مصادر قضائية إسبانية: مغربي اعتقل في برشلونة تفاوض على شراء زئبق أحمر لـ«قنبلة قذرة»

قالت إن البقالي وشريكه ضحى اعترفا بالتخطيط لهجمات في المغرب أو إسبانيا

TT

أكدت مصادر قضائية اسبانية تابعة للمحكمة الوطنية ان احد المعتقلين الاصوليين الذين قبض عليهم الاسبوع الماضي في مقاطعة كاتالونيا الاسبانية كان قد بدأ سلسلة من الاتصالات بهدف الحصول على كمية من مادة الزئبق الاحمر عرضها عليه مواطن تشيكي. وقالت هذه المصادر ان المعتقلين مجيد البقالي ومحمد ضحى اعترفا بأن تشيكيا عرض عليهما إبرام «صفقة جيدة». وأضافت انه بينما قال أحدهما اثناء الاستجواب ان «الصفقة الجيدة» هي عبارة عن «الزئبق الاحمر» قال الآخر انها عبارة عن كمية من الذهب. وتابعت نفس المصادر ان بقالي وضحى اجتمعا بمواطن تشيكي في برشلونه بهدف إبرام «الصفقة الجيدة» وأكدت ان الاثنين اعترفا بمحاولة الحصول على متفجرات لشن اعتداءات في فترة اعياد الميلاد في اسبانيا او المغرب.

وكان القاضي فرناندو اندرو قد اصدر مذكرة، بطلب من الادعاء العام التابع للمحكمة الوطنية، تقضي بسجن بقالي وضحى اللذين كانا ضمن اربعة اشخاص اعتقلوا في برشلونة الأسبوع الماضي. كما اصدر القاضي اسماييل مورينو مذكرة اخرى تقضي بسجن مصطفى فرحاوي الذي اعتقل في 24 ديسمبر (كانون الاول) بعد ان ذكر ضحى اسمه اثناء الاستجواب. اما الرابع الذي اطلق سراحه لعدم وجود ادلة ضده فهو عبد القادر فرحاوي، ابن عم مصطفى.

وتعتبر السلطات المغربية ان بقالي وضحى هما عنصران في منظمة اصولية ارهابية ضالعة في احداث الدار البيضاء في مايو (ايار) 2003. وكانت هذه السلطات قد لاحقت وراقبت الاثنين لمدة سنة ونصف السنة أصدرت بعدها مذكرة توقيف دولية تقضي باعتقالهما. وجاءت هذه المذكرة قبل اربعة ايام من اعتقالهما في برشلونة. وتتضمن المذكرة الاسبانية التي تقضي بسجنهما، بالاضافة الى الاتهامات التي يوجهها لهما القضاء الاسباني، تلك الموجهة ضدهما ايضا من قبل السلطات المغربية.

وحسب مصادر الشرطة الاسبانية كان بقالي قد سافر الى المغرب في محاولة للحصول على متفجرات بسبب فشله في الحصول عليها في اسبانيا، وبعد ان عرض احد الوسطاء الذي جاء خصيصا الى اسبانيا واعطى عينة من مواد مصدرها تشيكي تبين انها غير صالحة.

وتقول بعض المصادر ان مادة الزئبق الاحمر هي من اكثر المواد اشعاعا وكان قد توصل اليها نخبة من العلماء السوفيات اثناء الحرب الباردة ويمكن استخدامها لتصنيع ما يسمى بـ«القنبلة القذرة» التي لا يحتاج صنعها لاستخدام البلوتونيوم او اليورانيوم المخصب وإنما يمكن تركيبها بواسطة مواد أخرى زهيدة الثمن وسهلة المنال كالديناميت مثلا. ويعرف الزئبق الأحمر بالزئبق المؤكسد الذي يستخدم عادة لصناعة البطاريات مع العلم ان شركات صناعة البطاريات بدأت في السنوات الاخيرة باستبدال مواد اخرى به. وما هي «لقنبلة القذرة» سوى تعريف شائع لعملية نشر مواد مشعة فوق منطقة معينة بهدف قتل اكبر عدد من الاشخاص. لكن مصادر الشرطة الاسبانية تقول العكس وتؤكد ان الزئبق الاحمر«لا يصلح لتصنيع او تركيب قنابل متفجرة او شعاعية»، وتضيف ان عملية بيعه من قبل جماعات شبيهة بالمافيا ما هي الا احد اكبر عمليات الغش والاحتيال التي تقوم بها هذه الجماعات. وتعتبر ان محاولة البيع الاخيرة التي عرضت على المغاربة هي آخر «صفقة جيدة» تقوم بها هذه الجماعات.