خبير دولي: انسحاب أميركا من العراق قبل انتخابات نزيهة ينذر بتفجر حرب أهلية طاحنة

زياد الصالح لـ «الشرق الاوسط»: هناك خطة طوارئ تجعل عودة دخول القوات الأميركية لفض النزاعات والتوسط مطلبا شعبيا

TT

أعرب الدكتور زياد الصالح عضو المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية والمحلل السياسي العربي، عن خشيته من قيام حرب أأهلية طاحنة في العراق على غرار الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت عام 1975، في حال انسحاب القوّات الأميركية من العراق قبل إجراء انتخابات حرة ونزيهة في العراق. وقال الصالح إن هناك تنظيرا في ردهات الحكومة الأميركية لخطة طوارئ ترمي الى تزويد الأطراف الرئيسية المذهبية والقومية في العراق بأأسلحة عبر وسطاء من تجار الأسلحة وبأساليب بيع السوق السوداء لتدخل في حروب طاحنة تنهك الجميع بحيث تصبح عودة دخول القوات الأميركية لفض النزاعات والتوسط مطلبا شعبيا عراقيا ودوليا إنسانيا. واشار الصالح الى تقرير صدر أخيرا عن وكالة الاستخبارات الأميركية أوضح أن من ضمن الخيارات المتوقعة للوضع الأمني في العراق نشوب حروب أهلية بين سكان المناطق والأقاليم. وزاد الصالح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه تم فعل الشيء نفسه أثناء الحرب الإيرانية ــ العراقية وكذلك في عملية تزويد جيش تحرير كوسوفو وأدت إلى الأهداف السياسية والعسكرية المتوخاة، ولكن حتى هذه اللحظة لم يصل الأميركيون إلى اليأس من السيطرة على زمام الأمور أمنيا، كما أظهر العراقيون نوعا من الحكمة إلى حد ما في حل صدامات حصلت بينهم.

ويرى الصالح أن أداء العمل العربي ومواقفه بكافة أشكاله ومستوياته لبعض النظم العربية طغى عليها العجز والشلل والانحسار، وأصبحت الأنظمة تبحث عن سلامتها من الاتهامات إما بتمويل ودعم الإرهاب أو مساندته وتشجيعه، حتى أن الثقافة العربية والإسلامية كانت متهمة هي أيضا مما أدى إلى عدم حصول القضية العراقية وغزو أميركا لها على مكانتها وموقعها المناسب في متن الخطاب والموقف الرسمي العربي.

وقال الصالح إن على القوميين العرب إعادة إنعاش وتفعيل خطابهم وعدم الاستسلام للأحداث ومجريات الأمور، بل لا بد من التحرك والعمل عبر المؤتمرات الشعبية والقنوات الرسمية وكذلك الفكرية كمؤسسة الفكر العربي على توحيد المواقف والجهود والتكتل في وعاء ثقافي تاريخي واحد في مصير مستقبلنا المشترك مع الاهتمام بالجانب الاقتصادي.

ويشير الصالح إلى أن أميركا حققت عبر سياستها القائمة الحالية هدفين; أولهما فرض هيمنة عالمية مطلقة عبر هذه الفرصة على نحو وحشي، وتشكيل دقيق لحدود النظام العالمي الجديد والإمبراطورية الجديدة وترجمة مباشرة لموقع أميركا العسكري الذي لا يضاهى ونفوذها السياسي والاقتصادي الكبير والسيطرة الكاملة على صناعة النفط العراقية. واضاف أنه «بحلول عام 2025 ستضطر الولايات المتحدة لان تستورد من الخارج 70 في المائة من حاجتها للنفط، ولقد كان واضحا أكثر من غيره في التعبير عن هذا الهدف نائب وزير الدفاع بول وولفويتز عندما قال بعد احتلال العراق «لم يكن لدينا خيار في العراق، فالبلد يسبح فوق بحر من النفط».

ويؤمن الصالح أن نفط العراق في غاية الأهمية ليس لأميركا فقط بل أيضا لإسرائيل الحليف الرئيسي لها في المنطقة التي تعاني حاليا من نقص في الإمدادات النفطية، حيث لوحظ بعد سقوط النظام العراقي مباشرة طرح مشروع إحياء خط الموصل ـ حيفا وكأن الأمر معد وفق ترتيب دقيق مسبق. كما أنه علينا أن لا ننسى أن الرئيس الأميركي هو ابن تكساس وصناعة النفط، وكذلك نائبة ديك تشيني والعديد من الشركات، كما أن في عملية إعادة إعمار العراق تحريكا للعديد من الشركات الأميركية العملاقة التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر مع أركان الحكم الرئيسيين في البيت الأبيض; هالبيرتون، ك.ب.ر، بكتل وغيرهم، وبالاحتلال أيضا خروج للدور الروسي والفرنسي وشركاتهم من المنطقة.