واشنطن تعلن ارتياحها لنتائج انتخابات أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يتطلع نحو تعزيز التعاون

فوز يوشينكو بـ52 في المائة من الأصوات بعد انتهاء فرز الأصوات.. ووفاة وزير في ظروف غامضة

TT

اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية الاوكرانية بعد الانتهاء من عملية فرز الاصوات ان المرشح الليبرالي الاصلاحي فيكتور يوشينكو فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد بحصوله على 51,99 في المائة من الاصوات مقابل 19.44 في المائة لمنافسه الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. لكن فوز يوشينكو لن يعلن رسميا الا بعد دراسة جميع الشكاوى المرفوعة الامر الذي قد يستغرق بضعة ايام وفقا للجنة الانتخابية.

وكان يانوكوفيتش قد أعلن رفضه الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وقال في مؤتمر صحافي عقده عقب اعلان النتائج الأولية للانتخابات ان الكثير من المخالفات والانتهاكات شابت العملية الانتخابية. واكد انه لن يعترف أبدا بالهزيمة. وقال انه سيلجأ الى المحكمة الدستورية لاثبات ان الطرف الآخر ارتكب الكثير من المخالفات التي يمس بعضها حقوق الانسان، في اشارة الى عدم تمتع المرضى والمقعدين بحق التصويت في غير مراكز الاقتراع ما سبق واعلنت المحكمة الدستورية عدم شرعيته في قرارها الصادر الجمعة الماضي.

وحمل يانوكوفيتش على واشنطن التي اتهمها بالتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا وقال ان التدخل الاميركي يقف في مقدم اسباب «سرقة» فوزه في الانتخابات، مشيرا الى ممارسات عدة خاطئة والى الضغط الذي تعرض له فريقه وأنصاره. وكان يانوكوفيتش سبق وأشار الى احتمالات تحوله الى المعارضة الفاعلة استعدادا للانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في العام 2006 وانه سيحاول الحصول على الغالبية في هذه الانتخابات بما يمكن ان يسمح بتشكيل حكومة ائتلافية. ورغم ان يانوكوفيتش قال انه لن يدعو أنصاره الى استخدام الأساليب التي سبق واستخدمها خصمه، أي الخروج الى الشارع ومحاصرة مقار المؤسسات الحكومية والبرلمان، فقد أشار الى انه لن يقف دون احتمالات تحركاتهم.

وفي جولة سريعة في «ميدان الاستقلال» والمواقع القريبة من مقر «الرادا» (البرلمان) ورئاسة الحكومة وادارة الرئيس استطلعت «الشرق الأوسط» آراء عدد من أنصار يوشينكو الذين يواصلون التمسك بمواقعهم داخل الخيام المنصوبة لليوم السابع والثلاثين على مقربة من هذه المؤسسات. وفيما أشار البعض الى انهم لن يبارحوا هذه المواقع إلا بعد اعلان النتائج الرسمية، أي مع مطلع السنة المقبلة، كشف آخرون وجود فصائل من أنصار يوشينكو تواصل التمسك بمواقعها عند مشارف العاصمة تحسبا لوصول أنصار يانوكوفيتش، خصوصا عمال المناجم من منطقة الدونباس. واكد يوشينكو الذي يتزعم «التحالف الليبرالي الحر» أمس في تصريحات صحافية ان زيارته الاولى الى خارج البلاد ستكون الى موسكو، مع ادانته لما وصفه بـ«الدعاية» التي قامت بها موسكو خلال الحملة الانتخابية. وقال «سأذهب اولا الى موسكو على الارجح. يجب ان ابرهن لروسيا ان علاقاتنا حتى الان كانت خاطئة فرضتها جماعات اوكرانية. هذه الصفحة يمكن ان تطوى».

لكنه اشار في الوقت نفسه الى ان تدخل روسيا في الحملة الانتخابية «والدعاية التي قامت بها لمصلحة مرشح معين» سببا «جرحا بالغا لملايين الاوكرانيين». وحرص على الاضافة «يمكننا ان ننسى ان موسكو كانت مغطاة بالملصقات الدعائية ليانوكوفيتش» الخصم والمنافس المؤيد لروسيا في الانتخابات الرئاسية الاوكرانية. وقال «يجب الا تغضب اوكرانيا من جارتها واذا ما فكرنا بمصلحة اوكرانيا يجب ان نفهم ان روسيا شريكنا» مشددا على ان «الاتفاق مع موسكو ليس بالامر العسير الان».

وفي واشنطن، عبر وزير الخارجية الاميركي (المنتهية ولايته) كولن باول ليل الاثنين ـ الثلاثاء عن ارتياحه لحسن سير الانتخابات في اوكرانيا، معتبرا انها كانت «حرة وعادلة». وقال في مؤتمر صحافي ان «الاوكرانيين يجب ان يكونوا فخورين بهذا الانجاز».

وفي كروفورد (تكساس) حيث يمضي الرئيس الاميركي جورج بوش عطلة في مزرعته، اعلن مساعد الناطق باسم البيت الابيض ترينت دافي ان واشنطن «مسرورة جدا» من سير الانتخابات. وقال «ننتظر النتائج النهائية. نحن مسرورون جدا لسير الانتخابات في شكل جيد جدا على ما يبدو وذلك عبر احترام كل المعايير الدولية... نحن مرتاحون لان الاوكرانيين تمكنوا من التعبير عن خياراتهم والولايات المتحدة كانت مهتمة بان تجري العملية بشكل عادل ومنفتح وشفاف».

وفي بروكسل، اعلنت المفوضية الاوروبية ان انتخابات الرئاسة الاوكرانية تمهد الطريق امام تعاون أوثق بين الاتحاد الاوروبي وكييف وان مفوضا في الاتحاد يعتزم زيارة اوكرانيا.

وقالت بنيتا فيريرو فالدنر مفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية انها تعتزم زيارة اوكرانيا قريبا للاعداد لتطبيق خطة عمل الجوار الاوروبي وهي جدول عمل لانشطة قد تساعد على تعزيز الروابط.

واضافت في بيان «اجراء انتخابات حرة ونزيهة يفتح الطريق نحو تقوية التعاون بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا من خلال الاعتماد الرسمي وتطبيق خطة عمل الجوار الاوروبي».

ورحبت المفوضية الاوروبية بما توصلت اليه منظمة الأمن والتعاون في اوروبا من ان الانتخابات الاوكرانية اقتربت كثيرا جدا من المعايير الدولية.

وكشف الاتحاد الاوروبي في وقت سابق من الشهر الجاري خطة لتطوير العلاقات مع اوكرانيا في اطار مسعى لتعزيز علاقاته مع أقرب جيرانه لكنه اوضح انها لا يمكن ان تطبق الا بعد اجراء انتخابات حرة.

في غضون ذلك، اعلنت النيابة العامة الأوكرانية انها باشرت تحقيقا جنائيا في حادث وفاة وزير النقل الأوكراني جيورجي كيربا الذي وجد مقتولا في منزله الريفي في ضواحي كييف.

وكان كيربا الذي تولى منصبه في العام 2002 من ابرز الساسة الأوكرانيين في فريق الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما. ويعزو البعض مصرعه الى خلافات مالية تتعلق وحسب تصريحات نائب وزير النقل بالمخصصات التي كانت قررتها الحكومة لبناء أحد الجسور العملاقة على نهر الدنيير ولا يعرف أحد بعد مصير هذه الأموال.

وكانت اشاعات قد انتشرت في وقت سابق عن خلافات كيربا مع فيكتور يانوكوفيتش الذي يظل حتى الآن رسميا رئيس الحكومة الأوكرانية على قضايا تتعلق بتقصيره في توفير عربات السلك الجديد لنقل عمال المناجم وأنصار يانوكوفيتش من جنوب شرقي أوكرانيا الى كييف في اعقاب تدفق أنصار يوشينكو على كييف احتجاجا على نتائج الجولة الثانية في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقيل ايضا ان يانوكوفيتش وجه اليه كلمة أطاحت بعدد من اسنانه ما حدا به الى الاختفاء عن الأنظار منذ ذلك الحين.