الرئيس تيهيتش يتهم صرب البوسنة بنهج سياسة زعيم الحرب كراجيتش

«المعهد الأميركي للسلام» لا يستبعد إلغاء الحكم الذاتي الصربي في البوسنة

TT

اتهم الرئيس البوسني سليمان تيهيتش صرب البوسنة بالعودة الى سياسات زعيم الحرب رادوفان كراجيتش في تسعينات القرن العشرين, فيما اتسعت دائرة الكراهية العرقية التي يمارسها الصرب لتشمل عدداً من المدن البوسنية. وفي غضون ذلك, لم يستبعد «المعهد الاميركي للسلام» إلغاء الحكم الذاتي الصربي في البوسنة بسبب الازمة السياسية والقضائية والدستورية. وقال الرئيس البوسني سليمان تيهيتش «إن اتفاق 6 من الاحزاب الصربية قبل ثلاثة أيام على تقاسم الحكم الذاتي بينها من دون بقية الاحزاب البوشناقية والكرواتية مؤشر قوي على عودة الصرب إلى سياساتهم القديمة وعيشهم في الماضي ونزوعهم الى اثارة القلاقل».

ورأى أن «صرب البوسنة ليسوا في وضع يمكنهم من تحقيق تطلعاتهم، وعليهم الوفاء بالتزاماتهم الدولية ومنها التعاون مع محكمة جرائم الحرب، مما جعل البوسنة تعاني من ذلك وتتأثر مسيرتها للاندماج في الاتحاد الاوروبي وقبولها في برنامج حلف شمال الاطلسي (الناتو) الشراكة من أجل السلام». وقال «إن اتباع سياسة طائفية في وضع متغير ومطالب دولية قوية لا يفضي إلى شيء ولن يحل أي مشكلة». واعتبر ان «اتفاق الاحزاب الصربية يؤكد أن السياسيين الصرب ضد الاصلاحات في قطاعي الشرطة والجيش وضد اعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب، وبالتالي ضد الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وضد برنامج الشراكة من أجل السلام». وحمل تيهيتش صرب البوسنة مسؤولية الازمة السياسية في البوسنة و«خرق الدستور البوسني واتفاقية دايتون للسلام وأسس الحكم الذاتي الصربي» وقال «لا يمكنهم أن يأخذوا من اتفاقية دايتون ما يخدم مصالحهم الطائفية فقط، ويتركون بقية الالتزامات التي تنص عليها الاتفاقية». وفي الاطار نفسه, رأى مدير «المعهد الأميركي للسلام» دانيال سيرفير أن المجتمع الدولي يبدي مخاوفه الآن من الأخطار والتهديدات التي يمثلها الحكم الذاتي الصربي في البوسنة على الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال في تصريحات صحافية أمس, إنه لا يستبعد أن يقوم المجتمع الدولي بإلغاء الحكم الذاتي الصربي. واضاف أن هناك شعورا يتنامى داخل المجتمع الدولي، بأن البوسنة لا يمكن أن تظل تحت طائلة العقوبات بسبب تلكؤ السياسيين الصرب في البوسنة في الوفاء بالتزاماتهم الدولية وإنهاء المشاكل التي يتحملون مسؤوليتها». وزاد: «لا أعتقد بأن لجنة الاتصال الدولية ستصدر قرارها غدا، ولكن امكان إصدار مثل هذا القرار أصبحت واردة جدا... رد الفعل الصربي داخل البوسنة بعد إقالة المبعوث الدولي بادي آشداون 9 مسؤولين أمنيين وسياسيين في 16 من الشهر الجاري تدل على خطورة بقاء الحكم الذاتي الصربي في البوسنة». وشدد على ضرورة تغيير المسؤولين الصرب, وقال «هؤلاء الناس يجب أن يتم تغييرهم» لكنه أكد على أن «تغيير السياسيين الصرب لوحده لا يكفي لارساء الاستقرار في البوسنة ما لم يرافقه استجابة تامة للمطالب الدولية المتعلقة باعتقال المتهمين بارتكاب جرائم الحرب والاصلاحات المطلوبة».

من جهة اخرى, اتسعت دائرة الكراهية العرقية التي يمارسها الصرب في البوسنة لتشمل عددا من المدن البوسنية بما فيها فوينيتسا السياحية (شمال غربي سراييفو) حيث توجد منابع المياه الاستشفائية الحارة. إذ عثر على آثار تخريب في إحدى مقابر المسلمين تعود إلى سنة 1934 وتضم بعض الآثار القديمة والتي كان مقررا أن تنقل إلى متحف تابع للمشيخة الاسلامية في المدينة. وفي مدينة بريتشكو (شمال البوسنة) عثر على كتابات جديدة على حائط إحدى المدارس تتنبأ بقرب تجول زعيم الحرب رادوفان كراجيتش في شوارع بريتشكو". إضافة الى شعارات عنصرية. و قال قائد الشرطة في بريتشكو لوكا يانكيتش " لقد تم فتح تحقيق في القضية ". و تعد هذه المرة الثالثة التي يتم فيها العثور على كتابات مؤيدة لكراجيتش و لا يعثر فيها على الجناة. إلى ذلك أعلن مقبول شكورو الناطق باسم جهاز الشرطة في سراييفو عن اعتقال شابين من سراييفو يعتقد بأن لهما صلة بالكتابات التي عثر عليها على اللوحات الاعلانية على الطريق بين سراييفو و بالي معقل صرب البوسنة أثناء الحرب. و قال إن أحد المتهمين يبلغ من العمر 24 عاما بينما يبلغ الثاني 22 سنة وكلاهما من سراييفو. واعترف أحدهما بأنه كتب جملا تدعو الى ذبح الصرب تحت تأثير الكحول.