أصوليون: بن لادن استخدم في شريطه الجديد مفردات التكفيريين وأراد الرد على السيستاني

TT

اعتبر أصوليون في لندن امس ان دعوة زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن الى مقاطعة الانتخابات العراقية والتي جاءت في الشريط الذي اذاعت مقتطفات منه اول من امس قناة «الجزيرة» القطرية ينذر بتأجيج العنف في العراق واستهداف الانتخابات المقبلة، واعتبر احد الاصوليين ان شريط بن لادن يرد على دعوة آية الله العظمى علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى المؤيد للانتخابات. وقال ياسر السري مدير «المرصد الاسلامي»، وهو هيئة حقوقية تتخذ من لندن مقرا لها ان «تنصيب الزرقاوي أميرا للجهاد في العراق من قبل بن لادن، يعطي زخما كبيرا ويكسب الجماعة قوة تؤدي الى زيادة نسبة العمليات»، مضيفا أن «إعلان بن لادن أن من يشارك في الانتخابات يعتبر «كافرا»، يجعل الانتخابات هدفا للعمليات، مرجحا أن تكون الفترة المقبلة مشتعلة».

وأشار السري الى أنه «من الجانب الشرعي يمثل اعلان بن لادن، ان في العراق راية. وهذا يقطع الطريق امام بعض الشيوخ في المنطقة بأن العمل في العراق من غير راية. لأن الزرقاوي أصبح أميرا في العراق». وتوقع السري «توحد مجموعات مثل جيش انصار السنة والجماعة السلفية المجاهدة، وباقي المجموعات الاسلامية القريبة من «القاعدة» أو المتعاطفة معها بوجوب الالتحاق أو الانضمام تحت راية جماعة الزرقاوي». ومجموعة «انصار السنة» كانت تبنت الهجوم الدامي على قاعدة عسكرية اميركية في الموصل الثلاثاء الماضي، والذي اوقع 22 قتيلا.

وتعرف مجموعة «انصار السنة» عن نفسها بأنها ائتلاف من الجماعات الاسلامية بينها «انصار الاسلام» التي كانت تسيطر على معقل صغير شمال شرق كردستان، قبل ان تسحقها القوات الاميركية نهاية مارس (اذار) 2003 قبل ان تعاود تنظيم صفوفها والظهور مجددا بعد بضعة اشهر.

من جهته قال الاسلامي الليبي نعمان بن عثمان خبير الحركات الاصولية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»: ان خطاب بن لادن أكد قبول انضمام ابي مصعب الزرقاوي الى تنظيمه». وكشف ان بن لادن استخدم مفردات غريبة للمرة الاولى مثل الفاظ «التكفير»، واصدار فتوى بإهدار دم كل من يشارك في الانتخابات». مشيرا الى ان بن لادن كان يرى عام 1998 الجماعات الاصولية في المنطقة العربية هي اقرب الى جماعات التكفير منها الى الجماعات الاسلامية. وقال ان خطاب بن لادن اول من امس، يعتبر انقلابا لأنه تبنى فكرا جديدا اقرب الى افكار الدكتور فضل المؤسس الأول لجماعة «الجهاد» المصرية، التي كشف عنها في كتابه «الجامع في طلب العلم الشريف». وأشار الى ان دعوة بن لادن تمثل «الرد بشكل مباشر على ما نسب الى آية الله العظمى علي السيستاني بأن من يقاطع الانتخابات هو كافر».

وأعرب آية الله العظمى علي السيستاني مرارا عن تأييده للانتخابات التي ستجري في العراق نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، كما أنه يدعم قائمات انتخابية فيها. وكان دعا الشيعة في العراق الذين عانوا اضطهادا في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى المشاركة فيها بكثافة.