السفير الأميركي يستفسر عن قانون الانتخاب اللبناني وبري و«القومي» يلتقيان على تأييد الدائرة الكبرى

TT

ما يزال القانون الذي ستجري على اساسه الانتخابات النيابية في مايو (ايار) المقبل «نجم» الساحة السياسية اللبنانية بانتظار تحديد معالمه وتقسيماته التي بقيت محور النقاش الدائر بين السياسيين اللبنانيين، فيما كان لافتاً دخول السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان على خط الاهتمام بالجدل القائم حيال القانون، مؤكداً دعم بلاده «القوي للحرية والسيادة والديمقراطية في لبنان».

و«توافق» امس رئيس مجلس النواب نبيه بري والحزب السوري القومي الاجتماعي على اطلاق فكرة «لبنان دائرة انتخابية واحدة على المستوى الاستراتيجي واعتماد النسبية». وقال رئيس الحزب القومي جبران عريجي بعد لقائه بري: «نحن كحزب نؤكد ونضيف دائماً انه اذا كنا فعلاً نتوخى الديمقراطية الحقيقية التي تعكس التمثيل الدقيق والسليم بين الناس، يجب ان يكون القانون خارج القيد الطائفي، وطبعاً فإن اعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة هو مسألة استراتيجية تحتاج الى نضج ووعي سياسي ومجتمعي، ونحتاج للتمهيد لذلك الى مجموعة محطات، فنحن مع الدائرة الوسطى وان مبدأ المحافظات هو جوهر تفكيرنا في صياغة محطة مرحلية للدائرة الكبرى، لأن هناك نوعاً من الاجماع على ان الدائرة الصغرى تؤسس للعصبيات، وليس فقط لعصبيات مسيحية كما تتوهم الناس بل ايضاً لعصبيات اسلامية»، معتبراً ان الدائرة الصغرى «لا تساعد على اشراك اللبنانيين بهم سياسي وطني واحد، خصوصاً ان لا استفتاءات على مستوى لبنان، كما انه ليس هناك انتخابات لرئاسة الجمهورية على مستوى الشعب».

وحول موقف الحزب القومي من موضوع العريضة النيابية التي يتم توقيعها للعفو عن قائد القوات اللبنانية المحظورة الدكتور سمير جعجع، قال عريجي: «ان مجمل الخطاب السياسي في هذه المرحلة يرتبط بالاستحقاق الانتخابي حتى موضوع عودة الجنرال عون وخروج الدكتور سمير جعجع السجن، فهناك مسائل عديدة، وجاءت فقط لاعتبارات انتخابية بحت، وهذا لا يخدم الحوار الوطني بشكل سليم».

وكان السفير الاميركي زار امس الرئيس السابق للجمهورية امين الجميل، مشيراً الى انه سأله عن وجهة نظره في ما يختص بـ«التطورات السياسية الحاصلة في لبنان وفي المنطقة وقد تكلمنا عن الانتخابات البرلمانية المقبلة في الربيع» وقال: «اكدت للرئيس الجميل دعم الولايات المتحدة القوي للحرية والسيادة والديمقراطية في لبنان».

واكتفى السفير الأميركي بالقول رداً على سؤال حول طبيعة المحادثات التي جرت اول من أمس مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط «كان اللقاء لافتاً شكلا ومضموناً واليوم جئت للقاء الرئيس الجميل». أما الرئيس الجميل فتحدث بعد اللقاء عن «طبيعة المحادثات مع السفير الاميركي». فقال: «لقد كانت جولة في الافق حول كل المشكلات التي يعرفها كلنا، مواضيع لبنان والمنطقة، وما يحصل في العراق وفلسطين ولبنان، وقد صادف ان الدول الثلاث تعيش تجارب صعبة سواء في الانتخابات في القريب العاجل في العراق وفي فلسطين وفي لبنان، بحيث تتقاطع كل هذه الامور مع بعضها البعض، وما يجب ان نفهمه ان لبنان ليس جزيرة منعزلة عن باقي العالم، كلنا مرتبطون مع بعضنا البعض وبقدر ما نجح لبنان في هذه التجربة التي سيخوضها في المستقبل القريب والمقصود الانتخابات النيابية، بأن تكون حرة ونزيهة نكون قد وضعنا لبنان على السكة وتكون اول خطوة حقيقية باتجاه السلام اللبناني المنشود».

وسئل الجميل عما اذا سمع من السفير الاميركي شيئا ما حول القرار 1559 فقال: «نحن في الاساس نعتبر ان كل بنود القرار 1559 كنا نطالب بها منذ فترة طويلة، من منا لا يطالب بالسيادة وانتشار الجيش في الجنوب وانسحاب الجيش السوري كل هذه القضايا سبق ان طرحناها بالتفصيل، وكنا قد طرحنا وحدنا، ولم يكن احد يسأل عنا، عندما كان الأميركيون والسوريون يضعون تكتيكاً مع بعضهم على حسابنا، لا أحد يزايد على احد في هذا الموضوع، موقفنا واضح وصريح، وقد لمست من السفير الاميركي، وكذلك من المسؤولين الأوروبيين الذين التقينا بهم، تصميماً على مساعدة لبنان لاستعادة سيادته ودوره كدولة محترمة في هذا الشرق».

الى ذلك، اعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق كريم بقرادوني بأنه عازم على «طرح قانون يحد من طغيان المال على الانتخابات النيابية الى جانب قانون ينظم الاعلام والاعلان الانتخابيين»، وحذر من «خطورة تحالف اهل المال والاقطاع والطائفية في الانتخابات المقبلة، مما يهدد اللبنانيين بمزيد من الفساد والتبعية وبحرب اهلية مقنعة»، كما طالب الحكومة «بالحيولة من دون تدخل الاجهزة في الانتخابات»، وحمّلها «مسؤولية اجراء انتخابات حرة ونزيهة».