المساعدات الإنسانية تتدفق على المناطق المنكوبة والمستشفيات ومراكز الإغاثة «جوالة ومتنقلة»

الأمم المتحدة: معتادون على التعامل مع كارثة في بلد واحد وليس في سبعة بلدان

TT

تدفقت الشحنات الاولى من المساعدات الانسانية الطارئة التي تقدمت بها دول العالم الى الدول الاسيوية المنكوبة. وقال مسؤولون اسيويون ان التحدى هو اقامة منشآت صحية ومراكز اغاثة «جوالة ومتنقلة»، لاستحالة اقامة منشآت ثابتة في الكثير من المناطق التي ما زالت المياه تغمرها. واوضح مسؤولون دوليون ان حجم الكارثة والاضرار الانسانية الفادحة التي ترتبت عليها اكبر بكثير من قدرة استجابة الامم المتحدة والمجتمع الدولى. وتعهدت العديد من الدول بتقديم المساعدات المالية لكل من الهند واندونيسيا وسري لانكا وماليزيا والمالديف وتايلند التي وقعت فيها اكبر خسائر في الارواح، خاصة في البلدات الساحلية التي غمرتها امواج زاد ارتفاعها على عشرة امتار قتلت الالاف من الصيادين الذين يعيشون في منازل هشة على طول شواطئ المحيط الهندي. وقالت ايفيت ستيفنز من وكالة اغاثة تابعة للامم المتحدة ان نظام المنظمة الدولية للاغاثة يواجه تحديا غير مسبوق لمساعدة ضحايا الزلزال وموجات المد الناجمة عنه في جنوب اسيا. واوضحت ستيفنز في مؤتمر صحافي امس ان فرق تقييم المساعدات في طريقها الى بلدين على الاقل من أكثر دول المنطقة تأثرا بالزلزال وموجات المد. وأضافت «نحن معتادون على التعامل مع الكوارث في دولة واحدة»، موضحة ان الامم المتحدة غير معتادة على التعامل مع كوارث في هذا العدد من الدول. وتابعت «هذا أمر غير مسبوق. لم نواجه مثل هذا من قبل». وقد غادرت طائرتان روسيتان عملاقتان من طراز «اي ال ـ 76» موسكو الى سري لانكا في وقت مبكر من صباح امس تحملان 25 طنا من المساعدات الانسانية من بينها خيام وغيرها من مواد الاغاثة. وبعثت الامم المتحدة اولى فرق الاغاثة من الكوارث الى سري لانكا الاكثر تضررا بالمد البحري حيث بلغ عدد القتلى فيها حوالي 11 الف شخص. وقال جان ايغلاند منسق اغاثات الطوارئ في الامم المتحدة «هذه اول خطوة في استجابة ستكون اكبر بالتاكيد من الامم المتحدة للخسائر الكارثية الناجمة عن الزلزال والمد البحري». وذكر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان الدول المنكوبة بحاجة الى منشآت صحية جوالة ومواد طبية وخيام ومروحيات لاجلاء السكان. وتقوم فرق منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كذلك بتقييم الاضرار. وقالت كارول بيلامي المديرة التنفيذية لليونيسيف ان «قوة الزلزال والمناطق الواسعة التي وصلها مذهلة». واضافت ان «مئات الاف الاطفال في المدن والبلدات الساحلية في ستة بلدان ربما يكونون في خطر كبير». وعلى الصعيد ذاته، توجهت طائرة فرنسية تحمل على متنها حوالي 100 طبيب وخبير انقاذ وخبراء اتصالات الى سرى لانكا امس. واعلنت المانيا انها سترسل مساعدات بقيمة مليون يورو للمنطقة المنكوبة وانها تعمل مع جماعات انسانية. وقالت باكستان انها ترسل خياما وادوية ومياها الى سري لانكا. وعرضت استراليا مبلغ عشرة ملايين دولار كمساعدات وارسلت طائرتين عسكريتين من طراز (سي-130) تحملان مياه الشرب وغيرها من الامدادات الى ماليزيا. وقال جون هاورد رئيس الوزراء الاسترالي امس «اؤكد ان هذه مساعدات اولية». وقدم الاتحاد الاوروبي مساعدات فورية بقيمة ثلاثة ملايين يورو. اما ايرلندا فقدمت مساعدات بمليون يورو وقدمت الكويت مساعدات بمليون دولار. وارسلت بريطانيا خبيرين للانضمام الى فرق تقييم الازمات التابع للامم المتحدة، وتعهدت بتقديم مائة مليون دولار لتمويل فريق الاستجابة للازمات التابع لمنظمة الصحة العالمية. وقالت وزيرة التنمية الكندية ايلين كارول ان بلادها سترسل مساعدات اولية بمبلغ مليون دولار كندي (820 الف دولار اميركي) عبر منظمة الصليب الاحمر الدولية والهلال الاحمر. واطلقت منظمة الصليب الاحمر التي مقرها سويسرا نداء امس لجمع 7.5 ملايين فرنك فرنسي (6،6 مليون دولار) لمساعدة الناجين.