيلاجيتش إشاعات ترددت عن تلقيه دعوة للمثول أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي في يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال سيلاجيتش في تصريحات صحافية أمس «الاشاعات عن وجود دعوة للمثول أمام محكمة لاهاي في قضية المجاهدين لا أساس لها». واضاف أن أي من المعنيين في المحكمة الدولية لم يجر معه أي اتصالات. الى ذلك، وجهت لجنة جرائم الحرب في موستار البوسنية تهمة ارتكاب جرائم حرب ضد دوبروسلاف تشوك محافظ مدينة تريبينيا (شرق البوسنة) المدير السابق لمستشفى المدينة المذكورة لدوره في جرائم الابادة التي شهدتها تريبينيا.