شارون يطلق يد الجيش الإسرائيلي ضد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة

في أعقاب الضغوط الاستيطانية الشديدة..

TT

أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، أرييل شارون، أمس، ان قوات الجيش المرابطة في قطاع غزة، حرة في عملها وغير مقيدة بقرارات سياسية، وتستطيع متى وكيفما تشاء ان ترد على المسلحين الفلسطينيين، الذين يطلقون القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات. ورفض شارون الاتهامات الموجهة اليه بأنه يكبل أيدي الجيش بسبب الانتخابات الفلسطينية الرئاسية القريبة.

وكان شارون يتحدث أمس، أمام اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، التي التأمت خصيصا للبحث في ما سموه «التدهور الخطير في أمن المستوطنين في المناطق المحتلة من قطاع غزة».

وانتهز نواب اليمين المتطرف حضور شارون الجلسة، فهبّوا في حملة تحريض شخصية عليه، بدعوى انه يمنع الجيش من العمل ضد مصادر اطلاق الصواريخ في البلدات الفلسطينية. واتهموه بأنه يهدر دماء اليهود، الذين كان بنفسه قد أرسلهم الى الاستيطان هنالك. وساعدهم على ذلك تصريح أحد كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي، الذي حضر هذه الجلسة، الذي قال ان «الجيش قادر على العمل بشكل قاس ضد الفلسطينيين، بما في ذلك اعادة احتلال القطاع». لكنه أضاف ان هذا الأمر لا يلاءم الأوضاع الحالية في المنطقة. ففهم النواب من اليمين ان الحكومة هي التي تخلق هذه الظروف، ورفضوا سماع أي رأي آخر. وراح شارون يصرخ في وجوههم قائلا ان الجيش وحده هو صاحب القرار، وانه لم يفت الوقت على القيام بعمل قاس ضد الفلسطينيين، اذا استمر اطلاق تلك القذائف، مؤكدا ان هناك حشودا كبيرة حول غزة، وان هذه الحشود لم تذهب الى غزة لكي تستجم. وقال شارون انه لن يسمح بأن يترافق الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة بعد سبعة شهور بعمليات قصف فلسطينية. وهدد «الانسحاب يجب ان يتم بهدوء. وسنسعى للتنسيق حوله مع القيادة الفلسطينية الجديدة، اذا التزمت هذه القيادة بمكافحة الارهاب. ولكن اذا استمر القصف، فإن اسرائيل سترد بطريقة غير مألوفة وغير معروفة بقسوتها ضدهم، وسيكون أي تصرف اسرائيلي في هذا الشأن مفهوما في العالم».

وكانت مصادر في مكتب شارون قد ذكرت ان الحكومة تعمل على انجاز كل الاستعدادات اللازمة لتطبيق «خطة الفصل» في موعدها، بحيث يبدأ سحب القوات الاسرائيلية في يوليو (تموز) المقبل، على أن يسبق هذا التاريخ اخلاء المستوطنات وازالة البيوت منها.

وحسب مصدر في مكتب دائرة الفصل، فإن المتوقع ان يبدأ الاخلاء الاختياري من هذه المستوطنات في مارس (آذار) المقبل ويليه الاخلاء بالقوة في مايو (أيّار). وأضاف هذا المصدر ان المستوطنين في 5 مستوطنات قد بدأوا يفاوضون الحكومة على الاخلاء الارادي، بينهم 20 عائلة من مستوطنة «بأت سديه» الصغيرة (عدد العائلات فيها 30 عائلة)، أصبحوا في مرحلة متقدمة جدا من المفاوضات. وقد اتفق معهم على الانتقال كمجموعة الى احدى البلدات القريبة من عسقلان، الواقعة على شاطئ البحر مثل المستوطنة التي يعيشون فيها حاليا. وسيعيشون في البداية داخل كرافانات (بيوت صغيرة موقتة)، الى حين ينتهي بناء بيوتهم الجديدة.

ويبدو ان هذه المعلومات عن التقدم في المفاوضات بين المستوطنين والحكومة هي التي تثير غيظ المستوطنين من قوى اليمين المتطرف، الذي يقومون منذ مطلع الاسبوع الماضي بنشاطات احتجاج يومية ضد الحكومة. ويحاولون الضغط عليها حتى تقوم بعملية عسكرية كبيرة ضد الفلسطينيين، فيؤدي ذلك الى تفجير شامل يمنع الاستمرار في تطبيق «خطة الفصل».

وطالبت مظاهرتهم الأخيرة، مساء أول من أمس، أمام مقر وزارة الدفاع مطالبة باجتياح قطاع غزة والغاء الانسحاب. وارتفعت فيها شعارات تقول «من يهرب من غزة، تلاحقه غزة حتى غرفة النوم».