قمة «تعاون صنعاء للسلام والتنمية» تقر مبادرة يمنية لإنهاء النزاعات في القرن الأفريقي

4 اتفاقيات للتنسيق الأمني والضرائب وسوق مشتركة ومجلس للأعمال بين دول المنطقة

TT

وافقت قمة «تعاون صنعاء للسلام والتنمية» في دورتها الثالثة بالخرطوم أمس على مبادرة الرئيس اليمني علي عبد صالح لإنهاء النزاعات بين دول منطقة القرن الأفريقي، خاصة النزاع بين السودان وإريتريا من جهة وبين إثيوبيا وإريتريا من جهة أخرى. وطرح الرئيس اليمني المبادرة في اجتماع مغلق مع الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي. واعتمدت القمة أربع اتفاقيات هي: التنسيق الأمني والسياسي، ومنع الازدواج الضريبي، وإقامة سوق حرة مشتركة ومجلس لرجال الأعمال في بلدان التجمع.

وفيما إحيطت تفاصيل المبادرة بالسرية، علمت «الشرق الأوسط» أنها تشمل ثلاثة بنود هي: ضرورة تبنى الحوار المباشر بين إثيوبيا وإريتريا من ناحية وبين السودان وإريتريا من الناحية الأخرى لإنهاء الخلافات بين هذه الدول، وأن يشكل هذا الحوار المدخل الأول لتهيئة الأجواء لإنهاء المشكلات بصورة نهائية، ووقف العدائيات السياسية والإعلامية والأمنية والعسكرية وعدم تأليب القوى المعارضة لدولة ضد أخرى. وتقترح المبادرة تشكيل لجنة من دول المنطقة تتولى تهيئة المناخ وإعادة الثقة بين الأطراف المتنازعة وبدء خطوات حل الملفات الخلافية.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس اليمنى عبر خلال الاجتماع المغلق للرئيسيين السوداني والإثيوبي عن رغبة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في تسوية الخلافات بين بلده وإثيوبيا من ناحية، ومع السودان من الناحية الأخرى، وأنه على استعداد للمصالحة الشاملة بين دول المنطقة. وقالت المصادر إن الرئيس صالح حصل في الاجتماع على موافقة البشير وزيناوي على المبادرة، وإنهما أكدا أنهما يرميان أيضا لتحقيق السلام مع إريتريا، ولكنهما طالبا بضرورة وقف العدائيات المسلحة المنطلقة من إريتريا ضد بلديهما باعتبار أن عدم الاعتداء والسماح بالاعتداء خطوة مهمة لبناء الثقة والتمهيد للخطوات الأخرى في اتجاه تسوية الخلافات. ووافقت القمة على انضمام الصومال الى التجمع بحضور رئيسها المؤقت عبد الله يوسف الذي شارك في الدورة الحالية بصفة مراقب. وقالت المصادر إن القمة أيدت خطوات المصالحة الصومالية. وتعهد الرؤساء بمساعدة الصومال إقليمياً ودولياً حتى يتخلص من مشكلاته، بعد أن اعتبروا أن انضمامه يعنى فتح التجمع الى كل دول المنطقة. وامتنع وزير الخارجية السوداني، الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، في تصريحات عقب الجلسة المغلقة التي جمعت رؤساء السودان عمر البشير، واليمن علي عبد الله صالح، ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوى، الدخول في أية تفصيلات للمبادرة. وقال في تصريحاته «لو كنا نريد الحديث عن تفاصيل المبادرة لما طرحت في قمة مغلقة». ومع ذلك، قال الوزير السوداني «فإن المبادرة اليمنية تستند الى أهمية انتهاج أسلوب الحوار لمعالجة الإشكالات بين دول المنطقة وان يكون الأصل في العلاقات التعاون والتنسيق عبر الحوار وليس الاقتتال». وذكر إسماعيل أن القادة أمنوا على المبادرة اليمنية وأن نهج الحوار هو الأفضل لحل المشكلات القائمة.