بعقوبة: يوم للانتخاب وهامش للإنجاز تحت «القبة الزرقاء»

الحصيلة الأولى محبطة: ثلاثة مرشحين من 13 ائتلافا يتنافسون على 41 مقعدا

TT

في مقر حزب البعث السابق المعروف باسم القبة الزرقاء، أعد كل شيء للمرشحين في الانتخابات المقبلة للمجيء وتسجيل الاعلانات السياسية للتلفزيون المحلي. وقد درب المصور محدد نظره في النهاية البعيدة لطاولة مؤتمرات حيث زهور بلاستيكية باللونين الأصفر والقرنفلي علاها الغبار كديكور في المشهد. ولكن تسجيل لقطات الحملة الانتخابية في هذا الصباح لم يستغرق وقتا طويلا. ولم يظهر سوى ثلاثة أشخاص.

وبطرق معينة تعتبر بعقوبة والمناطق المحيطة في محافظة ديالى مثالا على التحديات التي تواجه العراقيين والقوات الأميركية في حملة الانتخابات التي من المقرر اجراؤها يوم الثلاثين من يناير الحالي. ويمكن للمقاطعة هنا في وسط العراق في المنطقة التي تعرف باسم المثلث السني ان تقوض الانتخابات. ويقول بعض السياسيين من المسلمين السنة ان العنف المستمر، خصوصا في الأجزاء الوسطى والشمالية من البلاد، سيجعل من الصعب اجراء انتخابات نزيهة. وفي الفترة الأخيرة بدأت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش جهدا كبيرا لاقناع السنة بالمشاركة في الاقتراع.

وعلى الأرض يتعين على القادة العسكريين الأميركيين أن يحلوا المعضلة اللوجستية الهائلة: نقل أطنان كثيرة من الحواجز الأمنية في المحافظة التي يبلغ حجمها حجم نيوجيرسي. وفي الوقت نفسه لا يمكن أن يكون واضحا أن يكون لهم يد في الانتخابات. وقال الميجور كريغ شنيل، ضابط الاستخبارات في المجموعة القتالية في اللواء الثالث «انها المشكلة الأصعب التي واجهناها هنا». فالألغام الأرضية ومواد التفجير المفخخة سيئة، وهي تقتل الكثير من الناس. ويمكن ان تشكل عائقا أمام الانتخابات.

وفي الأسابيع القليلة الماضية صعد المسلحون من هجماتهم في المدينة مستهدفين أساسا السياسيين المحليين وقوات الأمن العراقية. كما صعد القادة العسكريون الأميركيون غاراتهم التي بلغت 45 في ديسمبر الماضي بالمقارنة مع 5 في أغسطس الماضي. ويخشى كثير من العراقيين أن تثير الانتخابات مزيدا من العنف. وقالت احدى النساء «نحن خائفون. وقد يكون الأمر أسوأ بسبب الانتخابات».

وفي القبة الزرقاء اعترفت الميجور تيريزا وولفغانغ ان الحصيلة محبطة، وهي ثلاثة مرشحين من 13 ائتلافا اقليميا يتنافسون على 41 مقعدا في محافظة يبلغ عدد سكانها حوالي مليون ونصف المليون نسمة.

غير أن وولفغانغ، التي تشرف على السرية 415 للشؤون المدنية، ذكرت انه ما أن يخرج الكلام حول اللقطات التلفزيونية سيأتي مزيد من المرشحين لتسجيل رسائلهم.

وقالت «انهم جميعا يريدون معرفة ما الذي سيحدث ارتباطا بهذه الاعلانات، أي ما اذا كان الأشخاص سيتعرضون للقتل أم لا».

وفي مختلف أنحاء بعقوبة ومنطقة بهرز الجنوبية يوزع المتمردون نشرات تهدد المشاركين في الاقتراع بالقتل. وهو ما يترك شنيل يتأمل في ما اذا كان سينتخب لو أنه كان عراقيا. وهناك ما يتراوح بين 600 ألف الى 800 ألف من الناخبين المسجلين في محافظة ديالى. وجرى اختيار ما يقرب من 250 مركز اقتراع محتملا، ولكن مواقعها ابقيت سرية لحمايتها من الهجوم. وخلال أسابيع قليلة سيجري تحديد الأماكن. وستزال الحواجز وتنقل صناديق الاقتراع والحبر الخاص بالعملية قبل يوم الانتخاب. وعلى الأرض يعني ذلك زيادة كبيرة في المرور واستخدام الوقود.

وستنقل القوات الأميركية وقوات الأمن العراقية حواجز الحماية من القواعد العسكرية الى مراكز الاقتراع ومعظمها مدارس.

وقال الكابتن مايك جيمس، ضابط التموين في اللواء الثالث «هناك الكثير مما يتعين نقله». وأضاف ان «الانتخابات تعتبر من أكبر الأشياء التي نقوم بها هنا. ومن باب التحدي اللوجستي جعلها آمنة وتوفير فرصة مشاركة اكبر عدد من العراقيين فيها»، مشيرا الى أن ابقاء الدور الأميركي في أدنى الحدود أمر هام، ذلك «اننا نقدم المساعدة فحسب». وستقوم مجموعة استرالية بنقل المواد المتعلقة بالانتخابات. وعلى الرغم من أن ما يقرب من ثلث المرشحين يجب أن يكونوا من النساء فمن غير المتوقع أن تكون مشاركة النساء في الاقتراع واسعة. وقال مؤيد سامي رئيس تحرير صحيفة «البرلمان» المحلية «اعتدنا أن نقوم بالشعارات مع القليل جدا من المحتوى. أما الآن فان دقيقتين تكفيان لقول أي شيء».

غير ان المرشحين الثلاثة الذين ظهروا كان لديهم ما يكفي من الوقت لعرض رسائلهم. وقد تحدث مرشحان من الحزب الشيوعي ووجهاء ديالي عن برامجهما الانتخابية التي كان من بينها التركيز على تحسين البنية التحتية المحلية وتطوير مشاريع الري. اما المرشح الثالث من الحركة الاشتراكية العربية فقد قرأ جزءا من نص بينما كان الجنود الأميركيون يراقبون ممارسته حقه في التعبير الحر اذ قال أمام الكاميرا «لا للاحتلال الأميركي».