فريد أيار لـ«الشرق الاوسط» : تأجيل الانتخابات غير وارد لأنه يحدث فراغا دستوريا والأحزاب كلها تعرف هذا

الناطق الرسمي للمفوضية العليا للانتخابات العراقية: مليون عراقي في الخارج يمكنهم المشاركة في الاقتراع

TT

لا يحتاج الحوار عن الانتخابات العراقية أي مقدمات بقدر الحاجة الى الاجوبة عن الكثير من الاسئلة بشأن أمور لم تزل شائكة وغير واضحة بالذات حول مشاركة العراقيين في الخارج في العملية الانتخابية، خاصة ان العراقيين سيخوضون هذه التجربة لاول مرة منذ عام 1954 حيث جرت آخر انتخابات نيابية.

«الشرق الأوسط» التقت في لندن المتحدث الرسمي باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية الدكتور فريد ايار وطرحت عليه بعضا من هذه الاسئلة حول الانتخابات، حيث كان ايار خير من يجيب عن أسئلتنا ويوضح مسارات هذه العملية.

* هل هناك احتمال بتأجيل الانتخابات امام اصرار بعض القوى السياسية العراقية وتهديدها بالانسحاب؟

ـ لا اعتقد ان هناك أي قرار بتأجيل الانتخابات. الانتخابات ستجري يوم الثلاثين من يناير (كانون الثاني)، وبالنسبة لنا نحن كمفوضية عليا للانتخابات نتبع القوانين السارية، وقانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية ينص على ان الانتخابات يجب ان تجري قبل الحادي والثلاثين من يناير 2005. كما ان قانون الانتخابات ينص على ذلك.

* ما الضير من تأجيلها بضعة اشهر ريثما يتحسن الوضع الأمني؟

ـ اولا من يضمن ان الاوضاع الأمنية سوف تتحسن بعد ستة اشهر مثلا، ثم انه ليس هناك أي قانون يسمح بتأجيل الانتخابات، فالحكومة الانتقالية ستنتهي مهامها يوم 31 يناير وسيكون هناك فراغ دستوري، من سيدير الدولة عند ذاك؟ لا الولايات المتحدة ولا الامم المتحدة ولا الحكومة العراقية قادرة على تأجيل الانتخابات الا في حالة حدوث انقلاب عسكري، وزمن الانقلابات العسكرية ولى ولا يوجد في العراق حاليا جيش يمكنه القيام بانقلاب.

* حتى الامم المتحدة غير قادرة على تأجيل الانتخابات؟

ـ الامم المتحدة منظمة هلامية غير قادرة على فعل أي شيء. قانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية وضع جداول زمنية محددة للانتهاء من الحالة المؤقتة وصولا الى برلمان وحكومة ثابتة ودستور دائم، والاحزاب السياسية كانت في مجلس الحكم المؤقت وهي من وضع قانون ادارة الدولة ووافقت عليه، فمن الغريب اليوم ان يطالب بعضها بتأجيل الانتخابات.

* وكيف يكون الامر اذا ما انسحبت اطراف سياسية مهمة من العملية الانتخابية؟ الا يؤدي هذا الى اختلال المعادلة وتوازنات الجمعية الوطنية؟

ـ لا توجد هناك نسب تستطيع الاعتماد عليها حول الموازنات السياسية. هذه افتراضات شخصية تأتي من رجال اعلام او سياسة يعملون ضمن اللعبة السياسية في الوقت الحاضر. العملية الانتخابية مفتوحة امام الجميع واعتقد ان هذه الانسحابات او العودة لممارسة الحق الانتخابي هي جزء من اللعبة السياسية الديمقراطية.

* هل لاعضاء المفوضية التعبير عن وجهات نظرهم السياسية؟

ـ لكل منا وجهة نظر وافكار سياسية ولكن عملنا مهني، نعتمد القوانين السارية ونطبقها ونسعى لاجراء الانتخابات في وقتها المقرر كما نصت عليها القوانين.

* هل سيكون لكم حق التصويت؟

ـ نعم لنا حق التصويت لكن ليس لنا حق بالترشيح.

* كم هو عدد اعضاء المفوضية العليا؟

ـ حاليا نحن تسعة اعضاء، ثمانية عراقيين لهم حق التصويت بشأن قرارات المفوضية وموظف دولي منتدب من قبل الامين العام للامم المتحدة يحضر معنا ويناقش في مجلس المفوضين ولكنه لا يتمتع بحق التصويت. وهناك مكاتب للمفوضية في كافة محافظات العراق وعددهم يتباين ما بين العشرة واكثر، وهؤلاء هم من سيقود عملية الانتخابات في العراق، وهذا العدد سيزداد الى اكثر من مائة الف مع اقتراب موعد الانتخابات.

* غالبية من العراقيين في الخارج يسألون عن الطريقة التي سيدلون بها باصواتهم في هذه الانتخابات؟

ـ المفوضية العليا للانتخابات كلفت منظمة الهجرة الدولية للاعداد للانتخابات في خارج العراق وقد تم اختيار 14 دولة لتضم مراكز اقتراع كونها تضم اعدادا كبيرة من العراقيين، بين هذه الدول الولايات المتحدة واستراليا والمملكة المتحدة وكندا والمانيا وفرنسا وهولندا والسويد وسورية وتركيا وايران والاردن والامارات العربية.هناك مكاتب لمنظمة الهجرة الدولية في هذه الدول وهي التي ستهيئ وتشرف على العملية الانتخابية.

* متى سيبدأ تسجيل الناخبين؟

ـ يبدأ التسجيل يوم 17 يناير وينتهي يوم 24 منه، ثم يتم عرض السجل الانتخابي ليومين. اما الانتخابات فستجري خلال ايام 28 و29 و30 من الشهر الحالي وستجري في مراكز تختارها المنظمة الدولية للهجرة.

* هل سيتم فرز الاصوات في الاردن مثلما قالت الانباء ام في الدول التي ستجري فيها عملية الانتخابات نفسها؟

ـ فرز وعد الاصوات سيتم في مراكز الاقتراع ذاتها وليس في الاردن كما سمعنا من وزير الخارجية الاردني. هذا خلط بين ما نحن نفكر فيه وبين ما تم ذكره. في الاردن يوجد مركز لمنظمة الهجرة الدولية، وهذا لا يعني انه سيتم فرز الاصوات هناك، فقد رأينا ان الحل الامثل هو ان يتم الفرز في مواقع الاقتراع وباشراف المنظمة الدولية والمفوظية العليا للانتخابات بالاضافة الى مسؤول المركز وعدد من ممثلي الاحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، ومن ثم ترسل النتائج الى مقر المفوضية العليا في بغداد.

* هل سيكون أي دور للسفارات العراقية في الخارج بعملية الاقتراع؟

ـ ليس للسفارات اية علاقة في العملية الانتخابية لان المفوضية العليا هي هيئة عراقية غير حكومية ولا تتبع أي سلطة من السلطات الموجودة في البلد لا القضائية ولا التشريعية ولا التنفيذية.

* كم مركزا سيكون في كل دولة؟

ـ هذا يعتمد على عدد العراقيين ومواقع توزيعهم، ففي المملكة المتحدة مثلا وكما علمت ستكون هناك ثلاثة مراكز في لندن ومانشستر وغلاسكو، وهذا يسهل على العراقيين الموزعين في عموم المملكة المتحدة الوصول إلى مواقع الاقتراع.

* هناك عمليتان، الاولى هي ذهاب العائلة الى مراكز الاقتراع للتسجيل ومن ثم تذهب ثانية للانتخاب، وهذا يكلف العائلة في بعض الدول اجور مواصلات عالية قد تصل الى مئات الدولارات، لماذا لا تختصر العملية بان يتم التسجيل والانتخاب في يوم واحد او يأتي رب العائلة لتسجيل افراد عائلته بدلا من سفر جميع افراد العائلة الى المركز؟

ـ بسبب الاوضاع المرتبكة في العراق وعدم دقة المعلومات. وحتى تكون هناك دقة وشفافية في المعلومات اتفق رأي المفوضية على ان يسجل الناخب وينتخب بنفسه لان التسجيل هو جزء من العملية الانتخابية. لا يمكن ان يأتي شخص ليسجل نيابة عن آخر غير موجود. كيف سيتم التأكد من وجود الشخص الحقيقي. وعلى الناخب ان يسجل اسمه قبل فترة من الاقتراع لانه حسب القوانين الدولية يجب عرض سجل الناخبين لافساح المجال للطعن، ربما هناك لدى شخص طعن ضد آخر يتعلق بعراقيته او باهليته للانتخاب ويتم التحقيق في هذا الطعن من قبل مدير المركز وبالتالي يكون السجل الانتخابي نظيفا وفيه صدقية، وهذا ما يجعل عملية الانتخابات صادقة وصحيحة.

* ما هي الوثائق المطلوبة من العراقيين في الخارج للسماح لهم بالتصويت؟

ـ هناك الكثير من الوثائق التي سيتم اعتمادها وهي: شهادة الجنسية العراقية، بطاقة الاحوال الشخصية، دفتر نفوس عام 1957، دفتر الخدمة العسكرية (للرجال)، جواز السفر العراقي، واذا كان هناك من يدعي انه مزق وثائقه لغرض الحصول على اللجوء في اوروبا فان جواز السفر او وثيقة السفر او هويته الشخصية او رخصة قيادة السيارة التي تحتوي على صورة تعتمد شرط ان يرد في هذه الوثائق بان حاملها ولد في العراق او عراقي، ونحتاج ايضا وثيقة اخرى، أي ان المواطن العراقي يحتاج الى وثيقتين; احداهما تتضمن صورته، ليثبت عراقيته ويشارك في الاقتراع.

* هل هناك احصائية بعدد العراقيين الذين سيشاركون في الانتخابات خارج العراق؟

ـ هناك تقديرات من قبل منظمة الهجرة الدولية تفيد بان حوالي مليون عراقي خارج العراق يمكنهم المشاركة في الانتخابات.

* ما هو الوقت المحدد خلال اليوم للاقتراع؟

ـ داخل العراق حددنا اول دقيقة بعد شروق الشمس كموعد لانطلاق العملية الانتخابية. ففي بغداد وحسبما علمنا من هيئة الانواء الجوية فان الشمس ستشرق يوم 30 الشهر الحالي في السادسة و59 دقيقة وهذا يعني ان الانتخابات ستبدأ عند السابعة صباحا وتغلق الصناديق قبل 33 دقيقة من غروب الشمس، وهذا يعني الساعة 4.30 بعد الظهر.

* اشار رئيس الحزب الاسلامي العراقي الدكتور محسن عبد الحميد الى ان هناك اربع محافظات لن تشارك في الانتخابات، ما هو تعليقكم؟

ـ يبدو ان الدكتور محسن عبد الحميد لديه احصائية غير التي لدينا. نحن نعلم ان جميع العراقيين سيشاركون في الانتخابات وهناك اندفاع لدى العراقيين لممارسة حقهم الطبيعي في العملية الانتخابية ومن الخطأ التفريط في حق مثل هذا.

* هل تتعرض المفوضية لأي ضغوط من القوات المتعددة الجنسيات او الادارة الاميركية او الحكومة العراقية؟

ـ لم نشعر حتى هذا اليوم باية ضغوط لا من القوات المتعددة الجنسيات ولا من الحكومة العراقية ولا من الاحزاب التي حاول بعضها ان تتمدد بيننا لكننا وقفنا بشكل صلب ضد هذه المحاولات.